مفتاح
2024 . الخميس 9 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

على مدى ما يزيد من نصف قرن لم تتوقف عذابات الفلسطينيين، وآلامهم بسبب الاحتلال الإسرائيلي، الذي لم يتوقف يوماً عن بث الخراب والدمار التي طالت كل أبناء الشعب الفلسطيني صغاراً وكباراً، شيوخاً ونساءً.

وقد صادف أمس اليوم العالمي لمكافحة التعذيب، حيث أحييت العديد من المؤسسات الدولية المناسبة، غير أن التعذيب الذي واجهه الفلسطينيون من قبل الاحتلال الإسرائيلي، امتد ليشمل مختلف جوانب الحياة، من تعذيب جسدي ونفسي ومكاني، فقد سلبت أرض الفلسطيني، ونهبت خيراته وصودرت مقدراته، وقهر على مدى عقود وعقود، فشرد من بلاده، وقتل أبناءه وسجن أهله، ناهيك عن مقدساته التي سرقت وزيف تاريخها، وتم تهويدها على مدى السنين لصالح الرواية اليهودية، كل هذا التعذيب يضاف إلى التعذيب النفسي الناجم عنها، ناهيك عن الإذلال والقهر والمعاناة اليومية التي يشهدها الفلسطينيون في حياتهم اليومية، من الممارسات العدوانية بحقهم سواءً من آله الحرب الإسرائيلية أم من قبل المستوطنين الذين يعيثون فساداً في الضفة الغربية، ويمارسون أبشع أنواع القهر والعنف بحق الفلسطينيين، وبحماية من جيش دولتهم العنصرية.

وعلى رأس كل ذلك ما يواجهه آلاف الأسرى الفلسطينيون من تعذيب ومعاناة في السجون الإسرائيلية، التي تضعهم في أسوء الظروف، وتحرمهم من أبسط حقوقهم الإنسانية والأخلاقية التي كفلتها القوانين الدولية، بل والأسوأ من ذلك كله تعرضهم للتعذيب الجسدي والنفسي، في صورة أقل ما يمكن وصفها بأنها منافية للضمير الإنساني، بل ووصمة عار على جبين مدعي الديمقراطية والحريات.

وكان عبد ناصر فراونة الباحث والمتخصص في شؤون الأسرى، قد أشار في وقت سابق إلى أن الإحصائيات تفيد بأن ( 70 ) أسيرا استشهدوا جراء التعذيب في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 1967، من مجموع ( 202 ) معتقلاً استشهدوا منذ العام 1967 ولغاية اليوم، بالإضافة لعشرات من الأسرى استشهدوا بعد تحررهم بأيام وشهور نتيجة الإهمال الطبي والتعذيب وبسبب أمراض ورثوها عن السجون جراء التعذيب والإهمال الطبي.

ويشير إلى أنه سُجل انخفاضاً في عدد الشهداء من المعتقلين جراء التعذيب خلال انتفاضة الأقصى حيث لم يسجل سوى ثلاثة شهداء، وهذا ( لا ) يعني أن انخفاضا قد حدث على وتيرة وقسوة التعذيب، أو طرأ تحسناً على حقوق الإنسان المعتقل، وإنما لذلك علاقة مباشرة بتحديث التعذيب وأشكاله وإخفاء آثاره. وأكد فروانة أن التعذيب مُورس بشكل أكثر قسوة وشراسة خلال انتفاضة الأقصى ولكن بأساليب جديدة أكثر ألماً وقسوة ولا تؤدي للموت المباشر واللحظي، وذلك حتى تتجنب دولة الاحتلال المسؤولية المباشرة عن موتهم ، وهذا ما يفسر إقدامها على الإفراج عن مجموعة من الأسرى بعد تدهور أوضاعهم الصحية لدرجة ميئوس منها والتي أدت لوفاتهم بعد الإفراج بأيام قليلة أو بضعة شهور.

وأوضح أن هناك الآلاف من الأسرى السابقين لا سيما الذين تعرضوا للتعذيب الشديد أو الذين أمضوا سنوات طويلة في الأسر، لا زالوا يعانون من أمراض مختلفة ومزمنة ورثوها عن سجون الاحتلال وما يجري بداخلها من تعذيب، والمئات منهم استشهدوا جراء ذلك وبعد تحررهم بشهور أو سنوات والنماذج كثيرة.

في هذه المناسبة تتجدد الدعوات المطالبةـ برفع كل أشكال العنف والحفاظ على حقوق الإنسان وكرامته البشرية، وتكثيف الحملات المنادية بإنهائه ومكافحته، وملاحقة ومحاسبة مرتكبيه، وعلى رأسهم دولة الاحتلال الإسرائيلي التي ترتكب كل يوم جرائم ضد الإنسانية، وتنتهج العنف والتعذيب ضد كل ما هو فلسطيني وعربي، دون رقيب أو حسيب خاصة بحق الأسرى خلف القضبان.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required