مفتاح
2024 . الخميس 9 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

في رد سريع، تحركت مصر ولأول مرة منذ 73 وضربت جماعات معروفة بتطرفها بسيناء بالطيران، فقتلت ما لا يقل عن 20 عنصرا في العريش وسيناء، - وفق ذكرت المصادر صباح اليوم- وذلك انتقاما على مقتل 16 ضابطا وجنديا الأحد الماضي وإصابة سبعة آخرين ثلاثة منهم حالتهم حرجة، من قبل مجموعة إرهابية من 35 فرداً هاجمت على حين غرة وفي ساعة الإفطار إحدى نقاط تمركز قوات حرس الحدود المصرية جنوب رفح.

وقد أثار هذا الهجوم الذي يعد الأسوأ منذ توقيع اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، موجة من ردود الأفعال المصرية أبرزها إغلاق الأنفاق والحدود والمعابر، ومنع دخول الفلسطينيين لمصر ما اعتبره البعض عقابا جماعيا للشعب الفلسطيني كافة، الذي يجد نفسه مضطر دائما ً لدفع الثمن، أما على المستوى الشعبي، فقد توجهت أصابع الاتهام نحو الفلسطينيين، في حين سارعت وسائل الإعلام المصرية على اختلافها وتنوعها إلى تحميلهم المسؤولية، حتى أن الفنانين والممثلين المصريين لم ينأوا بأنفسهم في توجيه الاتهامات للفلسطينيين .

لكن العاقل يدرك بحسابات بسيطة وواضحة للجميع، إن مثل هذا العمل لا يمكن أن يقدم عليه أي فلسطيني، بل يستهجنه وينكره كل وطني، ليس فقط نتيجة روابط الدم والعروبة التي تجمعنا بأخوتنا المصريين، بل أيضاً بمجرد حسابات جغرافية وأمنية بسيطة، إذ أن المتضرر الأول نتيجة هذا الهجوم هم الفلسطينيون، والرابح الأكبر هو بكل تأكيد إسرائيل.

لكن ردود الفعل المصرية الحانقة على ما حصل، بدت وكأنها تبحث عن أي كبش فداء حتى قبل استباق نتائج التحقيقات التي تجريها السلطات الأمنية المصرية، لذلك تابع الفلسطينيون بقلق تغطية الاعلام المصري أو بعض وسائل هذا الاعلام تغطيته لما حدث في سيناء مصرحا وملمحا إلى علاقة الفلسطينيين به، وتراخي سلطة حماس في مواجهة المجموعات التكفيرية والجهادية المتطرفة التي تسللت إلى غزة عبر سيناء، دون أن يشير إلى دور إسرائيلي محتمل على ضوء الإنذارات الإسرائيلية التي سبقت اقتراف الاعتداء لرعاياها بمغادرة سيناء.

في حين قد تكون التطورات الأخيرة على العلاقة بين القيادة المصرية الجديدة بزعامة مرشح الإخوان محمد مرسي وحركة حماس، دفعت بأطراف عدة إلى محاولة خلط الأوراق ، حتى ولو من خلال افتعال مواجهة دموية، اختيرت سيناء مسرحا لها لضرب العلاقة الجديدة التي نشأت بين قطاع غزة ومصر، وتشويه صورة الشعب الفلسطيني لدى الشعب المصري.

والحقيقة أن الرياح أتت بما لا تشتهي سفن حماس التي استبشرت خيراً بصعود د.محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم، وتفاءلت بتحسن أوضاعها، وراهنت على رعاية الرئيس المصري الجديد لها، فماطلت في موضوع المصالحة، رغم أن ذلك لا يصب في مصلحة الدور الريادي الذي تسعى مصر لاستعادته في المنطقة.

إلا أن على حكومة حماس أن تدرك أن مصلحتها ومصلحة الشعب الفلسطيني في إنهاء الانقسام وليس في المراهنة على صعود الإسلاميين في مصر بفوز مرسي، الذي لن يقدم مصلحة الفلسطينيين على مصلحة شعبه وبلده، كما أنه لن يقبل أن يتحمل مسؤولية القطاع وأعبائه أمنياً واقتصادياً وسياسياً كامتداد لمصر، خصوصا ً أن مرسي أعلن منذ البداية عن احترام الاتفاقيات الموقعة سابقاً، ومن ضمنها معاهدات السلام المصرية الإسرائيلية، التي كانت السبب وراء تهميش شبه جزيرة سيناء وخلقت الفراغ الأمني المعروف الذي تشهده، ، ما جعلها مرتعا ً لتجار المخدرات والمهربين والحركات الإرهابية والمتطرفة.

إن هذه العملية، فتحت الباب على كل من دور حماس ومصر في المنطقة، إذ بات من مصلحة حماس أن تبدي مرونة بالعودة للمصالحة لأنها بحاجة لرفع الحصار، وعلى مصر أن تراجع الاتفاقيات الموقعة مع "إسرائيل" والتي سمحت بإشاعة الفوضى في سيناء، ومنعتها من إحكام سيطرتها ونفوذها العسكري هناك، بما عاد عليها بالكوارث التي تبحث لها عن كبش فداء، ويبدو أن العملية ضد جنود الجيش المصري ومع ضبابية المعلومات المتعلقة بها جعلت من الفلسطينيين كبش فداء قد يكلفهم غاليا قبل أن تتضح الهوية الحقيقية للجناة والجهات التي أرسلتهم ليرتكبوا مثل هذا القتل البشع بحق الجنود المصريين.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required