مفتاح
2024 . الخميس 9 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

لماذا يصر الكثيرين من أبناء المجتمع الفلسطيني على تحويل أفراحنا إلى أتراح؟ نتيجة انعدام مسؤوليتهم، وقلة اهتمامهم واستهتارهم بالقوانين التي وضعت لحماية المواطنين وضمان سلامتهم، ألا يحق لنا أن نسرق لحظات من الفرح دون أن تتحول إلى أحزان ومآتم؟

إن الحادث المؤسف الذي وقع الخميس الماضي في حفل زفاف في قرية ترمسعيا- قضاء رام الله، نتيجة انفجار مفرقعات نارية أسفر عن إصابة ما لا يقل عن 30 شخص من بينهم العريس، وبعضهم في حالة خطرة، يثير من جديد موضوع المفرقات النارية التي يكثر استخدامها في كل صيف مع ازدياد المناسبات الاجتماعية كالزواج والنجاح وغيرها، ويترافق معها في كل عام قصص مأساوية عن بتر الأيدي والأصابع والإصابات الخطيرة، وفي كل عام وبعد مثل هذه الحوادث تتصاعد الدعوات المنادية بفرض إجراءات أكثر صرامة وجدية للحد من هذه الظاهرة الاجتماعية السيئة.

وقد أثير الحديث عن منع السلطة رسمياً لتداول هذه المفرقعات، رغم أنه لا يكاد يخلو منها عرس أو فرح أو نجاح، سواءً في مناطق الضفة الغربية أ أو ب أو ج، ما يطرح تساؤلات عدة عن كيفية وجودها في أماكن البيع بدون رقابة؟ وحول كيفية وصولها إلى مناطق الضفة الغربية كتهريبها مثلاً أو جلبها من المستوطنات، فأين دور رقابة الجهات المختصة؟

هذه ليست دعوة لمنع الناس من الاحتفال أو الفرح، ولكنه تساؤل يطرح لماذا يقترن الفرح بإطلاق الألعاب النارية، أليس ثمة وسيلة أكثر منطقية وتحضرا ًوأمناً، أم أنه جزء من الثقافة المجتمعية المتجذرة والتي يصعب التخلي عنها، تماماً كموضوع إطلاق النار في الأفراح والتي كان يذهب ضحيتها عدد من الأبرياء في كل عام، وعدا عن الأضرار الجسدية البالغة التي تحدثها هذه المفرقعات، فهناك الإزعاج الذي يترافق معها حتى منتصف الليل، بما يخيف الأطفال ويزعج الأهل، تاركا ًمضار نفسية مختلفة.

"وحسب قانون المفرقعات رقم 13، في المادة 11 منه، يعاقب كل من يتداول بالألعاب النارية بالحبس الذي قد يصل لسنتين أو غرامة مالية تقدر بـ 200 دينار أو العقوبتين معا. وفيما يتعلق بالتجار ووفقاً لقانون حماية المستهلك 28 فقرة 1 سيعاقب كل من يتعامل بالألعاب النارية بالحبس لمدة لا تتجاوز 3 سنوات ولغرامة مالية تقدر بـ 3 آلاف دينار أو العقوبتين معاً وفي حال العودة لنفس الظاهرة من قبل نفس الشخص ستتم مضاعفة الحكم".

لكن الأهم من فرض القوانين التي نادينا بصياغتها، وهو صرامة فرضها والالتزام بها، لا سنها لتكون مجرد حبر على ورق، لذا فإن على الجهات المختصة من شرطة ومسؤولين وبلديات ومجالس قروية، ممارسة دورها في منع تداول هذه المفرقعات، بشكل جدي وحقيقي وليس شكلي فحسب، ومن ثم مخالفة كل من يبيعها ويتاجر بها، ويستخدمها بالحبس والغرامة المحددان حسب القانون دون تهاون أو تساهل، وعلى هذه الجهات المسؤولة ممارسة دورها في فرض القوانين بحزم، في كل الأوقات وليس بعد وقوع المصيبة جراء عدم تطبيق القانون.

إذا أن مثل هذه المفرقعات من المكن أن تكون قاتلة، وليس مؤذية فحسب، ولا يجب أن تترك لتتداول بين أفراد المجتمع، بشكل غير مسؤول وغير مقيد، ويجب أن يمنع استخدامها بشكل عشوائي، وإن لزم الأمر يجب أن يكون تشغيلها حكرا ًعلى ذوي المعرفة والاختصاص.

إن الحد من هذه الظاهرة هو مسؤولية مجتمعية تقع على عاتق الجميع، ولابد من مبادرات مجتمعية للحول دون استمرار هذه الآفة، تماماً كما بادر مغني حفل سهرة ترمسعيا، والذي قرر مقاطعة الغناء في أي فرح تطلق فيه الألعاب النارية، وعلى المؤسسات الوطنية والحكومية وغير الحكومية، رفع توعية الجمهور خاصة الشباب بخطورة استخدام هذه المواد، فيكفي ما نعانيه من مآسي جراء الاحتلال، فعلينا أن ننأى بأنفسنا أن نكون سبباً إضافياً في شقائنا وبؤسنا، ناهيك عن أن فيها هدر غير مبرر للمال، الذي من الممكن أن يصرف في أمور أكثر أهمية ونفعاً بدلاً في حرقها في الهواء في مظاهر ترف ومباهى نحن في غنى عنها، فيما ترتفع نسبة الفقر في مجتمعنا، ويدخل كثيرين كل يوم تحت خطه.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required