في محاولة للإجابة عن القضايا الثقافية، المطروحة للنقاش، في مقالتي المنشورة، بتاريخ 4 أيار 2008، تحت عنوان: "ثقافة واحدة أم ثقافات: عقل واحد أم عقول"؛ أستضيف ضمن "مساحة للحوار"، بعض المشاركات، التي وصلتني من مناطق متفرقة من العالم، بالإضافة إلى مساهمات الأصدقاء والمهتمين من فلسطين، يجمع بينها الاهتمام بالشأن الثقافي. بيَّنت المساهمات التي تلقيتها، عالمية الأسئلة الثقافية المطروحة، وخاصة بين الشعوب التي تعاني من الاستعمار بشكله المباشر، وشكله غير المباشر. وتشابكت أسئلة الثقافة والدين والسياسة: هل علينا أن نتوقف عن التشبه بالغرب؟ وهل يكفي سلاح الحب والاحترام لمواجهة وحشية الغرب؟ هل من الجيد أن تصطدم الثقافة بالسياسة؟ وإذا لم تحصل فلسطين على الاستقلال، فماذا سيكون موقف الثقافة؟ وما معنى عصر النظام الجديد؟ هل على كل دولة أن تتبع النظم المسيحية (كما تريد أمريكا)؟ وهل المشاركات في الفعاليات الفنية، من أساسات الدين الإسلامي؟ أم هي منافية للدين؟ ***** "سلام يا عزيزتي المحترمة فيحاء، أرجو أن تكوني بخير. أنا شاه نواز خان أشكزاي، من باكستان. لقد قرأت عمودك، وأردت أن أعرف رأيك: أليس علينا أن نتوقف عن التشبه بالغرب؟! نحن المسلمين علينا أن نحب وأن نحترم بعضنا بعضا حتى نواجه وحشيتهم. والسلام. الله حافظ". شاه نزاز خان/ باكستان ***** "عزيزتي، بالعودة إلى مقالتك، أودّ أولا أن أقدر وجهة نظرك الفريدة، والأفكار، وكذلك المفهوم الذي عرضته في مقالتك حول "الثقافة والعقل". أنا أعتقد أن عنوان المقالة كان يجب أن يكون "سيادة السياسة على الثقافات". وعندما قرأت مقالتك، طرأت على ذهني بعض الأسئلة: السؤال الأول: هل من الجيد أن تصطدم الثقافة بالسياسة؟ السؤال الثاني: إذا لم تحصل فلسطين على الاستقلال، فماذا سيكون موقف الثقافة؟ السؤال الثالث: هل معنى عصر النظام الجديد أن على كل دولة أن تتبع النظم المسيحية (كما تريد أمريكا)؟ أنا أعرف أن أسئلتي تبدو عادية، لكني أريد إجابات عليها. كما أرجو أن تكتبي عن نفسك، وأتطلع إلى ردك. مع الشكر". ديلاوارخان/السند ***** "الزميلة والأم الطيبة: فيحاء، تحية واحتراماً كبيرين بمثل عزيمتك، قرأت مقالتك المتعلقة بمهرجان الفن والرقص المعاصر فى رام الله, ولقد استطعت إيجاز أفكارنا وردودنا على أولئك المرضى أعداء الثقافات النرجسيون، وهذا عزز لدي توافقنا فى الاتجاه الفكري، والاحترام للآخرين، وتعدد المعايير. فخور أنا بك يا سيدتى, وأخطأ عمر.. وأصابت امرأة. ليبقى قلمك حراً كما كان وسيكون، أتمنى أن يكون هنالك متسع لنتحدث ونتبادل الافكار والآراء. لنا لقاء بإذن الله. دمت بخير. ولك منى خالص الود والاحترام. أحمد سكر/ غزة/ فلسطين ***** "فيحاء سلامات، رائعة انت بمقالك حول الثقافة، وبردك على من يهاجم الثقافة، بدعوى اننا نواجه جرائم الاحتلال، ولا مكان للرقص والفن في حياتنا، أتعرفين اني كل مرة أزور فيها رام الله؛ أكسب جرعة تفاؤل وايمان بصدق قضيتنا، وكل مرة أشارك في نشاط تربوي فني أو ثقافي؛ تزيد قناعتي بأننا شعب عريق محب للحياة، رغم أحلك الظروف التي نعيشها. ألف تحية حيفاوية معطرة بنسيم بحر حيفا". دنيس أسعد/ حيفا ***** "الاخت الدكتورة فيحاء عبد الهادى المحترمة، تحية، قال تعالى: " يا أيها الناس إنا جعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا". إلى الذين أساؤوا لعظمة ديننا العظيم أقول: إقرأوا كتاب الله تعالى جيداً، وانظروا ما جاء فيه من العلم والبحث والأدب والثقافة، ما يجعله يعطى للعقل الكرامة والتمجيد؟ وليس أدل على ذلك ما جاء فى إحضار عرش بلقيس من مكانه، إلى حيث يحكم سيدنا سليمان النبى! وأقولها للذين يدعون أن الإسلام لحية طويلة، وجلابية قصيرة، وأدعية: لن ينفعهم ذلك، إذا لم يرتفعوا بالإسلام عن طريق تطبيق ما جاء فيه من العلم. ما جاء القرآن للعبادة فقط؛ لكن عظمته فبعلومه المختلفة. إن امتزاج الحضارات من أهم صفات ديننا، ولولا ذلك، لما كان هذا الجهاز الذى نتواصل عبره بين أيدينا. كذلك التعارف، هو من أساسيات ديننا. إن أية مشاركة لنا فى أى نوع من الفن هو من أساسات ديننا العظيم، وإلاّ سنبقى كالسائمة بل أضلّ سبيلا"! حسن شعبان/ فلسطين ***** لا أعتقد أن الوسائل الإنسانية، مثل الحب والاحترام، يمكن أن تكون وسيلتنا، للخلاص من الاحتلال، غير الإنساني؛ لكنا نحتاج الحب والاحترام والتعاضد، نحتاج الوحدة والتحالف، بين من يعانون من ويلات الاحتلال والاستعمار، كي يستطيعوا أن يجابهوا وحدة وتحالف الاستعمار ضد الشعوب المقهورة والمستعمرة. وبالنسبة لعلاقة الثقافة بالسياسة: هناك علاقة حوار مستمرة بين الحقلين. وبينما تحافظ الثقافة على تنوعها؛ تتغير السياسة باستمرار. وإذا لم تحصل فلسطين على الاستقلال، فماذا سيكون موقف الثقافة؟ كلما ازداد الاحتلال الإسرائيلي وحشية؛ تعلق الفلسطينيون بثقافتهم، وحرصوا عليها، وتشبثوا بها، باعتبارها سلاحاً لمقاومة الاحتلال، ونيل الحرية والاستقلال. وبالنسبة لنظام العولمة؛ يبقى سلاح الثقافة ضرورياً، في وجه الهيمنة الاقتصادية والسياسية للقوى الكبرى، ومحاولتها تغذية التعصب العرقي، أو الديني، أو اللغوي، وفرض ثقافة واحدة على شعوب العالم.
اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|