مفتاح
2024 . الجمعة 3 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

مع إعلان النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية الأميركية بفوز الرئيس الأميركي باراك أوباما بولاية ثانية، تدخل الولايات المتحدة ومعها العالم بقضاياه وملفاته الساخنة مرحلة جديدة في عهد الإدارة الديمقراطية، قد لا تختلف عن سابقاتها، لكنها تشكل حتما امتدادا لسياسات هذه الإدارة على جميع الأصعدة الداخلية والخارجية.

صحيح أن القضايا التي تهم المواطن الأمريكي من صحة وتعليم وضمان اجتماعي وبطالة احتلت أولويات الناخب الأمريكي، وطغت على شعارات المتنافسين الديمقراطي والجمهوري، إلا أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة، تشكل ركنا أساسيا وعاملا هاما في الكيفية التي ستتعاطى بها هذه الإدارة مع احتياجات مواطنيها، ومتطلبات إنعاش الاقتصاد الأمريكي الذي تعرض خلال العامين الماضيين لهزات كبيرة سببها سياسة الولايات المتحدة الخارجية وماهية تعاطيها مع ملفات عالمية مثل: العراق وأفغانستان، وتطورات الربيع العربي بما في ذلك الصراع المحتدم في سوريا، وبروز دور روسيا والصين كلاعبين أساسيين ومؤثرين في هذه القضايا، عدا ما يعرف بحمأة التنافس الاقتصادي بين هاتين القوتين والولايات المتحدة ومعها دول الغرب.

ما يعنينا في نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، هو ما ستتركه من تأثيرات على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي يشهد حالة من الجمود وانسداد الأفق السياسي، مترافقا مع تصعيد إسرائيلي على الأرض بتكثيف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، وتهديد للسلطة الوطنية بحلها وتفكيكها واستهداف رأس الهرم فيها وهو الرئيس محمود عباس كما صرح بذلك أكثر من مرة وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان كان آخرها ما صدر عنه بالأمس من تحذيرات غير مسبوقة للسلطة ورئيسها، والتهديد بعقوبات اقتصادية صارمة ستفضي في النهاية إلى تفكيك هذه السلطة.

ورغم هذه التهديدات الإسرائيلية، فإن ما واضح ومؤكد، هو أن القيادة الفلسطينية وفي محاولة منها للخروج من مربع الجمود الذي فرضته سياسات الحكومة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين ماضية في قرارها بالتوجه إلى الأمم المتحدة لانتزاع اعتراف منها بفلسطين دولة غير عضو، وهو توجه قال عنه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح -- رئيس المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية وإعادة الاعمار - بكدار يستهدف الخروج من الدائرة المغلقة مع ما سيترتب على ذلك من تحديات ودفع ثمن كبير بات الفلسطينيون وقيادتهم مستعدون لها.

وتأسيسا على ذلك، فإن الاختبار الحقيقي للإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الديمقراطي باراك أوباما، سيكون في الكيفية التي ستتعاطاها هذه الإدارة مع التوجه الفلسطيني الجديد للأمم المتحدة، وهل ستنفذ تهديداتها بفرض عقوبات اقتصادية على السلطة، كما كان أعلن خلال الحملة الانتخابية، أم أن ما صدر من تحذيرات وتهديدات في تلك الفترة كان لدواعي تلك الحملة حتى لا يخسر أصوات الناخبين اليهود، وبالتالي يضمن فوزه في تلك الانتخابات.

حتى الآن لا يمكن الحكم بصورة نهائية على توجهات السياسة الأمريكية الجديدة في المنطقة وعلاقة الولايات المتحدة بفلسطين التي تقترب من الحصول على الاعتراف بها دولة غير عضو، لكن من غير المتوقع أن نشهد تغييرات دراماتيكية في السياسة الأمريكية اتجاه هذا الملف تحديدا الذي يشكل واحدا من تحديات الجمود الحالي في العملية السياسية بالمنطقة، لكن وفي المقابل قد يفضي الفوز الكبير للرئيس أوباما في هذه الانتخابات إلى تغير طفيف في سياسة إدارته حيال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو الذي كان أعلن في بداية ولايته الأولى تأييده لحل الدولتين، هذا الحل الذي تتهدده سياسات حليفه في المنطقة وهي إسرائيل وضربها بعرض الحائط جميع الاتفاقات، وبلوغ تلك السياسات حدا من الوقاحة - كما قال عزام الأحمد عضو مركزية فتح- لا يمكن السكوت عنه، بعد تهديدات ليبرمان بتصفية السلطة وتفكيكها.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required