مفتاح
2024 . الإثنين 20 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

لا نملك في نيسان إلا استرجاع الأوجاع والأحزان، فربيع فلسطين للأسف ورغم جماله وعبير أزهاره إلا أنه يحمل الكثير من الذكريات الأليمة، بدءاً بمذبحة دير ياسين التي يصادف ذكراها يوم التاسع من نيسان، فمع بداية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين عام 1948، كان سكان قرية دير ياسين الواقعة على بعد 6 كم للغرب من مدينة القدس المحتلة، يجهلون ما تخبئه لهم عصاباتا 'الأرغون' و'الشتيرن' الصهيونيتان، بقيادة 'مناحيم بيغن'، والتي نفذت عمليات القتل الجماعي لأكثر من 245 شهيداً من سكان القرية العزل أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ، وجرحت 300 آخرين، من بين 750 نسمة وهو عدد سكان القرية آنذاك.

فيما نفذت عمليات القتل بشكل وحشي وهمجي، يصور كيف يمكن للبشر أن يتجردوا من كل القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية، وهذه هي السياسة الإسرائيلية الاحتلالية التي ترى نفسها فوق البشر، وأن ما دونها يجب أن يزول ويندثر، هذا هو تاريخهم المزعوم الملطخ بدماء الأبرياء، فمذبحة دير ياسين لم تكن المذبحة الوحيدة التي ارتكبتها عصابات الصهيونية، بل إنها واحدة في سلسلة طويلة امتدت منذ العام 1948 وهي مستمرة حتى الآن، سواء بالعدوان المباشر كما كان في حرب الكوانين 2008 و2009 على قطاع غزة، وراح ضحيتها أكثر من 1400 شهيد، وآلآف الجرحى، أو سواء ًجاءت بشكل مبطن وممنهج وتدريجي تجاه كل ما هو فلسطيني من بشر وشجر وحجر.

وقد نفذت العصابات الكثير من المجازر ومنها مجزرة مدينة الّلد التي حدثت بتاريخ 11/7/1948م، ونفذتها وحدة كوماندوز بقيادة موشيه ديان وراح ضحيتها 426 شهيدا، كذلك مذبحة كفر قاسم، وقرية أبو شوشة، وقرية الشيخ حارة، ومجزرة صبرا وشاتيلا، وطبريا، وقلقيلية، ويازور، ومذبحة صفد، وغيرها مما يذكر التاريخ.

وقد اتبعت دولة الاحتلال سياسة الترهيب من أجل إجلاء الفلسطينيين عن قراهم ومساكنهم، وعمدت لبث الرعب من خلال ارتكاب هذه المجازر الفظيعة، وغيرها من عمليات اغتصاب النساء، إدراكاً منها أهمية حفاظ العربي على شرفه وعرضه، وبالفعل فقد خرج سكان القرى من منازلهم هرباً من هذا الموت الممتد، ظناً منهم أنهم سيعودون بعد بضعة أيام، وقد كتب ميناحيم بيجن في كتابه المعنون الثورة يقول: "إن مذبحة دير ياسين أسهمت مع غيرها من المجازر الأخرى في تفريغ البلاد من 650 ألف عربي". وأضاف قائلاً: "لولا دير ياسين لما قامت إسرائيل".

وقد أطلقت دولة الاحتلال أسماء المنظمات الصهيونية: الإرغون، وإتسل، والبالماخ، والهاجاناه على شوارع المستوطنة التي أُقيمت على أطلال القرية الفلسطينية المدمرة، بعد 32 عاماً على وقوع مذبحة دير ياسين، فخراً بما أنجزته هذه العصابات، وتم إحلال الفلسطينيين بآخرين متصهينيين تم استجلابهم من مختلف أصقاع الأرض.

إن الثابت أن السياسة الإسرائيلية لم تتغير وإن تغيرت وجوهها، وهي ذاتها التي تروج للقتل وسفك الدماء من أجل ما يسمونه حرب التطهير تجاه كل العرب، انطلاقاً من أن العرب لا يفهمون سوى لغة واحدة، ألا وهي العنف، وهذا العنف الممنهج لم يتوقف حتى الآن وإن اختلفت أشكاله.

لكن هذا الشعب الذي عانى ما لم يعانيه أي شعب آخر وعلى مدى 64 عاما ً ماضية، يثبت أن دماؤه لا تسقط بالتقادم، ولا تُنسى بالتقادم، وعلى المجرمين والقاتلين ومن ورائهم دولتهم العنصرية التي قامت على الذبح والقتل والترويع أن تدفع ثمن كل قطرة دم سقطت من فلسطيني ظلماً وقهراً، وأن تدفع ثمن تشريد هذا الشعب وضياعه عن أرضه وعن وطنه وعن أهله، وعلى القيادة الفلسطينية أن تتوحد وأن تعمل جاهدة من أجل جلب دولة الاحتلال للمحكمة الدولية من أجل محاسبتها قضائيا ًعلى جرائمها وممارساتها العدوانية، حتى تتحقق العدالة للضحايا وحتى يعلم الاحتلال أن احتلاله وتبعاته بات مكلفاً، وأنه لابد أن يأتي الوقت الذي يدفع فيه ثمن أفعاله وإن متأخراً.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required