مفتاح
2024 . الخميس 9 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

يتواصل التصعيد الداخلي والخارجي تجاه الفلسطينيين سواءً في داخل الأرض الفلسطينية، ومن قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي أو في الخارج في مخيمات الشتات في لبنان وسوريا، وفي يوم اللاجئ العالمي الذي يصادف اليوم الأربعاء وبعد ما يزيد عن نصف قرن ما زال الفلسطيني يدفع ثمن القمع والاستبداد الواقع عليه من الاحتلال الإسرائيلي في داخل فلسطين، أو من أبناء عروبته في مخيمات اللاجئين في الشتات.

إذ أن التوتر ما بين الجيش اللبناني واللاجئين الفلسطينيين ما زال قائماً في مخيم نهر البارد في لبنان، حيث سقط عدد من الضحايا، وكذلك في سوريا استشهد في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، من مخيم حماه للاجئين الفلسطينيين وسط سوريا، لاجئ فلسطيني وأصيب اثنان آخران بجراح خطيرة برصاص مسلحين سوريين.

حيث استشهد الشاب خالد عطية (32عاماً) وأصيب الشابان خلدون كلاغة، وأيمن بستوني بجراح خطيرة، وقد وقع الحادث عندما باغتهم مسلّحون مجهولون، وباستشهاد اللاجئ عطية يرتفع عدد الشهداء من مخيم حماه خلال هذا الشهر إلى ثلاثة بعد أن كان استشهد في وقت سابق الشابان ماهر الخطيب، ومحمود قاسم. وكان عشرات اللاجئين من هذا المخيم ومن باقي مخيمات سوريا استشهدوا وجرحوا خلال الأحداث الدامية التي تشهدها سوريا منذ أكثر من عام وشهرين، كما أفادت المصادر الإخبارية. لكن من الذي يغذي هذا التوتر تجاه الفلسطينيين في لبنان وسوريا وما هي دوافعه في هذا التوقيت؟

أما داخلياً فإن الاحتلال الإسرائيلي يصعد حملته ضد الفلسطينيين سواء في الضفة الغربية، وعلى يد المستوطنين الذين قتلوا شابين الأحد الماضي في الخليل، وأقدموا على حرق مسجد جبع بالأمس، مسطرين عبارات العنصرية والانتقام على جدران المسجد، منها: "ستدفعون الثمن"، أو في قطاع غزة حيث استشهد حتى الآن حوالي 7 أشخاص ومن بينهم رضيعة، وطفل،إذ تواصلت الهجمات الإسرائيلية بالقصف وإطلاق الصواريخ على مناطق مختلفة من القطاع، محدثة حالة من الرعب والذعر.

والمشترك في هذا المشهد ما بين الداخل والخارج هو كون الضحية هو الفلسطيني، الذي يعاني ويلات الاحتلال وتصعيده غير المبرر وغير الشرعي أصلاً، ويدفع الثمن في مخيمات اللجوء لتحويل الأنظار وتشتيتها عن الأزمات الداخلية التي تعصف بتلك الدول، نتيجة جرائمها التي ترتكبها بحق شعوبها، حيث يكون الفلسطيني دوماً وأبداً هو كبش الفداء الذي يًضحى به، لأنه الحلقة الأضعف، ولأنه ما له من حيلة للدفاع عن نفسه، وليس ثمة من دولة تحميه وتتابع الانتهاكات التي تحاك ضده.

ناهيك عن استغلال الوضع الجاري في مصر من انتخابات والإعلان الأولي عن فوز مرشح الأخوان المسلمين د. محمد مرسي بالرئاسة المصرية، فالحكومة الإسرائيلية تتابع بحذر وترقب ما يجري في مصر، وما ستتمخض عنه الانتخابات الرئاسية المصرية، لمعرفة التوجهات الحقيقية للنظام الجديد في مصر، وكيف سينعكس على العلاقات الإسرائيلية المصرية، وعلى العلاقات الفلسطينية- الفلسطينية بما يصب بالمصالحة.

قد يبدو من الصعب أن ينأى الفلسطينيون بأنفسهم عن ما يجري من متغيرات من حولهم في الوطن العربي، فكل المجريات والتحولات لابد وأنت تنعكس على مسألة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، غير أننا من الأفضل أن نزج بأنفسنا في أي صراع أو تطور إقليمي، قد يطالنا منه ظلم جديد نحن في غنى عنه.

فمن المجدي محاربة كل القوى التي تحاول الإيقاع بنا للدخول في دوامة التغيرات الإقليمية الجارية في الجوار، ومحاولة احتواء مآلاتها التي تصل إلينا داخلياً وخارجياً.

والحقيقة أن "الحماية الدولية" التي طالب بها مجلس الوزراء الفلسطيني، جاءت من باب "رفع العتب" كما يُقال، فالمجتمع الدولي بقي يتفرج على الفلسطينيون وهم يذبحون وتنتهك حقوقهم، طوال العقود الماضية، تماماً كما يُذبح السوريون اليوم ويستنجدون بمن يمكن أن يسمعهم فينجدهم، لكن وللأسف أسمعت إن ناديت حياً لكن لا حياة لمن تنادي.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required