مفتاح
2025 . الإثنين 9 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
ثمة من لمس بنفسه هذه الحقيقة المرة، وكتبها على ملصقات وقام بتوزيعها على المارة في شوارع القدس وشوارع المدن الفلسطينية داخل الاخضر وخارجه، الشعب الفلسطيني في الاراضي العربية المحتلة، يعاني من موجة عطش شديدة بسبب شح المياه الموفرة لهم ،والتي تنقطع عن صنابير منازلهم لعدة أشهر في السنة. في الوقت الذي يشاهد فيه المستوطنون المغتصبون للارض الفلسطينية يسبحون في برك أقيمت خصيصا لهم، والمياه لا تنقطع عن منازل الاسرائيليين ومزارعهم على مدار .

هذه الحركة اليسارية التي تضم اعضاء من اليهود وعرب الـ 48 ،وتلقى تأييدا من حركة ميرتس ، وحركات السلام الاسرايلية ، ولها امتدادات خارجية في امريكا بشكل خاص وفي العالم الغربي والمتحضر بشكل عام ، تعتبر حجر عثرة في وجه الاستيطان الاسرائيلي ، والكثير من أعضائها تعرضوا للضرب بالهروات وأعقاب البنادق ، كما أصيب بعضهم بالاختناقات من جراء استنشاقهم الغازات المسيلة للدموع ، وأكثر من واحد أصيب بالطلقات المطاطية، التي يطلقها جنود الاحتلال على جموع المتظاهرين والمحتجين الفلسطينيين ، على جدار الفصل العنصري أو مصادرة الاراضي وهدم البيوت.

وجرت العادة أن ينضم بعض نشطاء هذه الحركة من اليهود والاجانب ، الى تلك المسيرات السلمية الاحتجاجية ، جنبا الى جنب مع الشبان الفلسطيين ،بيد أن الرصاص الحي او المطاطي لا يفرق بين هذا العربي وذاك اليهودي أو الغربي ، كما هو الحال في قرية نعلين .

حقيقة أن سلطات الاحتلال تسيطر سيطرة تامة على مصادر المياه الفلسطينية ، فتستخرجها من باطن الارض الفلسطينية ، وتجرها الى منازل اليهود ومزارعهم ، ويبقى الفلسطينيون يكابدون عطشهم وظمأهم ، فغالبيتهم اضطروا الى حفر آبار في ساحات بيوتهم ومزارعهم لتجميع مياه الامطار خلال فصل الشتاء ، واستعمالها لاغراض الشرب وخاصة في فصل الصيف ، وكثيرا ما تصاب مياه هذه الآبار بالتلوث ، وتسبب اسهالات وأمراضا معوية لكثير من مواطني الضفة والقطاع. .

العالم الغربي الذي تقوده امريكا باعتبارها سيدة العالم بلا منازع ، تعلم علم اليقين ما يعانيه الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال من المظالم والمآسي ما تنوء به الجبال ، ومنها حالة العطش والظمأ ، ومع هذا لا تحرك ساكنا لا هي ولا دول الغرب، التي تتغنى بالديمقراطية والعدالة وحقوق الانسان.

في حين أنه عندما قامت السلطات اللبنانية بسحب ماسورة ماء من مياه نهر الليطاني ،لاحدى قرى الجنوب لاغراض الشرب ، قامت الدنيا ولم تقعد ، اسرائيل يومها هددت بشن عدوان مسلح ، وامريكا وجهت تنبيها شديد اللهجة ، دول من اوروبا استنكرت هذه العملية واعتبرتها استفزازا لا مبرر له ، لكن مياه الفلسطينيين التي تنهب جهارا نهارا ، وتجف حلوق أطفالهم تعطشا لشربة ماء ، أمر عادي جدا حسب المقياس الغربي الذي يكيل بمكيالين !! اسرائيل لا يهمها عطش الفلسطينيين ولا العرب جميعا.

كل ما يهمها الاستيلاء على مقدرات الاراضي التي تحتلها، لمصلحة رفاه مواطنيها ، على حساب كل التعاسات العربية ، شاء من شاء وأبى من أبى ، ولو كانت اسرائيل تدرك أن هناك مشروعا عربيا قوميا ،من شأنه تحويل مسار المياه التي تسرقها عنوة من المصادر العربية، ولديها قوة ردع لأي عدوان قد تشنه اسرائيل لهذا الخصوص، لما أقدمت سلطات الاحتلال على انشاء برك للمستوطنين بمياه العرب ،ويحرم منها أصحاب الحق الشرعي ، الذين لا يجدون شربة ماء نظيفة تطفئ ظمأهم في معظم أيام السنة.

عن صحيفة الرأي الأردنية

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required