مفتاح
2024 . الجمعة 3 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

لم تسفر الجهود التي تبذلها أطراف عربية ودولية حتى الآن في التوصل إلى تهدئة بين فصائل المقاومة وإسرائيل، فيما تواصل الأخيرة عدوانها المستمر على قطاع غزة عبر القصف ومزيد من جرائم القتل التي أدت إلى استشهاد أكثر من 30 مواطنا في اليوم السابع من عدوانها جلهم من الأطفال والنساء والمدنيين.

فبعد الاستهداف المتعمد للأطفال انتقلت آلة القتل الإسرائيلية لاستهداف الصحافيين ووسائل الإعلام، وكان آخر من استهدفتهم الصواريخ ثلاثة صحافيين من قناة الأقصى، وإذاعة القدس التعليمية، حيث قضى هؤلاء حرقا داخل مركباتهم، فيما لحقت أضرار كبيرة في مقرات ومكاتب إعلامية تعرضت للقصف على مدى اليومين الماضيين، ما أدى إلى إصابات في صفوف العاملين فيها.

هذا الجنون من أعمال القتل الإسرائيلية لم يتوقف حتى أثناء وجود وفد الجامعة العربية الذي ضم وزراء الخارجية العرب ووزير الخارجية التركي، وفي ذروة الاتصالات والمفاوضات التي تجريها مصر بين الطرفين للتوصل إلى تهدئة ما يعني أن إسرائيل غير معنية بتاتا بالوصول إلى تهدئة إلا وفق شروطها، وهو ما اعتادت عليه في حروبها السابقة، حين اعتمدت على الدوام سياسة التفاوض تحت ضغط القصف والتصعيد العسكري في الميدان حتى اللحظة الأخيرة، وهو ما يفسر تصاعد عدوانها في اليوم الثامن من حربها على غزة، وتكثيف اعتداءاتها المدمرة للبنى التحتية على امتداد قطاع غزة، بحيث ضمت إلى قائمة بنك أهدافها تدمير الجسور والمنشآت المدنية بعد أن دمرت قبل ذلك مقرات حكومية وأمنية.

إن ما تسرب حتى الآن من معلومات حول مفاوضات التهدئة يشير إلى أن إسرائيل تحاول فرض شروطها بالقوة العسكرية على الطرف الآخر وهو فصائل المقاومة، وتشديد الحصار على القطاع، إضافة إلى إقامة منطقة عازلة تمكن قواتها من مواصلة العدوان ضد المدنيين متى شاءت، وهو أمر يرفضه الفلسطينيون تماما بعد الثمن الكبير الذي دفعوه من دم أطفالهم ونسائهم ومدنييهم.

قد تحمل الساعات الأربع والعشرين القادمة أنباء هامة عن التوصل إلى اتفاق تهدئة، لكن مثل هذا الاتفاق يبدو بعيدا في هذه الأثناء ما لم تمارس ضغوط دولية وعربية على الطرف المستمر في عدوانه وتصعيده وهو إسرائيل. ولعل في الزيارة الحالية لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون للمنطقة ما يحمل مؤشرا على أهمية التوصل إلى مثل هذا الاتفاق بالرغم من الموقف الأمريكي المنحاز لإسرائيل واعتبار ما قامت به حتى الآن من جرائم قتل دفاعا مشروعا عن النفس.

أخيرا، لا بد من أن يتوقف العدوان الإسرائيلي فورا على قطاع غزة، وعلى المجتمع الدولي - وهو يتحمل مسؤولية كبيرة إزاء ما وصلت إليه الأمور حتى الآن – أن يدفع باتجاه إلزام إسرائيل بالموافقة الفورية على التهدئة، ووقف ما ترتكبه من جرائم حرب، كانت الشواهد والأدلة عليها كثيرة، ولا أقلها وضوحا وبروزا مشاهد الأطفال المحترقين والممزقة أشلاؤهم، وكذلك أجساد الصحفيين المتفحمة، والبنى المدنية المدمرة... فهل يرتقى العالم إلى مستوى هذا التحدي..؟؟

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required