مفتاح
2024 . الجمعة 3 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

ها قد بدأت شيئاً فشيئاً تتفكك الخيوط المتشابكة، التي أعقبت إعلان دولة فلسطين كعضو مراقب لتتضح الرؤية من أجل العمل على مواصلة الجهد الذي رافق هذا الإنجاز، وفي ذات الوقت بدأت تتضح العقبات والصعاب والتحديات التي كانت متوقعة جراء هكذا خطوة، أهمها تضييق واستفزاز إسرائيلي، وأزمة مالية تحاصر السلطة الفلسطينية، وعلى رأس ذلك تحد آخر لابد أن يُنجز ألا وهو المصالحة الفلسطينية.

أما التضييق والممارسات الإسرائيلية الخانقة، فهي مستمرة ومتواصلة لأنها أصلاً سياسة قائمة وممنهجة ضمن حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلي بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهوـ وهي ليست وليدة ليلة وضحاها، والعمل لمجابهتها بات يتحول إلى أسلوب حياة فلسطيني سواءً بالمقاومة الدبلوماسية وكذا المقاومة الشعبية.

بينما اتفقت الدول العربية على تقديم 100 مليون دولار شهرياً كمساعدة للسلطة الفلسطينية خلال اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية أمس في الدوحة، لكن الحقيقة أن هذه الملايين هي كمن يشتري السمك في البحر، فنحن موعودون بها لكنها بحاجة لأن تجمع أولاً من الدول العربية، فحسب نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية، أن هذه الآلية تتمثل في اتصال الأمين العام وقطر بصفتها رئيس اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية بكل دولة بشأن المبلغ المحدد الذي يتعين عليها أن تدفعه؟!!!

إن هذه الإجراءات والمماطلات تأتي في الوقت الذي أشار فيه الرئيس إلى انهيار حقيقي للسلطة لأنها غير قادرة على دفع رواتب موظفيها، رغم حصولنا على دولة، ورغم تأكيد الرئيس على أهمية المبادرة العربية حيث رفض ما قاله الشيخ حمد بن جاسم بعدم بقائها مطروحة للأبد، قائلاً: "بالنسبة للمبادرة العربية لا يجوز بأي حال من الأحوال الحديث عن إزاحتها من الطاولة. يجب أن تبقى".

أما التحدي الثالث الذي يقف كالشوكة في حلوقنا، وليس مجرد عقبة هو الانقسام الفلسطيني، الذي بات المطلب اليومي من قبل الشعب والقيادة الفلسطينية، فرغم إشاعة الأجواء الإيجابية بشأن إنهائه وإنفاذ المصالحة، إلا أن هذا الموضوع ما زال قيد الأمنيات والطموحات، ولم يتجاوز بعد حناجر الداعين إليه، رغم الاتفاق الواضح وشبه المعلن من جميع الأطراف على وجوب تحقيقه، خاصة بعد ظهور ملامح الوحدة الحقيقية التي جمعت الضفة الغربية وغزة قيادة وشعباً سواءً خلال التصدي للعدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، أم في توجه القيادة الفلسطينية إلى مجلس الأمن للحصول على دولة فلسطين، ما أظهر أن توفر الإرادة السياسية لدى القيادة الفلسطينية هي الأساس في تحقيق الوحدة، لأن الشعب شعب واحد، دمه واحد وهمه واحد.

وفي زيارته الأخيرة والتاريخية إلى قطاع غزة أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل على ضرورة الإسراع في تنفيذ المصالحة، وأهميتها وضرورة تحقيقها، لكن هذه الإيجابية والدعوات اللحوحة لتنفيذ المصالحة وإن كانت مطلوبة لكنها بحد ذاتها غير كافية من قبل الطرفين فتح وحماس، ولابد من أخذ زمام المبادرة الحقيقية والقيام بالخطوة الأولى للمباشرة بإنهاء هذا الانقسام على أرض الواقع، وليس الاكتفاء بمجرد التباهي بعدم الوقوف في طريق إنهائه و بالدعوة الحثيثة لتجاوزه.

إن المرحلة التي نعيشها اليوم هي مرحلة مفصلية، إذ كنا كيانا ً غير ذي تعريف وأصبحنا دولة، -وإن كانت بصفة مراقب-، لكننا قلنا وما زلنا نقول أن علينا أن نحترم هذا الإنجاز وأن لا نتركه منقوصاً، ونحن منقسمون في ظل دولة واحدة تجمعنا بشكل أممي اليوم، وأن لا ندع مجالاً لكل المعارضين وعلى رأسهم دولة الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية من ورائها، لتشويه هذا الجهد، فتنفيذ المصالحة واجب وطني إكراماً لهذا الشعب الذي مازال يدفع ثمن الانقسام، وثمن الاستفراد الإسرائيلي به وبمقدراته الوطنية، ومن أجل البحث في استراتيجيات مستقبلية لضمان بقائه صامداً على مختلف الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية وغيرها، لذا لا بد من وضع النقاط على الحروف والكف عن التسويف والمماطلة وأخذ المبادرة في تنفيذ الخطوة الأولى والحقيقة على الأرض من أجل تحقيق المصالحة.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required