مفتاح
2024 . الخميس 9 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

في كل يوم تطالعنا المصادر الإخبارية بأعداد الوحدات السكنية التي تضاف إلى المستوطنات، بما لا يدع مجالا ً للشك أن لاشيء يمكن أن يعدل حكومة اليمين الإسرائيلية المتطرفة بقيادة رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، عن تنفيذ سياستها التوسعية والكولونيالية التي ترمي إلى السيطرة على ما يمكن أن تقع يدها عليه من أراضي فلسطينية، فيما يقف المجتمع الدولي عاجز عن فرض رأيه على دولة الاحتلال الإسرائيلي ومنعها من بناء مستوطناتها التي تعتبر غير قانونية وغير شرعية في نظر القانون الدولي، حيث تكتفي الهيئات الدولية العليا بمجرد الاستنكار والاعتراض على الممارسات الإسرائيلية، لكنها لا تحرك ساكناً في مشهد يوحي بانتقال هذه العدوى من العالم العربي إلى المجتمع الدولي.

وفي الأيام القلية الماضية، أعلنت كل من الدنمارك وجنوب إفريقيا عن عزمهما على تمييز البضائع الإسرائيلية القادمة من المستوطنات، فبدلاً من أن يكتب عليها صنع في إسرائيل، سيكتب صنع في المستوطنات الإسرائيلية، في خطوة أغضبت حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي اعتبرتها تحديا ً صارخاً لها، وهي التي تظن أن العالم مرغم على الاعتراف بسياستها الاستيطانية التوسعية في الضفة الغربية والتي تدرك تماما ًوتعلم أنها غير شرعية ومخالفة للقوانين الدولية، لهذا السبب تشعر بالخوف والتهديد من هذا الفعل الذي يمكن أن يهدد اقتصادها.

"إسرائيل" لم تخف غضبها وقلقها، حيث قال وزير خارجيتها ليبرمان، إنه سيوعز لجهات الاختصاص في وزارة الاقتصاد والزراعة وضع "صنع في إسرائيل" بدل "صنع في "المستوطنات"، ولكن الدول التي بادرت لاتخاذ موقف شجاع بمقاطعة البضائع المنتجة في المستوطنات، أكدت أنه تم ذلك فإنها ستقاطع كل السلع الإسرائيلية، وهي خطوة تصعيدية ضد حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة. كما يشير الكاتب عادل عبد الرحمن في مقاله المنشور في صحيفة الحياة الجديدة بعنوان: منتجات المستوطنات "ليست حلالا".

إن تميز بضائع المستوطنات، هو حق للجمهور، حيث يجب أن يحصل على جميع المعلومات المتعلقة بالمنتج الذي يشتريه، وعلى ضوئها أن يقرر شرائه أم لا، إلا أن دولة "إسرائيل" التي تدعي الديمقراطية، وتزعم أنها الدولة الوحيدة التي تمارسها في منطقة الشرق الأوسط، تهاجم حقوق المواطنين وتنفيها عندما تبدي امتعاضها من إظهار معلومات تفصيلية عن مصدر المنتج، وفي كل الأحوال فهي لا يحق لها التدخل في كيفية تعامل الدول مع مواطنيها وإعطائهم حقوقهم، إن كانت هي تمارس ذلك مع مواطنيها.

ويتوجب على كل قوى المقاومة الشعبية والرسمية أن تضغط باتجاه فضح سياسة الاحتلال العدوانية التي تمارسها على الأرض، سواء ًبحق المواطنين والاعتداء اليومي عليهم من قبل المستوطنين، ومن قبل دولتهم التي تسمن لهم مستوطناتهم على حساب الأرض الفلسطينية، كما تجب الدعوة إلى مقاطعة البضائع الإسرائيلية دونما استثناء سواءً تلك المصنعة في المستوطنات أو غيرها، وذلك من أجل تعزيز القضايا الوطنية الفلسطينية، وإظهارها عالميا ً خاصة موضوع الأسرى الفلسطينيين وإضرابهم عن الطعام، من أجل نيل حقوقهم المشروعة والعادلة، ومن أجل استنهاض الوعي العالمي، وبالتحديد الشعبي منه لكشف الوجه الحقيقي لسلطات الاحتلال وجرائمها بحق البشر والشجر والحجر، بما يدحض كل تلك الأقوال المتشائمة التي تزعم أن الكيان الإسرائيلي، لا يخاف ولا يضع اعتباراً لأحد أيا كان، وإلا فلماذا تغضب حكومة الاحتلال من هكذا خطوات وتعارضها؟

ويتأتى مما ذُكر أن المقاطعة سلاح لابد من تفعيلة من أجل إلحاق الخسائر الاقتصادية بالكيان الإسرائيلي، وإن كانت ضئيلة، كما ويجب استخدامه للضغط على دولة الاحتلال من أجل الالتزام بالقوانين الدولية وتسليط الضوء على القضايا الوطنية في المحافل الدولية.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required