مفتاح
2024 . السبت 4 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

شهدت قاعات المحاكم الإسرائيلية خلال الأسبوع الجاري محاكمات فريدة من نوعها لأطفال مقدسيين أتهموا من قبل النيابة العامة الإسرائيلية بالمشاركة في أعمال رشق بالحجارة باتجاه أفراد من قوات الشرطة وحرس الحدود خلال الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها مناطق مختلفة من البلدة القديمة والضواحي المحيطة بها،

تنديدا باقتحامات المستوطنين واعتقالات الأطفال.

وكان من أبرز ما شهدته قاعات تلك المحاكم، محاكمة الطفل المقدسي مسلم عودة (12 عاما) من بلدة سلوان، على خلفية اتهامه ب"تصنيع" زجاجات حارقة وتوزيعها على أقرانه من أبناء بلدته، رغم نفي الطفل المذكور لهذه التهم، علما بأن الاعتقال الأخير له كان العاشر منذ أن بلغ سن التاسعة، في حين اعتقل من قبل شقيقان له أكثر من مرة، أطلق أحدهما في إحدى صفقات التبادل، ويتهدد منزل عائلته في سلوان الهدم ضمن 88 منزلا كان تلقى أصحابها أوامر بالهدم في البلدة.

الطفل مسلم كان سيق إلى قاعة المحكمة مكبل اليدين والقدمين في مشهد أثار مشاعر من حضر جلسة المحاكمة بما في ذلك قضاة المحكمة، في حين كانت ردة فعل أشقائه قوية حيث صرخوا على أفراد الأمن والقضاة مطالبين بتحرير شقيقهم الطفل من قيوده، وهو ما أمرت به المحكمة، قبل أن تصدر قرارها بإبعاد الطفل المتهم إلى منزل خاله في جبل المكبر، وحبسه منزليا هناك عشرة أيام وإرغام عائلته على التوقيع على كفالة مالية مقدارها ألفي شيكل.

كان سبق محاكمة الطفل مسلم، محاكمة أخرى في محكمة الصلح بالقدس الغربية للطفل رائد العموري في الثالثة عشرة من عمره من حي الصوانة شرق البلدة القديمة، بعد أن أمضى محتجزا في غرفة منعزلة مدة أسبوع، إلا أن قضاة المحكمة قرروا إطلاق سراحه، ضمن شروط من بينها حبسه منزليا لأسبوع.

والواقع أن هذه الاعتقالات في صفوف الأطفال المقدسيين وتعرض العديد منهم للضرب والإيذاء خلال تنفيذ عمليات الاعتقال واقتيادهم إلى المحاكمة لسجنهم تعد تطورا لافتا في سياسة الملاحقة التي تمارسها السلطات الإسرائيلية ضد أطفال دون السن القانونية، منتهكة بذلك اتفاقية حقوق الطفل الدولية التي تمنع إخضاع أي طفل لأي تعرض تعسفي في حياته الخاصة، علما أن القانون الإسرائيلي يحظر اعتقال أطفال قاصرين دون سن الثامنة عشرة، وهو ما تطبقه على مواطنيها فقط، كما حدث في الاعتداء الأخير بالمواد الحارقة على سيارة فلسطينية عشية عيد الفطر قرب الخليل من قبل مستوطنين يهود ما أدى إلى إصابة عائلة بأكملها بحروق خطيرة، أطلق سراح المتهمين بالاعتداء بذريعة أنهم من "القاصرين".

ومثل هذه الازدواجية في التعامل مع الأطفال والقاصرين من الجانبين تنسحب على عشرات الاعتداءات التي نفذت ضد مواطنين فلسطينيين، وفلت أصحابها من العقاب، رغم تجاوزهم السن القانوني، ما يعني أننا أمام زيادة كبيرة في معدلات العنف التي تمارسها الدوائر الأمنية الإسرائيلية ضد الأطفال المقدسيين، والتي تحظى في الغالب بغطاء قانوني، وهو ما تثبته معطيات مركز معلومات وادي حلوة والتي تشير إلى أن أكثر من 85% من معتقلي بلدة سلوان خلال العام الحالي هم من الأطفال، في حين تفيد معطيات نادي الأسير إلى أن السلطات الإسرائيلية تعتقل في سجونها أكثر من 300 طفل، صدرت ضد غالبيتهم أحكام فعلية بالسجن، إضافة إلى عدد غير محدد من الأطفال الموقوفين.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required