مفتاح
2024 . الجمعة 3 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

مع مصادقة حزب الليكود أمس الأول على التحالف الجديد مع حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة أفيغدور ليبرمان في الانتخابات القادمة، تكون قد تشكلت في الساحة السياسية الإسرائيلية خارطة جديدة من التحالفات اليمينية الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل والمتوقع أن تأتلف لاحقا مع تحالفات أخرى لا تقل تطرفا عنها متمثلة بالتيارات والأحزاب الدينية القومية التي لا تخفي أيضا تعصبها الشديد خاصة فيما يتعلق بالحقوق الفلسطينية، وجميع هذه القوى والأحزاب لا تزال تؤمن بإسرائيل التوراتية الممتدة من النيل إلى الفرات، ما يعني أننا أمام مرحلة جديدة من الانغلاق السياسي الذي قد يحمل معه عنفا متصاعدا.

لقد رأى كثيرون في تحالف نتنياهو ليبرمان إعلان حرب، وعبر كثيرون عن مخاوفهم من هذا التحالف، فيما الحقائق تشير إلى أن هذا التحالف بين الرجلين لن يغير من واقع الحال شيئا بالنظر إلى أن هذا التحالف قائم قبل إعلانه ، وهو ما عبرت عنه الشراكة المستمرة بين الحزبين في الائتلاف الحكومي الحالي.

وإذا نظرنا جيدا إلى الرجلين، فالحقائق تلك تشير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يقل تطرفا وكذلك الأمر بالنسبة لحزبه في مواقفهما الواضحة جدا من الفلسطينيين وحقوقهم، من مواقف ليبرمان الأخير ذهب إلى أبعد من ذلك في كراهيته وعنصريته اتجاه العرب عموما حين هدد بنسف سد أسوان وإغراق مصر بمياه النيل.

أما في المواقف السياسية، فالتناغم بين الرجلين والحزبين قائم، حيث لا يختلف موقف الأول عن الثاني... في حين أن الفارق الوحيد هو أن نتنياهو أكثر دبلوماسية ولياقة في التعبير عن مواقفه ومواقف حزبه السياسية، في حين أن ليبرمان عكس ذلك تماما، لكنه أقل تطرفا من والد نتنياهو الذي ينكر أصلا وجود شيء اسمه شعب فلسطين

وبالتالي ، فإن مثل هذه المواقف قد تريح قيادتنا السياسية التي قد تجد نفسها مستقبلا أمام فرملة قوية وكبيرة في حديثها عن السلام، وفي تحميل الطرف الإسرائيلي المسؤولية عن موت العملية السياسية، فممارسات نتنياهو وليبرمان على الأرض الفلسطينية تفضحانهما وهي أكبر دعاية يمكن أن يستغلها الفلسطينيون ضد خصمهم الموغل في تطرفه.

أما ما يمكن أن يحدثه التحالف الجديد من تطورات في العلاقة مع الفلسطينيين والعرب عموما، فهو خنق السلطة حتى الموت اقتصاديا وسياسيا وشعبيا، وإفقادها مبررات وجودها التي لم تعد تعني الإسرائيليين إلا في جانب محددلا زالت تجني منه الكثير وهو الأمن، وقد ألمح إلى ذلك مؤخرا الرئيس محمود عباس، وبالتالي يمكن أن تكون هذه الورقة هي الوحيدة الرابحة في يد الفلسطينيين إن أحسنوا استغلالها ( على الأقل ممارسة سياسة التمنع في منح الإسرائيلي كل ما يريد)... ألم يحدث الإسرائيليون تغييرات دراماتيكية في كل ملفات التفاوض حتى فرغوا أوسلو من كل مضامينه آخر ذلك شرعنة استيطانهم ما يعني تغيير أحادي الجانب في اتفاق دولي لم يحترمه الإسرائيليون في يوم من الأيام...

ومع ذلك، ماذا أعددنا كفلسطينيين لمرحلة ما بعد هذا التحالف... وما بعد توجهنا إلى الأمم المتحدة...؟

إن أحدث تهديد إسرائيلي مفاده أن تبعات سياسية ومالية خطيرة تنتظرنا بعد إصرارنا على التوجه للأمم المتحدة للحصول منها على اعتراف بدولة غير عضو، كما نقل عن ممثل الاتحاد الأوروبي في عملية السلام، بينما تقول صحيفة هارتس أن إجراءات عقابية قاسية ضد السلطة والرئيس عباس في حال الذهاب إلى الأمم المتحدة أخفها وطأة سحب تصاريح الدخول إلى إسرائيل من الشخصيات الهامة وإلغاء تصاريح العمل لآلاف العمال الفلسطينيين، وصولا إلى وقف التعامل الكلي مع الرئيس محمود عباس تماما كما فعلت مع سلفه الشهيد الرمز ياسر عرفات... وبالتزامن مع ذلك المصادقة على بناء عشرات آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في الأراضي الفلسطينية، كأنهم لا يفعلون ذلك يوميا

إذن ماذا نحن فاعلون...؟
هل لدينا مثل خططهم...؟

نعم لدينا الكثير، والتحالف الجديد في إسرائيل قد يكون مفيدا لنا لو أحسنا التعامل معه بما يستحقه أمام العالم رغم وهن هذا العالم وعجزه، وقد شارف أوسلو على دخول عامه العشرين، لكن يظل الاختبار الكبير بعد أن نجتاز تداعيات الطلب في الأمم المتحدة، وبعد أن نرى ما ستتكشف عنه الانتخابات الإسرائيلية القادمة.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required