مفتاح
2024 . السبت 4 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

مع اقترابنا من واحدة من اللحظات الهامة في تاريخ قضية شعبنا الفلسطيني وحقوقه الوطنية، والمتمثلة بتحقق الاعتراف الدولي بفلسطين دولة بصفة مراقب في الأمم المتحدة، تكون قضيتنا قد دخلت منعطفا هاما وعلى أكثر من صعيد، وهو اعتراف بات وشيكا جدا بوجود أغلبية من الدول تؤيد التوجه الفلسطيني، خاصة بعد إعلان دول جديدة مثل فرنسا والنمسا بأنهما ستصوتان إلى جانب القرار بهذا الشأن، وتردد بعض الدول مثل بريطانيا.

ولا ريب أن هذا الاعتراف الدولي بفلسطين يشكل إنجازا هاما للدبلوماسية الفلسطينية ولتوجهات القيادة حيال مواجهة كثير من التحديات الخارجية والداخلية ومنظومة العلاقات الفلسطينية مع أطراف خارجية وإقليمية خاصة مستقبل علاقاتها مع إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة الأمريكية على ضوء التهديدات التي لم تتوقف من قبل هاتين الدولتين عشية التصويت على القرار الدولي الخاص بعضوية فلسطين، في حين أن التحدي الآخر والهام جدا هو منظومة العلاقات الداخلية خاصة ما تعلق منها بتحقيق وإنجاز المصالحة الفلسطينية وإنهاء الإنقسام الداخلي.

على الصعيد الأول يبدو، أن العلاقة الفلسطينية الإسرائيلية ستتأثر على نحو خاص بهذه التطورات التي يعتبرها الفلسطينيون بأنها إيجابية وتؤسس لانطلاقة أفضل للعملية السياسية والدفع بخطوات جادة نحو التوصل إلى حل لقضايا الصراع بين الجانبين.

لكن ما يرد من معلومات من جانب الطرف الإسرائيلي تشير إلى مزيد من التصعيد والإجراءات ضد السلطة الوطنية ما يهدد بمزيد من التدهور، من قبيل تجميد المستحقات المالية للسلطة الفلسطينية، وشرعنة النقاط الاستيطانية في الضفة الغربية، إلى جانب سحب بطاقات الشخصيات المهمة من بعض رموز القيادة. في حين يذهب آخرون إلى المناداة بإجراءات أكثر صرامة وحدة يقف على رأسهم وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، حيث يطالب بتفكيك السلطة وتقويضها، رغم أن أصواتا أخرى داخل الحلبة السياسية في إسرائيل رأت أن هذه الخطوة قد تشكل بالفعل رافعة للعملية السياسية في المنطقة تدفع بها إلى الأمام، وبالتالي ليس مبررا رد الفعل الإسرائيلي الرسمي عليها المغالي في خطورة هذه الخطوة الفلسطينية على اعتبار أن من يريد السلام حقا عليه أن لا يخشى من الطرف الآخر.

أما فيما يتعلق بالموقف الأمريكي، فقد كان هذا الموقف وحتى اللحظة الأخيرة يمارس ضغوطا على القيادة الفلسطينية لثنيها عن تقديم الطلب إلى الأمم المتحدة، بيد أن هذه الضغوط جميعا قوبلت بموقف فلسطيني واضح في التمسك على الحق في الحصول على عضوية دولة بصفة مراقب، كما صرح بذلك نبيل أبو ردينة الناطق بلسان الرئاسة حين قال أن الرئيس لن يتراجع عن تقديم الطلب رغم الضغوط المستمرة ومن أكثر من طرف، واصفا التوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة بأنه "حدث تاريخي وانعطافة كبرى في المسار الفلسطيني الإسرائيلي".

إذن نحن أمام تطورات مهمة، على صعيد علاقات السلطة بكل من إسرائيل والولايات المتحدة، ولا تقل أهمية منها التوجه الذي بات حقيقيا في موضوع تعزيز الجبهة الداخلية الفلسطينية وتحقيق المصالحة الوطنية، وبالتالي إنهاء الانقسام، وهو ما أكدت عليه التصريحات والمواقف الصادرة عن كل من فتح وحماس، وإذا تحقق هذا الهدف، فإن النجاحات الفلسطينية ستكون مضاعفة، وستشكل هي الأخرى انعطافة كبيرة على صعيد تعزيز الموقف التفاوضي الفلسطيني مستقبلا، حال توفرت الشروط الموضوعية للعودة إلى المفاوضات.

هذا التفاؤل لا يعني غض النظر عن التحديات الكبيرة التي تواجه الفلسطينيين شعبا وقيادة، وتؤثر على نحو كبير على مستقبل قضيته، لكن فوز فلسطين بعضوية دولة بصفة مراقب هو خطوة كبيرة وهامة، قد تعيد قطار القضية إلى مساره الصحيح، لكن هذه المرة بقوة دفع فلسطينية وعربية ودولية.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required