مفتاح
2024 . الإثنين 20 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

عادت من جديد لغة التراشق الإعلامي بين كل من فتح وحماس، وعادت المناكفات لسابق عهدها لتتصدر عنوانين الصحف ووسائل الإعلام وكذلك خطابات كلا الطرفين، بعد ما يقارب العام على إعلان المصالحة بينهما في القاهرة، وتوقيع "إعلان الدوحة" في السادس من شباط الماضي، إلا أن عملية المصالحة لم تعد فحسب إلى نقطة الصفر، بل إلى ما قبلها، بعد كل التصريحات والاتهامات والمناكفات الإعلامية التي تم تبادلها بين الطرفين، ومحور الخلاف اليوم هو أزمة انقطاع الكهرباء التي ما فتأت هي الأخرى تراوح مكانها، وتزداد تبعاتها ومشاكلها، حتى سقطت بالأمس الضحية الثانية من الأطفال الرضع في أحد مستشفيات القطاع، والباقون في انتظار.

أزمة انقطاع الكهرباء ونقص الوقود، صبت الزيت على النار في موضوع المصالحة، نتيجة الاتهامات التي تبادلها طرفا الانقسام، حيث خرجت حماس على لسان أحد قياداتها في قطاع غزة، وهو الدكتور خليل الحية تقول إن لديها وثائق وإثباتات بأن قيادة فتح في القطاع وزعت بياناً على أعضائها وأنصارها دعت فيه إلى إسقاط حكومة حماس، وإن لديها وثائق بأن قيادة فتح ورئاسة السلطة شاركت في لقاءات في القاهرة مع أطراف أميركية وإسرائيلية وعربية لإسقاط حماس.

وتناقلت مواقع تابعة لفتح، أخبار عن اعتقال حماس لكوادر فتحاوية في غزة، واعتقال عدد من السائقين اتهمتهم بالترويج لشائعات لتصعيد الوضع في غزة، بالإضافة إلى ما أطلقته داخلية المقالة من بيانات تحذر فيها كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن والمواطنين، فيما ذكرت مصادر أخرى فرض حماس لغرامات مالية على موظفي السلطة ومن يتحدث بأزمة الكهرباء في غزة وصلت إلى 5 آلاف شيكل، قد يكون هذا كلام مبالغ فيه من قبل أطراف في فتح، وفي ذات الوقت قد يقارب شيئاً من الصحة، وإن كان كذلك فهل يعقل أن يمنع التذمر من هكذا أوضاع لا تطاق، أو أن يحرم المواطن من التعبير عن امتعاضه وقهره وبؤسه، فهل المطلوب من الشعب التعبير عن سعادتهم وفرحهم بحياة الرغد والرفاهية التي يعيشونها!!! أم التزام الصمت تجاه ما يرونه ويسمعونه وذلك أضعف الإيمان.

الحقيقة أن أزمة الوقود ليست بحاجة للترويج لبشاعتها، وكل ما هو مرتبط بها ليس مجرد إشاعات مغرضة، فتبعاتها ماثلة وواضحة وضوح الشمس في القطاع، وهي لم تستثن أحد، فهاهم الأطفال الرضع يقضون في المستشفيات نتيجة هذه الكارثة الإنسانية، التي أعادت القطاع وسكانه إلى تاريخ ما قبل الحضارة.

ففي مثل هذه الظروف الصعبة، وبدلاً من التركيز على ما يقوله وما لا يقوله المواطن المنكوب، ومن ثم محاسبته على أقواله الناتجة عن قهره وظلمه، لابد من تكثيف الجهود وبذلها في إيجاد الحلول للخروج من هذه الأزمة الخانقة، بدلاً من التركيز على نظرية المؤامرة التي باتت تشكل هاجساً لدى قادة حماس في غزة، والتي تعتقد أن كل الأطراف الداخلية والخارجية تحيكها ضدها بدءاً من حكومة سلام فياض والرئيس محمود عباس وجهات دولية وإقليمية أخرى منها إسرائيل، مستخدمة أشخاصاً لترويج الشائعات المغرضة ضدها، للتخلص منها.

فهاهي داخلية المقالة تقبض على ما اسمته أحد المشبوهين بتهمة العمل على تشكيل مجموعات شبابية لبث الفوضى والإخلال بالوضع الأمني في قطاع غزة. ونقل موقع وزارة الداخلية عن مصدر وصفه بالمسؤول: "أن المشبوه الذي تم القبض عليه يتلقى دعماً وتمويلاً من جهات أجنبية"، دون أن تكشف النقاب عن هوية الشخص المعتقل ولا الجهة التي تموله.

إن الاستمرار في التفكير بهذه العقلية الفردية التي تلبي المصالح الفئوية والشخصية فحسب، دون الاهتمام بما سيؤول إليه حال القطاع ومواطنيه من مثل هذا العند والتعنت، سيقود إلى مزيد من تكريس الانفصال بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وتعميق أزمة هذا الانقسام والتأكيد على استحالة حله، فيما المستفيد الأول من جراء هذا الوضع هو الاحتلال الإسرائيلي، والخاسر الأول منه هو المواطن الفلسطيني الذي يُستفرد به من قبل سلطات الاحتلال التي تحاربه في عيشه وكرامته، ناهيك عن ما يعانيه من أبناء جلدته الذين يجبرونه على دفع فاتورة هذا الانقسام، وفاتورة استحواذ كل منهما على سلطته وتفرده فيها، بدلاً من تعزيز صموده وانتمائه في وطنه، فهل سينتفض قريباً في وجه أقربائه كما انتفض في وجه أعدائه؟

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required