كنا من أوائل الداعين إلى ترميم العلاقة بين الأردن وحماس، ولم نتوقف لحظة عن المطالبة بمد جسور التفاهم والوئام مع الأشقاء غربي النهر بمكوناتهم السياسية كافة، ولطالما قلنا أن إغلاق باب عمان في وجه خالد مشعل سيفتح أمامه أبواب عواصم أخرى، فالطبيعة لا تقبل الفراغ، ومن فضول الكلام أن نخوض في أهمية هذا الأمر، وفائدته للأردن، الذي كان على الدوام وسطيا في مواقفه العربية، فلم يغلب جهة على أخرى، ولم يصطف إلى جانب خصم دون آخر، ما أكسبه قدرة على لعب دور تقريبي بين المتباعدين، وكانت عمان على الدوام موئلا للمصالحات والتوافقات.
نقول هذا الكلام، ونحن نرقب عن كثب التسارع الحميد في ملف الحوار الأردني الحمساوي، والحكومي الإخواني، وهما ملفان متقاربان كثيرا، ومتداخلان أيضا، وهو ما يفتح الشهية للحديث عن دور أردني في جمع طرفي الخلاف في فلسطين تحت مظلة أردنية، بعد أن ثبت أن مظلات القاهرة ومكة وصنعاء لم تؤمن ما يكفي من دفء لطرفي الحوار، كي يلتئما في موقف واحد، طال انتظاره، لمواجهة عدو شرس ينتهج أسلوب التفاوض المراوغ الذي يشبه عملية طحن الماء لشراء الوقت وبيع الوهم فيما هو يجهد في تغيير الوقائع على الأرض بشكل يستحيل معه الحديث عن تسويات ، لا مرحلية ولا دائمة، بعد أن وصلت المواجهة الأخوية بين حماس وفتح إلى تخوم القطيعة الحدية، بات على عمان أن تتحرك - كما دأبت على الدوام - للتقدم بمبادرة تجمع الطرفين في حوار وطني لتوحيد الموقف، ليس من أجل فلسطين وشعبها فقط، ومواجهة العدو الشرس، بل لتحقيق مصلحة وطنية أردنية ضاغطة، كانت على الدوام تتهدد كلما تأزمت الأوضاع غربي النهر، فضلا عن أن نجاح مثل هذا الجهد سيجل لصالح عمان، ويعيد لها أدوارا تخلت عنها في الفترة الماضية، وعجز الآخرون عن إنجازها، وبسعنا هنا أن نسرد طائفة من الوقائع التي تدعم وجهة النظر هذه، ولعل أقربها ما نجحت في إنجازه الدوحة حين تمكنت من طي صفحة الخلاف اللبناني ولو مؤقتا، ودفعت بالأطراف إلى تشكيل الحكومة والدخول ولو في هدنة سياسية، أفضت إلى استقرار الوضع اللبناني وإبعاده عن حافة الهاوية. ونظن أن نجاحا أردنيا مشابها على الجبهة الفلسطينية سيكون ذا مردود كبير على الأردن وفلسطين في الوقت ذاته، وسيرفع من شأن الدبلوماسية الأردنية، وسيترجم هذا خيرات كثيرة لا تخفى على السياسيين والنخب المختلفة في بلادنا، وحسبما يتوافر لدينا من معلومات ، فإن حماس وفتح مستعدتان لمثل هذه المبادرة، إن لم تكونا تتمنيانها ، بعد أن سدت في وجوههما سبل التفاهم والوساطات، في وقت هما أكثر حاجة أكثر من أي وقت مضى للتوحد في مواجهة الأخطار الإسرائيلية، خاصة وأن حصار غزة أوصل الأهل إلى مستويات مريعة من المعاناة، لا ينفع معها انتظار. ننتظر مبادرة سريعة من عمان لإنجاز مصالحة بين فتح وحماس، فقد فعلتها فيما مضى وهي الأكثر قدرة على فعلها الآن. عن صحيفة الدستور الأردنية اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|