هل دخلت المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية مرحلتها الأخيرة؟ وهل اقتربنا من التوصل إلى إطار عام أو صيغة تفاهمات لتسوية صراع دام أكثر من ستين عاما؟ هذا السؤال رد عليه رئيس الكيان شيمون بيريز عندما أشار إلى صعوبة التوصل لاتفاق خلال ما تبقى من العام الحالي. بلغة الزمن مصير المفاوضات سيتحدد نجاحا أم فشلا في الشهور القليلة القادمة، لسبب رئيسي وهو أن الأطراف المتفاوضة وخصوصا الإدارة الأمريكية الحالية ستترك الحكم هذا العام.
وحتى الحكومة الإسرائيلية الحالية ذاهبة لانتخابات مبكرة، وكذا الأمر فلسطينيا نقترب من استحقاق الانتخابات الرئاسية. وعليه فإن مصير المفاوضات مرهون ببوصلة هذه التحولات التي تؤكد فرضية إمكانية التوصل إلى إطار عام للتسوية قبل نهاية العام، هذا على الرغم من التصريحات المتناقضة ووجود فجوة واسعة في مواقف الطرفين. وعلى الرغم من هذه النظرة التشاؤمية، فمازالت المفاوضات بين الطرفين مستمرة على كافة مستوياتها، إضافة إلى دور مراكز البحث الأمريكية والأوروبية التي قد تساهم في تقديم المقترحات التي قد تعالج نقاط الخلاف الرئيسية. وفي السياق نفسه الدور المكوكي الذي تقوم به وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، وما أبداه الرئيس الأمريكي أخيرا من استعداد للقيام بدور مباشر إذا طلب منه ذلك، وفي السياق نفسه لا يمكن تجاهل أمرين آخرين: الأول دور بعض الدول العربية الدافع للمفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية وذلك حتى تكتمل صورة التسوية الشاملة، والأمر الآخر بدء المفاوضات السورية – الإسرائيلية وإمكانية حل الملف النووي الإيراني عبر خيار الصفقة الشاملة. وفي الجانب الآخر هناك مجموعة عوامل تتعلق بالمنهج التفاوضي نفسه المتبع حاليا، فهناك تراث تفاوضي سابق وخصوصا في مفاوضات كامب ديفيد الثانية ومحادثات طابا يمكن البناء عليها في المفاوضات الحالية، وقد يشكل الحد الأدنى للمفاوض الفلسطيني، وكذلك اعتماد المنهج التفاوضي الشمولي ويقصد بذلك معالجة كل القضايا الرئيسية كالقدس واللاجئين والدولة الفلسطينية والحدود في إطار واحد وليس أحادياً، أي اعتماد منطق الصفقة الشاملة، والاختيار يكون كليا وليس انتقائيا ومن خلال اعتماد التنازل المتبادل، والأخذ في الاعتبار السياق الإقليمي للحل، بمعنى أن هناك عدداً من المسائل الأمنية والسياسية التي لا يمكن أن تحل إلا في إطار إقليمي وهنا قد يبرز الدور الأردني والمصري. ومن العوامل المساعدة رغبة القيادات السياسية في تحقيق إنجاز سياسي أمام شعوبها وقد يسجل لها أنها قد أوفت بما وعدت به شعوبها من تحقيق السلام ووضع حد لصراع راح ضحيته مئات الآلاف من البشر. وفي النهاية وكما أشار الرئيس محمود عباس أنه سيعرض ما يتم التوصل إليه على شعبه في استفتاء عام يقرر فيه الشعب الفلسطيني مصيره بيده ويحدد مصيره السياسي، والخيار هنا بين استمرار الصراع بكل معاناته وتضحياته وبين المستقبل في قيام الدولة الفلسطينية وإمكانات الازدهار والتطور وممارسة الحياة السياسية مثل بقية الشعوب، وهنا سيدرك الشعب الفلسطيني أنه من سيدفع الثمن السياسي للخيار الذي سيختاره وليس قادته. اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|