مفتاح
2024 . الإثنين 20 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

مقابل كل الهجمات والحملات التي تنظمها الجماعات الإسرائيلية لاقتحام الأقصى بشكل يومي ومنظم، بدعوى أنها زيارات بريئة، فيما هي تندرج في إطارها مخططات تهويدية خطيرة، لم يجد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بداً في كلمته الافتتاحية في المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس الذي عقد في الدوحة الأحد الماضي 26/2/2012 من دعوة الزعماء العرب والمسلمين والمسيحيين لزيارة القدس والمسجد الأقصى من أجل التصدي لمثل هذه المخططات، والتذكير بأن المدينة ومقدساتها ما زالت حاضرة ليست في القلوب والأذهان فحسب، بل أيضاً بالممارسة والفعل على أرض الواقع.

فقد قال أبو مازن بعد أن أوضح استخدام إسرائيل أفظع الوسائل لتهويد القدس، وتكريسها عاصمة لدولتها العنصرية «ومن هنا تبرز ضرورة أن نشجع كل من يستطيع وبخاصة إخوتنا من الدول العربية والإسلامية، إضافة إلى إخوتنا العرب والمسلمين والمسيحيين في أوروبا وأميركا على التوجه لزيارة القدس".

وأضاف "إن هذا التحرك ستكون له تداعياته السياسية والمعنوية والاقتصادية والإنسانية، فالقدس تخصنا وتمسنا جميعاً، ولن يستطيع أحد منعنا من الوصول إليها، إن تدفق الحشود إليها وازدحام شوارعها والأماكن المقدسة فيها سيعزز صمود مواطنيها ويسهم في حماية وترسيخ هوية وتاريخ وتراث المدينة المستهدفين بالاستئصال وسيذكر المحتلين أن قضية القدس هي قضية كل عربي وكل مسلم وكل مسيحي". وتابع "هذه الزيارة لا تعتبر تطبيعا مع الاحتلال، وأؤكد هنا أن زيارة السجين هي نصرة له ولا تعني بأي حال من الأحوال تطبيعا مع السجان".

لكن الغريب وردا ًعلى ذلك هو ما أثاره الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بأن زيارة القدس لغير الفلسطينيين وأن زيارتها هو تطبيع مع الكيان الإسرائيلي ويجب أن نشعر بأننا محرومون منها ونقاتل من أجلها حتى تكون القدس لنا وأضاف: "إن من حق الفلسطينيين أن يدخلوا القدس كما يشاؤون، لكن بالنسبة إلى غير الفلسطينيين، لا يجوز لهم أن يدخلوها"، وأوضح: "إن تحريم الزيارة لعدم إضفاء شرعية على المحتل، ومن يقوم بالزيارة يضفي شرعية على كيان غاصب لأراضي المسلمين، ويجبر على التعامل مع سفارة العدو للحصول على تأشيرة منها"، الأمر الذي خلق هجوماً عنيفاً على القرضاوي، وجدلاً فلسطينياً، فيما دعاه وزير الأوقاف محمود الهباش للتراجع عن فتواه.

من المؤسف أن تصدر عن أي عربي أو مسلم أو مسيحي أي دعوة بهذا الشكل، لا بل الأشد أسفاً أن تلقى تأييدا ًفلسطينيا ً- من أبناء جلدتنا- من قبل حركة حماس على لسان الناطق باسم الحركة فوزي برهوم، لأنه لا يمكن إدراجها إلا في سياق تأييد السياسات الإسرائيلية التي تسعى لعزل المدينة وتهويدها وتغييب هويتها العربية، وهذا يبدأ بعزلها عن أصحابها، وإلغاء أي وجود عربي فيها، بما يعزز الوجود اليهودي فيها الذي يتعاظم يوماً تلو الآخر، من أجل السيطرة على المدينة ومقدساتها وتحديداً المسجد الأقصى تمهيداً لتنفيذ المطامع الإسرائيلية الرامية إلى الاستيلاء عليه وتقسيمه، على غرار ما حدث في المسجد الإبراهيمي في الخليل، وما هذه الدعوات الصادرة إلا تصريحا ً واضحاً وصريحاً، بأن العرب لن يهبوا يوماً لنصرة القدس ومقدساتها، مهما حدث لأن هذا يعد تطبيعاً مع الاحتلال، الذي سيسعد بمثل هذه المعتقدات البالية، التي تُخلي لها الساحة، فيما عدا من الفلسطينيين، رغم أن القرضاوي يقول بأن مسؤولية تحرير القدس ودحر العدوان عنها، هي مسؤولية الأمة الإسلامية بأسرها، وليست مسؤولية الشعب الفلسطيني بمفرده، لكن كيف سيكون ذلك إذا انعدم التواصل العربي مع مدينة القدس العربية، ما لم يروا بأم أعينهم أي تهويد وأسرلة تعانيه.

إن هذه الدعوة تريح العرب من واجبهم وتُزيح عنهم عبء العناء في التواصل مع المدينة وأهلها إلا من الدعم المادي، معتقدين أنه يحررهم من مسؤوليتهم تجاهها، كما أن هذه الدعوات تزيد من تغيب قضية القدس، عن الساحة العربية والإسلامية، التي زادها تغيبا ًما جرى ويجري في الدول العربية إثر الربيع العربي، حيث غطت قضايا الربيع على تصدر القدس كأولية عربية، ما شكل غطاءاً للاحتلال الإسرائيلي الذي سابق الوقت في بسط السيطرة على المدينة وتهويدها وعزلها، وإفراغها من أهلها.

إن مثل هذه المواقف وللأسف لا تبشر خيراً بمستقبل القدس ومصيرها، وأن حملات التهويد واقتحام المسجد الأقصى بل وأي دمار أو تقسيم متوقع وقريب سيطال المسجد، لن يلق أي رد فعل عربي وإسلامي، ونخشى ما نخشاه إذا ما استغثنا بهم حينها، أن يجيبونا قائلين: "لا نستطيع القدوم لنصرتكم، فهذا حرام وتطبيع".

والسؤال هنا للعرب والمسلمين، متى تنون التوجه لمدينة القدس، وحماية المسجد الأقصى؟ عندما يفوت الأوان ويصبح الأقصى أثراً بعد عين!!

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required