أصبح الجندي الإسرائيلي الأسير غلعاد شاليت الذي تحتجزه «حماس» محور التهدئة وفتح المعابر وإغلاقها، والمصالحة ومبادراتها، وبات مصيره يتحكم بحياة مئات الآلاف من الفلسطينيين، العالقين والجائعين والخائفين. فثمن شاليت تجاوز فتح معبر رفح، وأخذ إطلاق سراحه أبعادا سياسية معقدة، فتحوّل إلى قضية خاسرة، فضلاً عن انه أوقع «حماس» في أزمة لجبر خواطر المصريين والسوريين، فكل يريد استثماره وبيعه.
في الأصل كان الهدف من أسر شاليت العام 2006 مقايضة إسرائيل والتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى، قيل وقتها إن عددهم 230 أسيرا من أصل 350 أسيرا تطالب «حماس» بإطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية، وخلال تلك الفترة، حاولت «حماس» استخدام صفقة الأسرى لتحقيق انتصار سياسي على السلطة الفلسطينية، فجرى الحديث عن مطالبتها بإدراج اسم أمين سر حركة «فتح» مروان البرغوثي، ثم أعلنت «حماس» أن الرئيس محمود عباس طلب من إسرائيل شطب اسم البرغوثي خشية منافسته له في المؤتمر العام السادس لحركة «فتح». وتطور الجدل حول هذا الموضوع إلى مناسبة لتبادل الاتهامات بين السلطة و «حماس»، فتحمل البرغوثي خلال هذا التراشق الكثير من التهم والتشكيك، واليوم أصبح غلعاد شاليت محورا لقضايا وملفات أخرى، فغابت قضية الأسرى وسط المناورات السياسية، وفتح المعابر وحماية التهدئة، وعوضاً عن إطلاق 230 أسيرا فلسطينياً من السجون الإسرائيلية، استطاعت «حماس» بحكمتها السياسية، أن تضيف إليهم مئات الآلاف. هذا المشهد البائس، يكشف بوضوح أن «حماس» تعيش حالاً من التخبط وغموض الأهداف، فساعة تعجب بنموذج «حزب الله» من خلال استخدام قضية إطلاق كل الأسرى للحصول على مكاسب سياسية في الشارع الفلسطيني، وتارة تتصرف على طريقة أبوّات «فتح» في المناورات ورهن القضية الفلسطينية لمصالح الآخرين ومشاريعهم، وثالثة تعلن أنها متمسكة بالمقاومة المسلحة، والنتيجة أن «حماس» ضيعت المقاومة، وتاهت في دهاليز السياسة، فصارت منظمة لـ «السقاومة»، وهذا وضع سقيم، أسهم في زيادة معاناة الفلسطينيين، وجعل «حماس» تستبدل مكاسب صغيرة بمشروعها الوطني، وتكشف عن تدني حسّها السياسي. اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|