مفتاح
2024 . الإثنين 20 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

بات واضحاً عدم جدوى انتظار أي رد إسرائيلي على رسالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي وجهها الأسبوع الماضي لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، فبعد أن انتظرنا وتكهنا بمضمون الرسالة الفلسطينية، صار من السهل ومن الواضح جداً توقع ماهية وفحوى رد نتنياهو، الذي لم ينتظر كثيراً حتى أعلنت حكومته قرارها بشرعنة ثلاث بؤر استيطانية إسرائيلية هي روخين الواقعة شمال الضفة الغربية ويقيم فيها نحو 350 مستوطنا وريحاليم شمال الضفة الغربية أيضاً وسنساناه اللتين يقيم في كل منهما 240 مستوطناً، وقد أقيمت ثلاثتها في سنوات التسعينيات على أراضي الضفة الغربية بهدف تحويلها إلى مستوطنات دائمة.

ويمكن اعتبار أن هذا يأتي في سياق الرد العملي على ما تضمنته رسالة الرئيس عباس بمطالبة وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، ضمن مطالب 4 أخرى.

إن هذه القرارات كفيلة بالرد الإسرائيلي على أي محاولات فلسطينية لعبور الأزمة السياسية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأي جهود تبذلها القيادة من أجل بناء سلام حقيقي على الأرض، فما كان منها إلا دراسة إمكانية التوجه إلى مجلس الأمن للحصول على قرار بإدانة الاستيطان على ضوء تشريع الحكومة الإسرائيلية هذه المستوطنات وإقامة المزيد منها في الأرض الفلسطينية، كما أوضح الدكتور صائب عريقات، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

والحقيقة أن نتنياهو يظن مخطئاً أنه قادر على إقناع المجتمع الدولي برغبته بسلام عادل، بينما تستمر حكومته ببناء المستوطنات وتوسعتها على الأرض، ويسعى جاهداً لتجميل صورته أمام العالم، بينما يحاول التنصل من تحمل المسؤولية إزاء تبعات أفعاله المدمرة للسلام وللشعب الفلسطيني. وبدلاً من أن تصدر حكومته قراراً بإخلاء المستوطنات وفكفكتها، تصدر قرارات بشرعية هذه المستوطنات وتثبيتها، مدعية أنها لم تقم ببناء مستوطنات جديدة، بينما هي تصدر قرارات ملتوية تأكد قيامها بذلك.

إنه لمن غير المعقول أن نظل نلاحق نتنياهو، بعد كل ما قدمه لنا من دلائل وبراهين دامغة بكذب نواياه تجاه إعطائنا أي من الحقوق الفلسطينية، فقد "لاحقنا العيار لباب الدار" كما يُقال ونلنا منه ما يكفينا من خداع وكذب وزيف ادعاء، أشبعنا بها هو وحكومته المتطرفة، معتقدين أننا من السذاجة بمكان بحيث يمكن أن نمضي قدماً ولو خطوة واحدة مع ثلة من المنافقين المعتدين.

لذا وبما أن القانون الفيزيائي يقول أن لكل فعل رد فعل، مساوي له في المقدار ومعاكس له الاتجاه، فكان على القيادة الفلسطينية أن تنحى منحاً آخر ردا ًعلى هذه الممارسات العدوانية تجاه كل ما هو فلسطيني من شعب ومقدرات، ورداً على السياسة الإسرائيلية المتعنتة والمتغطرسة، التي تظن مخطئة أن علينا أن نبقى متفرجين على ما تفرضه من واقع على ألأرض، ونقف مكتوفي الأيدي لا نحرك ساكناً منتظرين الفرج.

وقد جاء رد القيادة في المحاولات الجاهدة للذهاب إلى مجلس الأمن واستصدار قرار باعتراف دولي بدولة فلسطينية، وقد لا يكون رد الفعل هذا بنفس مقدار الفعل العدواني الذي تمارسه حكومة الاحتلال، إلا إنه عدا عن كونه تسجيل موقف جاد تجاه تصرفاتها، فهو دون أدنى شك يشكل مصدر قلق وإزعاج لها.

وفيما جاء الرد عملياً على أرض الواقع، لا أظن أن ثمة حاجة لحبر على ورق في ردود ورسائل رسمية، حيث أكدت المصادر الإخبارية اليوم أن نتنياهو يجري سلسلة مشاورات مع أقطاب حكومته بشأن الصيغة النهائية التي سيخرج بها الرد الإسرائيلي في رسالة رسمية رداً على رسالة الرئيس أبو مازن خلال الوقت القريب القادم.... فالمكتوب واضح من عنوانه والرد جاء قبل أوانه.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required