مفتاح
2024 . الأربعاء 8 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

لم يمض أسبوع بعد على بدء شهر رمضان الفضيل، وها قد سقط 3 مواطنين ضحايا السرعة الزائدة نتيجة التوتر الذي يرافق الصائمين في عودتهم إلى منازلهم في موعد الإفطار، ففي حادثين لم يفصل بينهما سوى 24 ساعة، وفي نفس المكان والزمان تقريباً، توفي بالأمس مواطن وأصيب 15 آخرون، أحدهم بجراح خطيرة جراء حادث سير مروع وقع على طريق عيون الحرامية بين مدينتي رام الله ونابلس، حيث اصطدمت حافلة مع سيارة صغيرة على الشارع.

ووفقاً للمصادر الإخبارية فان الحادث نتج جراء انحراف سيارة خصوصية من مسربها باتجاه المسرب الأخر نتيجة إما السهو أو السرعة الزائدة ما أدى إلى اصطدامها بالباص وانقلابها، حيث لقي صاحب السيارة حتفه "من سكان مخيم بلاطة بنابلس"، ويأتي هذا الحادث بعد أقل من 24 ساعة على حادث سير وقع أول من أمس على ذات الطريق وخلف قتيلين، وأصاب 9 آخرين.

وذكر بيان إدارة العلاقات العامة والإعلام بالشرطة أن الشابان محمد حسن يوسف القيسي 22 عام، ومجد نائل أحمد مزيحم 18 عام، لقيا مصرعهما بعد تجاوزت دراجة النارية كانا على متنها سيارة عمومية واصطدما بالحاميات الحديدية التي على جوانب الطريق وارتدت دراجتهما لتصطدم مرة أخرى بشاحنة على نفس الطريق، مما أدى إلى فقدان سائق الشاحنة السيطرة عليها والاصطدام بالسيارة العمومية واندلاع النيران بكثافة في المركبات.

وفيما يفترض أن يكون شهر رمضان، فرصة لتهذيب النفس وتعليمها على الصبر والهدوء رغم الجوع والعطش، إلا أنه وفي كل عام وفي شهر رمضان ترتفع وتيرة الحوادث المرورية، والتي يكون السبب في أغلبها هو السرعة العالية والتوتر والعصبية الزائدة، نتيجة تسارع المواطنين في الساعات القليلة التي تسبق موعد الإفطار، حتى رغم ساعات النهار الطويل في هذا الصيف والتي تتيح للصائمين قضاء معظم حوائجهم قبل موعد الإفطار.

كما أن الكثير من هذه الطرق الخارجية باتت قديمة وغير مهيأة، ولا يوجد هناك مركز إسعاف قريب من تلك المنطقة، مما قد يعيد إلى أذهاننا حادث باص أطفال المدرسة على طريق جبع قبل بضعة أشهر، والمأساة التي حدث هناك نتيجة انعدام التجهيزات المتاحة لمواجهة أية كارثة في تلك المنطقة.

ومع عدم إنكارنا أن الاحتلال الإسرائيلي، يفرض علينا السير في طرق بديلة وطويلة وغير مجهزة بدوافع أمنية مزعومة، ما يجعله سبباً بشكل أو بآخر في كثير من الحوادث المرورية، إلا أننا لا يجب أن نلقى عن كاهلنا عبء تحمل المسؤولية في تأني الحذر والسلامة، والحرص على أرواحنا وأرواح الآخرين، وعدم الاستهتار بما قد تفعله لحظة تهور وتسرع، دون الالتزام بالقوانين الخاصة بالمرور، بما يعرض الشخص ومن حوله من أرواح بريئة للتهلكة. وغير أن السرعة الزائدة تزيد في رمضان، إلا أنها ليست حكراً عليه، فقد بات ملاحظاً كيف يتسابق السائقون على الشوارع الرئيسية، وخاصة أصحاب السيارات العمومية، الذين يسابقون الريح من أجل بضعة شواكل، غير آبهين بما قد يهدرونه من أرواح، ومن قبلها أرواحهم، فمتى ندرك أهمية المسؤولية المجتمعية والفردية التي بدونها لن نتقدم للأمام، ولن نحقق حلمنا بدولتنا المنشودة ومجتمعنا الذي تحميه وتقوية هذه المسؤولية الفردية.

هذا هو دورنا وهذه هي مسؤوليتنا ومن المعيب أن نتهرب من مواجهتها، ليس فقط من أجل مجتمع يرقى ليكون باسم الدولة، بل أيضاً من أجل مواطنينا وأطفالنا الذين يحق لهم العيش دون خوف وذعر من أبناء جلدتهم يُضاف إلى خوف من محتل غاصب.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required