مفتاح
2025 . الإثنين 9 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
بدا لافتاً يوم الاثنين الماضي انشغال وسائل الإعلام شأنها شأن مئات الفلسطينيين بالإفراج عن مائة وثمانية وتسعين أسيراً من سجون الاحتلال في خطوة أرادتها إسرائي” ملهاة تلوي عنق المأساة الكامنة في بقاء أكثر من أحد عشر ألف أسير داخل الأكياس الحجرية.

لكن إضاءة المسرح انطفأت عن هؤلاء وتسلّطت على حركة الإفراج البهلوانية التي قرعت فيها إسرائيل قدحاً فارغاً “في صحة عملية السلام” تفايض فراغاً على مائدة العبث. تحدثت وسائل الإعلام وتجولت العدسات ودخل الفضول الإعلام سباقاً مع الفلسطينيين لرصد الطبيعي في المشهد ولم يلق بالاً للاطبيعي.

لم ينتبه أحد لأسير اسمه رائد عيسى جودت كان ضمن قائمة “حسن النوايا” وأسقطته إسرائيل صاحبة “الحل والربط” من القائمة من دون أن تنجح في لفت انتباه العالم إلى كذبة “حسن النوايا” ووضع الخطوة وأصحابها والمروجين لها في سياق “سوء النوايا”.

التاريخ يكتبه الأقوياء، وهكذا فرض الأقوياء علينا وعلى العدسات والشاشات صوراً تخدم أهدافهم. هذا الأسير يقبِّل الأرض، وذاك يعانق أهله ومحبيه وثالث يتحدّث عن مشاعره، وكل من تحدّثوا عبروا عن فرحة ناقصة لأنهم تركوا خلفهم آلاف الأسرى الذين سيواصلون التجديف في ظلام السجن. لكن أحداً لم يلتقط صورة لوالدة رائد جودت أو والده أو شقيقته، فلم يشاهدهم أحد يعتمرون القبعة البيضاء احتفاء على ضريح الرئيس الذي رحل والأسرى أسرى.

من الطبيعي أن نفرح لخروج أي أسير من خلف القضبان، من الطبيعي أن يفرح أهله وأصدقاؤه وكل أبناء شعبه وأمته وأنصار الحرية في العالم، لكن من غير الطبيعي أن نسبح في فنجان ونعتقد أننا أبطال أولمبيون، من غير الطبيعي أن نلتفت للجزء الصغير الممتلئ من الكأس وننسى أن معظمه فارغ.

لا ينبغي أن نغفل عن حقيقة أن كل ما اعتقدناه إنجازاً تفاوضياً ليس سوى وهم وهراء وعبث ما دام الآلاف يقبعون في سجون تعددت أشكالها والقائمون عليها، وما دامت الأرض تئن تحت وطأة الاستيطان وجدار النهب والتوسع، وما دام الشعب الفلسطيني كله، الراعي والرعية، أسرى سبعمائة حاجز، ورهائن لإشارة جندية تضع ساقاً على ساق وتتحكم بأرواح المرضى وولادة الأجنة. ولا يجوز أن نتجاهل حقيقة أننا فاشلون ومهزومون ما دام الانقسام الداخلي سيد الموقف.

آن للفلسطينيين أن يدركوا أن مصيبتهم تكبر بأضعاف نكبتهم، وأن قضيتهم دخلت في نفق مظلم وتحتاج إلى من يشعل شمعة لا أن يلعن الظلام. يجب أن يعرفوا لماذا تقول وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إن الاستيطان لا يعيق عملية “السلام”، بعدما كانت المستوطنات في العرف الأمريكي غير شرعية ومخالفة للقانون الدولي.

يجب أن يعرف الفلسطينيون أنهم إما شعب واحد أو لا شيء، وقبل أخيراً، يجب أن يعرفوا ومعهم كل العرب أنهم إن ظلوا على هذا الانحناء سيكونون في الأولمبياد القادم حواجز لقفز الآخرين.

عن صحيفة الخليج الإماراتية

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required