ما زال لديهما من الوقت ما يكفي للتوصل إلى اتفاقية سلام في نهاية 2008، على أن يتقيَّدا بـ "سرِّ النجاح"، وهو "السرِّية" في مفاوضاتهما الصعبة والشائكة والمعقَّدة التي ستجرى في واشنطن، وفي استضافة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، في الثلاثين من تموز الجاري.
هذا ما قالته وأكدته رايس في حديثها عن المحادثات الثلاثية (الإسرائيلية ـ الفلسطينية ـ الأمريكية) التي ستبدأ عمَّا قريب بين وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ورئيس الفريق الفلسطيني المفاوض أحمد قريع، وبمشاركتها هي، وكأنَّها كانت، في بعض من أهداف تصريحاتها هذه، والتي تُطْلِق فيها شعاعاً من التفاؤل في ظُلْمَة التشاؤم، تردُّ على القائلين بأنْ لا أمل واقعياً في التوصل إلى إنجاز حقيقي لأسباب عدة في مقدَّمها ضآلة ما بقي من عُمْر إدارة الرئيس بوش. إذا كانت القضية التي بها يُقاس ويُحْسَب النجاح والفشل هي توقيع الطرفين المتفاوضين اتفاقية (بصرف النظر عن تنفيذها) فإنَّنا نشاطر رايس الرأي في أنَّ "ضيق الوقت" ليس بالعقبة التي يصعب، أو لا يمكن، تذليلها، فالاتِّفاق على حلٍّ نهائي للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين يمكن، إذا ما استوفى شروطه، أن يتحقَّق ويُنْجَز في زمن متناهٍ في الصِغَر والضآلة.. في أيامٍ، بل حتى في ساعات. ولو افْتَرَضْنا أنَّ لإدارة الرئيس بوش مصلحة في أن تُظْهِر نفسها، في آخر أيامها، على أنَّها موسى الذي شقَّ البحر بعصاه فإنَّ مصلحتها هذه يمكن أن تتحقَّق على خير وجه إذا ما نجحت في حَمْل الطرفين المتفاوضين على إنجاز اتفاقية سلام على رغم "ضيق الوقت"، الذي تسلَّح به منتقدوها ومعارضوها في سعيهم إلى بث وإشاعة مزيد من التشاؤم، وإلى إظهار تلك الإدارة على أنَّها عاجزة عن أن تفي بما وعدت، وعن أن تنتهج سياسية تضيق فيها الفجوة بين القول والعمل. ولكن، هل لها مصلحة حقيقية في ذلك، أي في اجتراح تلك "المعجزة"، التي "تعاجَزَت" حتى يَظْهَر أمر التوصُّل إلى تلك الاتفاقية على أنَّه "معجزة"؟ إنَّ لهذه الإدارة مصلحة الآن في أن توظِّف كثيراً من سياستها الخارجية في خدمة مرشَّح الرئاسة الجمهوري ماكين، فترجيح كفَّته على كفَّة مرشَّح الرئاسة الديمقراطي أوباما هو ما يستبدُّ بتفكيرها، وبتفكير رايس على وجه الخصوص. وهذا إنَّما يعني، على ما نعتقد، أن تسعى إدارة الرئيس بوش لاتفاقية بين إسرائيل والفلسطينيين، يمكنها في محتواها وشكلها أن تَحْمِل جماعات الضغط والتأثير اليهودية على تحويل مزيد من الصوت الانتخابي إلى رصيد المرشَّح الجمهوري، وكأنَّ فَرْض اتفاقية على الفلسطينيين، ترضي إسرائيل، فترضي تلك الجماعات، فتتحسَّن، بالتالي، فرص فوز ماكين، هو ما يستأثر باهتمام إدارة الرئيس بوش الآن، أو من الآن وصاعداً. أمَّا إذا تمكَّن المفاوِض الفلسطيني من أن يحبط هذا المسعى، ويمنع الوصول إلى اتفاقية كهذه، فليس ثمة ما يمنع إدارة الرئيس بوش من أن توظِّف حتى هذا الفشل في خدمة مصلحة ماكين في الحصول على مزيد من تأييد جماعات الضغط والتأثير اليهودية، وأن تُظْهِر هذا الفشل على أنَّه فشلٌ للمفاوِض الفلسطيني في اغتنام فرصة السلام التي كانت "سانحة وذهبية"! وأحسب أنَّ الجزء الأكبر والأهم من السياسة الخارجية لإدارة الرئيس بوش هو الآن جزء من الحملة الانتخابية للمرشَّح الجمهوري ماكين، وأنَّ هذه الإدارة تَزِنُ الآن كل أقوالها وأفعالها (في السياسة الخارجية) بميزان واحد فحسب، هو الميزان الانتخابي للربح والخسارة. وإذا كان من شيء مفيد يمكن قوله الآن فهذا الشيء إنَّما هو أنَّ "واشنطن" و"الثلاثين من تموز الجاري" هما أسوأ مكان وزمان لمفاوضات يجريها الفلسطينيون مع إسرائيل، فهذه المفاوضات لن تنجح، إذا ما نجحت، ولن تفشل، إذا ما فشلت، إلاَّ على نحو يفيد، في المقام الأوَّل، إسرائيل والحملة الانتخابية لماكين التي تديرها إدارة الرئيس بوش، ورايس على وجه الخصوص. اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|