مفتاح
2024 . الإثنين 20 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

الحكومة الإسرائيلية وبعد ما أصاب جيشها من انتكاسة في العدوان الأخير على غزة تضرب بقوة في القدس...

خطط بناء استيطاني جديدة وقديمة تعلن بناءها في القدس.. بما في ذلك بناء حي للمتدينين اليهود على أراضي بلدتي شعفاط وبيت حنينا.

المستوطنة المذكورة تأتـي وسطا بين مستوطنتي "ريخس شعفاط"، وراموت"، وهاتان مستوطنتان يغلب على سكانهما الطابع الديني أيضا.. ما يعني أن وزير الداخلية الإسرائيلي إيلي يشاي من حزب "شاس" اليميني المتطرف قرر أن يحل أزمة السكن في إسرائيل من خلال تسمين مستوطنات المتدينين اليهود في قلب القدس على حساب الفلسطينيين المقدسيين ومن خلال مصادرة أراضيهم...

إذن هي هجمة استيطانية جديدة.. ووجبة إضافية من البناء الاستيطاني يتجاوز أراضي شعفاط وبيت حنينا إلى أراضي أبو ديس والعيزرية حيث نال مستوطنة "معاليه أدوميم" نصيب من التوسع والتسمين بأكثر من 3500 من الوحدات الاستيطانية الجديدة، والحال ذاته في مستوطنتي "بسغات زئيف" و"هارادار" والأخيرة شيدت على أراضي قرى شمال غرب القدس التي تقرر مؤخرا بناء 1161 وحدة استيطانية جديدة على أراضيها...

قبل ذلك كان الحديث أيضا عن مخططات ( الحدائق الوطنية) التي ستقام على سفوح بلدتي العيسوية والطور شرق البلدة القديمة لمنع أي توسع عمراني فلسطيني في هذه المناطق وما تبقى من مساحات أراضيها، في مقابل ربط مستوطنة معاليه أدوميم – كبرى المستوطنات اليهودية- على تخوم القدس لربطها بمركز المدينة...

ولهذا التوسع حكاية تمتد لعشر سنوات إلى الوراء حين تقرر مصادرة أكثر من 12 ألف دونم من أراضي أبو ديس، العيزرية، الزعيم، العيسوية ، والطور لصالح بناء آلاف الوحدات الاستيطانية والمنتجعات السياحية ومناطق الهايتك.. آنذاك كان أرئيل شارون رئيس وزراء إسرائيل، وحين ثارت الضجة على هذا المشروع، و"غضبت" الولايات المتحدة، ما دفع شارون إلى قول مقولته المشهورة:" إذا لم تزحف "معاليه أدوميم" نحو القدس، فإن القدس ستزحف نحوها.. وها هي القدس كما أرادها الإسرائيليون تتمدد نحو "معاليه أدوميم" بالحدائق الوطنية، وشبكة الجسور والأنفاق...

ما يدركه المقدسيون في صراعهم مع الإسرائيليين أن الأرض هي عنوان هذا الصراع.. وكذلك الديمغرافيا التي أرعبت أعداءهم من حكومات "الليكود" و"العمل" وائتلافات الحكومات المتطرفة...

لقد حول المقدسيون سلاح الديمغرافيا إلى "أعتى" سلاح إلى أن أدرك الإسرائيليون مخاطره عليهم، فوضعوا البرامج والخطط للتخلص من هذا "البعبع المقدسي..."...

كان جدار الضم والتوسع العنصري أحد أسلحة المواجهة.. وكذلك حواجز التفتيش والمعابر العسكرية الفاصلة... ومن قبل كان التطهير العرقي الصامت الذي بدأ بعهد وزير داخلية عمالي وبلغ ذروته في عهد وزير متطرف من شاس يدعى إيلي سويسا.. وانتهاء بإيلي الثاني .. إيلي يشاي من ذات الحزب....

المعطيات على الأرض الآن تتحدث عن انقلاب حاد في صراع الديمغرافيا: فرغم أن الفلسطينيين المقدسيين زاد عددهم عن 300 ألف نسمة، إلا أن أعداد المستوطنين في المستوطنان المقامة على أراض فلسطينية خاصة في القدس الشرقية المحتلة زادت وتضاعفت هي الأخرى لتصل إلى 200 ألف مستوطن...

وذات المعطيات تشير إلى ما يجب أن يقلق صانع القرار الفلسطيني: فالجدار متوقع أن يفقد نحو 125 ألف مقدسي حقهم في الإقامة بعد حين.. هؤلاء جميعها يقطنون في أحياء رسم الجدار حدودا "دولية" فاصلة بينهم وبين مدينتهم، وقد كشف رئيس بلدية الاحتلال صراحة نيته التخلي عن الأحياء التي يقطنونها وتسليم عهدتها إلى الجيش وذراعه الطولى "الإدارة المدنية"...

فالمقابل تتحدث معطيات مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية عن قيام سلطات الاحتلال منذ العام 1967 وحتى نهاية العام 2011 بسحب إقامة 14571 مقدسيا... بينما تتوعد الداخلية مزيدا من المقدسيين بتجريدهم من حق الإقامة في إجراءات جديدة برزت مؤخرا على شاكلة شائعات تتهدد هذه المرة المقيمين في الخارج للدراسة والعمل....!!

يتذكر المقدسيون جيدا كيف أن إجراءات الطرد السابقة كانت دفعت بالآلاف منهم للعودة العكسية إلى بلدتهم القديمة والسكن في غرف كعلب الكبريت، وتحويل مشاغل الأحذية في سوق الأقباط إلى مساكن تتكدس فيها أكوام اللحم بعضها فوق بعض.. بل أن بعض المقدسيين ممن قرروا العودة حفاظا على حقوقهم في الإقامة استخدموا حظائر الأغنام والمواخير أماكن للسكن.. في حين قلة منهم لجأت إلى الخيار الصعب وهو التجنس بالجنسية الإٍسرائيلية وعدد هؤلاء يزيد عن ستة آلاف مقدسي....

أما من سمحت أوضاعه الاقتصادية بالعودة والسكن بالإيجار، فلم يتردد في فعل ذلك، لكنه بات نهبا للمستغلين من أصحاب العقارات، وطرأ ارتفاع جنوني على إيجارات السكن.. ترافقت مع جنون وخرف من نوع آخر..

للقدس ومعها .. للحديث بقية....

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required