مفتاح
2024 . الإثنين 20 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

أحيا الفلسطينيون في كل مكان في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي فلسطين 48 وفي الشتات الذكرى 45 على مرور النكسة، التي صادفت يوم أمس الخامس من حزيران، حيث أعادتنا بالتاريخ إلى واحدة من أكثر الهزائم التي شكلت منحنى هاماً واستراتيجياً ليس على صعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي فحسب، بل على مستوى الصراع العربي الإسرائيلي بالمجمل، ففي الخامس من حزيران عام 1967، مُنيت الدول العربية 'مصر، وسوريا، والأردن'، التي خاضت حربها ضد الكيان الإسرائيلي والتي استمرت ستة أيام، بالهزيمة، ما أسفر عن سقوط كامل الضفة الغربية وقطاع غزة في قبضة الاحتلال، وهضبة الجولان السورية، إضافة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية.

وتعود الذكرى هذا العام والاحتلال الإسرائيلي الذي احتل الأرض وطرد أهلها، يواصل مخططاته الاستراتيجية التي بدأها منذ 45 عاماً، بل منذ 64 عاماً، دون توقف، من ابتلاع لمزيد من الأراضي الفلسطينية سواءً من خلال الاستيطان أو من خلال أفكاره التوسعية الأخرى حتى وإن كانت قبوراً وهمية كما فعل في القدس، وسط تيه فلسطيني بين قيادتين متصارعتين على الحكم، وبين ضياع عربي في البحث عن هوية جديدة متشكلة.

بعد 45 عاماً ما زال الشعب الفلسطيني يصر على تمسكه بالثوابت الوطنية، وحقوقه المشروعة بالعودة ونيل الحرية من الاحتلال الذي لم يجد من يجزره طوال العقود الماضية، فالعرب الذي "كذبوا الكذبة وصدقوها"، بانتصارهم على القوات الإسرائيلية في 1967م، عاشوا طوال السنوات الماضية يجترون الإحباط والانهزام الذاتي، ويطلقون التبريرات لعجزهم وتقاعسهم.

وعلى مدى السنوات الخمس الماضيات، كانت تمر علينا هذه الذكرى، فتجدد الألم في قلوبنا ليس فقط من الاحتلال الإسرائيلي وممارساته العدوانية على الأرض، بل من الحالة الفلسطينية وما آلت إليه من فرقة وانقسام، شجعت الاحتلال على المضي قدماً بعدوانه تجاه الأرض الفلسطينية وشعبها الذي وجد نفسه في مواجهه هذا العدو، دون حماية من قيادته، أو دفاعاً من أبناء عروبته.

والواقع أن النتائج التي تمخضت عن هذه الهزيمة، كان لها إسقاطاتها الجسيمة على مسألة القضية الفلسطينية وبعدها القومي، إذ اضمحل هذا البعد شيئاً فشيئاً مع مرور الأيام، وهذا لم يقتصر على الشأن الفلسطيني فحسب وإن كان الأشد تأثراً، بل على كل من سوريا التي فقدت الجولان في تلك الحرب، وكذلك جنوب لبنان، الذي وإن تحرر نتيجة مقاومة حزب الله بالجنوب، إلا أن "إسرائيل" ما زالت تسيطر على مزارع شبعا الحدودية هناك.

لذا فقد تقدمت القطرية أو دولة القطر الواحد، على حساب القومية العربية في الفترة التي تلت هزيمة 67، حيث تفككت أواصر الترابط العربي الذي كان يواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي كوحدة واحدة، ليتحول إلى كيانات متشرذمة لم تقدر على الاستفاقة من كبوتها، إلا باللجوء لعقد اتفاقات سلام مع الكيان الإسرائيلي، كانت في مجملها لصالح هذا الأخير.

وعلى الرغم من استبشار البعض الذي يتقول بإحياء الثورات العربية المعاصرة، للبعد القومي للقضية الفلسطينية، رغم تغييب الشأن الفلسطيني عن ساحات الميادين ومطالب ثوراها، واقتصارها على القضايا القطرية أو المشكلات المحلية باعتبارها شؤون داخلية، بل حتى تراجع الاهتمام الإعلامي بها، إلا أن البعض الآخر يشير إلى أن هذه حالة مؤقتة، وهي مرحلة ستكشف لاحقاً عن مرحلة تالية تنادي بالبعد القومي، بالتوازي مع الدعوة لحل المشكلات والأزمات القطرية.

لكن هل من الممكن لهذه العودة المأمولة للقضية الفلسطينية، أن تأتي في إطار البعد الإسلامي للقضية، بعد أن تعزز ظهور التيارات الإسلامية إلى سدة الحكم في دول الثورات الجديدة؟ في كل الأحوال، في هذه الذكرى الأليمة نجدد دعوانا للقيادة الفلسطينية المنشطرة بين أرجاء الوطن.. ألا اتحدوا، وإلى الأمتين العربية والإسلامية... ألا اتفقوا، حتى لا يكون مكاناً للكيان الغاصب بتنفيذ مزيد من مخططاته وأحلامه التوسعية التي أعلن أنها ليست في حدود فلسطين التاريخية فحسب بل ممتدة، من البحر إلى النهر.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required