مفتاح
2024 . الجمعة 3 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

أيا تكن المواقف الرسمية من زيارة أمير قطر لقطاع غزة أمس وافتتاحه عددا من المشاريع فيها، فإن هذه الزيارة في ظرفها الراهن تحمل من الدلالات المعاني السياسية الكثيرة، رغم محاولات قطر والحكومة المقالة في القطاع نفي تلك المعاني، وما حملته زيارة أول زعيم عربي لغزة التي تخضع لحصار مستمر من مؤشرات دعم واضحة لسلطة حماس على القطاع، ما يحمل على القلق من أن هذا الدعم القطري سيفضي في النهاية إلى تكريس الانقسام الفلسطيني، واستئثار حركة حماس في الحكم هناك، وبالتالي سلخ غزة جغرافيا وديمغرافيا عن جناحها الآخر في الضفة الغربية، وفي هذا الكثير من المخاطر على مستقبل القضية الفلسطينية، وعلى شرعية التمثيل الفلسطيني الذي تجسده منظمة التحرير الفلسطينية لأبناء شعبنا في كافة أماكن تواجده...

لقد التقطت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية هذه المحاذير قبل زيارة أمير قطر للقطاع غزة، وأكد بيان صادر عنها أمس الأول أن الزيارة الأميرية للقطاع في ظل استمرار الانقسام وعدم تحقيق المصالحة، سيكرس هذا الانقسام إلى الأبد، وسيرسل رسائل إلى كل الأطراف الفلسطينية، منظمة التحرير بكل فصائلها، ولحماس أيضا، بأن واقعا جديدا تأسس في قطاع غزة وعليكم قبوله، وهو ما يتنافى مع دور قطر الأخير في جهود المصالحة الفلسطينية عبر ما عرف ب"اتفاق الدوحة"، الأمر الذي قد ينسف الاتفاق، ويعيد الانقسام إلى مربعه الأول، وهو ما حدث فعلا نتيجة هذه الزيارة التي كان ظاهرها تقديم الدعم لمشاريع إنسانية، فيما باطنها يحمل دلالات سياسية بامتياز.

كان يمكن أن تكون الزيارة أجمل بدلالاتها وبتوقيتها، لو أنها تمت بالتئام جناحي الوطن...

وستكون حتما زيارة بالمصالحة أجمل لو شهدنا بالأمس إعلان وفاة إلى الأبد لانقسام مقيت موجع للقلب والوجدان...وليس مجرد دعوة نطق بها لسان أمير قطر تحث الفلسطينيين على التوحد، بينما لم تقرب بلاده فعليا بين الإخوة المنقسمين، وكان بإمكانها أن تفعل ذلك وتهدي الشعب الفلسطيني هديتين: الأولى تحقيق المصالحة، والثانية دعمه ماليا وإنسانيا عبر ما أعلن عن مشاريع دعم أمس، إضافة إلى دعمه سياسيا حيث تخوض القيادة الفلسطينية الآن أكثر معاركها السياسية تعقيدا في الأمم المتحدة لنيل الاعتراف منها كدولة غير عضو.

ألم ترع دولة قطر واحدة من أهم جولات المصالحة...

فلماذا لم تستكمل الرعاية القطرية بضم جناحي الوطن...لتنطلق في سماء غزة ورام الله والقدس هتافات الفرح بالوحدة والتوحد...؟

حلم كنا نتمنى أن يتحقق، وأن يفاجأ الناس جميعا وعلى امتداد العالم كله بتحقق الحلم الفلسطيني بالوحدة وطي صفحة الانقسام...

ما أجدرنا بهذا الحلم، وشعبنا في الضفة وغزة والقدس يواجه الحصار والقتل والتهويد...

فغزة ليست وطنا لفصيل... هي لكل مواطنيها ولكل شعبها...

مثلما هي رام الله ومثلما هي القدس ونابلس وكل المدن الفلسطينية لشعبنا من أقام فيها ومن شردته النكبة والنكسة...

وإن كان لنا من نداء نوجهه لأشقائنا العرب... فهو نداء دعم الوحدة ودفن الانقسام... ودعم شعبنا سياسيا وماليا، وهذا المعيار الوحيد الذي يمكن به قياس صدقية الانتماء العربي لقضية فلسطين وشعبها...

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required