هل يتمنى الفلسطينيون، ومعهم كل العرب، نجاح الحوار الوطني الفلسطيني الذي تسعى اليه القاهرة؟ نعم بالتأكيد. هل توافرت النيات الحسنة واتحدت المصالح والمواقف والرؤى وكذلك الرغبات وتوافرت عناصر النجاح لهذا الحوار؟ لا بالتأكيد. هل ينتظر عربي واحد، بمن فيهم المشاركون في الحوار أنفسهم، أن يفضي إلى مصالحة وطنية فلسطينية حقيقية، تضع حداً للانقسامات، وتنهي المعاناة، وتصل من جديد بين الضفة والقطاع؟ لا أعتقد.
مثل المناسبات الدورية، صارت المفاوضات بين الفلسطينيين أنفسهم، وتحوّل الحوار إلى هدف وليس مجرد وسيلة لحل التناقضات وتنسيق المواقف. فكما يأتي عيد الفطر بعد شهر رمضان المبارك، وكما تظهر الشمس من الشرق وتختفي في الليل, وترتفع الحرارة صيفاً ويبرد الجو شتاءً، باتت اللقاءات الفلسطينية مع الوسيط المصري، أو أي وسيط آخر، حتى صارت الصحف ووسائل الإعلام تهتم بالمظاهر التي تصاحبها: أين أقام وفد «حماس»، ومتى وصل وفد «فتح»، وكيف التقى أقطاب «الجهاد» الموجودون في دمشق مع إخوانهم الآتين من فلسطين؟ من دون التركيز كثيراً على مضمون النقاش بين «الإخوة الأعداء» خصوصاً أنهم في ظل الحوار لن يتحاوروا في الأصل وإنما سيحاورهم الوسيط، لأنهم بكل بساطة لا يطيقون بعضهم، ويرفضون التحاور في ما بينهم. وهل يعول أحد على أجندة حوار من دون حوار؟ بالطبع فإن الحال العربي عموماً والفلسطيني خصوصاً تدعو إلى الأسى وبغض النظر عن أجندة الحوار التي لا تحوي سوى نقاش بين الوسيط المصري وبين ممثلي كل فصيل أو حركة أو جماعة فلسطينية على حدة، حول ردود كانوا أعدوها على ورقة أسئلة واقتراحات مصرية، فإن المتحاورين الذين لن يتحاوروا لديهم أجندات أخرى هي بالنسبة إليهم اهم واكثر إلحاحاً على المستويين الداخلي والخارجي. فالأهم بالنسبة لـ «الإخوة» في «حماس» هو بكل تأكيد تثبيت سيطرة الحركة على قطاع غزة، وفتح المعابر، ومواجهة الضغوط الخارجية، وتوطيد العلاقات مع الحلفاء، والحفاظ على توازن في العلاقة مع مصر من دون الانتقاص من ثوابت الحركة. والأجدى بالطبع لـ «الإخوة» في «فتح» (السلطة) إدارة العلاقة مع العالم الخارجي، خصوصاً الولايات المتحدة والدول العربية وإسرائيل ودعم السلطة الشرعية بكل السبل وإدارة المفاوضات مع إسرائيل. وفي كل الأحوال فإن الأجندات الخاصة بكل فصيل هي الأكثر ديناميكية لتأثرها بعوامل خارجية وداخلية معقدة ومتغيرة ومتجددة وتحتاج دائماً إلى تطوير لتتلاءم مع المستجدات في عالم مليء بها. أما أجندة الحوار فتكاد تكون مجمدة عند النقطة التي بدأ الحوار منها وبما يناسب عدم ثقة أي طرف في الحوار، ربما باستثناء الطرف المصري، في إمكان الوصول إلى نتائج تمنح السلطة شرعيتها و «حماس» مكانتها وباقي الفصائل حضورها، وتدفع بالواقع الفلسطيني المهترئ إلى مستقبل تسود فيه سلطة واحدة على كل أرض فلسطين. أكثر ما يأمله المحاور المصري والمتحاورون الفلسطينيون وكل العرب أن تنتهي اللقاءات الثنائية (وهو التعبير الأدق) إلى اتفاق على عقد حوار شامل يجمع كل الفصائل في القاهرة بعد شهر رمضان المبارك، وعلى ذلك فإن هذا الأمل يظل مرهوناً بما يجري في القاهرة، علماً بأن العاصمة المصرية جمعت «الإخوة» الفلسطينيين من قبل في حوارات شاملة سابقة، فهل أفضت الى أي شيء؟ ليست هناك إجابة على السؤال سوى كلمة لا، بل إن البعض يرى أن الحوارات زادت الطين بلة من قبل، وحال الطين الآن لا تحتمل مزيداً من البلل. عن صحيفة الحياة اللندنية اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|