مفتاح
2024 . الإثنين 18 ، آذار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

في كل يوم تحاول دولة الاحتلال أن تبرهن على أنها لا تعير بالاً لكائن من كان، سواءً في المجتمع الدولي أو بالطبع فلسطينياً وعربياً، من خلال ممارساتها على الأرض أو عبر تشريعاتها وقوانينها المستفزة، فهاهي تسمح لقواتها بإطلاق النار على الفلسطينيين في الضفة الغربية دون قيود، حسب ما قاله مصدر عسكري إسرائيلي أمس الثلاثاء "إن أوامر إطلاق النار الصادرة لقوات الجيش في الضفة الغربية واضحة ولا تفرض قيوداً على تلك القوات" حسب ما أورده موقع "ريشت بيت" العبري.

وأضاف المصدر "نحن نلزم الجندي أن يفكر في وضعه وهل يشعر بتهديد على حياته أم لا وإذا كان الجواب بنعم فيسمح له بفتح النار والجندي الذي يواجه خطرا يجب عليه استخدام سلاحه"، وذلك رغم أن المصدر السابق أشار إلى أن وقوع عمليات إطلاق نار كثيرة من قبل الجنود خلال السنة الماضية دون حاجة لها تفوق من حيث العدد عمليات الامتناع عن إطلاق النار .

الصورة التي انتشرت مؤخراً والتي ظهر فيها أحد جنود الاحتلال الإسرائيلي وهو يحتمي بدرعه من حجارة بعض الشبان في الضفة الغربية، على الأرجح هي من أثار استياء بعض القادة الإسرائيليين، إذ لاشك اعتبروها إذلالاَ "للجيش الذي لا يقهر" حيث قال موقع "ريشت بيت" للشؤون العسكرية إن قوات الاحتلال فتحت تحقيقاً في حادثة هرب الجنود أمام متظاهرين فلسطينيين في قرية كفر قدوم شمال الضفة وحادثة مماثلة وقعت في الخليل اضطر خلالها الجنود إلى الاختباء في أحد دكاكين المدينة".

"وشكلت الحادثتان المصورتان مادة دسمة للتحريض من قبل الساسة الإسرائيليين مثل ليبرمان ويشاي إضافة لتحريض وسائل الإعلام الإسرائيلية وكتاب بعض الأعمدة في الصحف العبرية الذين طالبوا بتغير أوامر إطلاق النار بما يسهل على الجنود استخدام أسلحتهم ضد الفلسطينيين بحجة أن عمليات هرب الجنود المذكورة ألحقت بهم المهانة والذل بما يستوجب العمل على عدم تكرارها" حسبما ذكرت وكالة معاً.

لقد بات واضحا ً أن دولة الاحتلال ماضية في تطبيق سياستها العدوانية والتوسعية على الأرض، دونما اكتراث بالمجتمع الدولي الذي منحنا دولة مؤخراً، بل على العكس لقد كان هذا الاستحقاق سبباً في زيادة تعنته وغطرسته والمضي قدما ً في ممارساته الاستفزازية، في محاولة للتأكيد على استمراره في بسط نفوذه وإحكام سيطرته، على حياة الشعب الفلسطيني ومختلف مقدراته، حتى في مناطق حكم السلطة الفلسطينية، بل بالأخص فيها. وكان هذا واضحاً بما أقدم عليه فجر أمس، عندما اقتحمت قوات جيش الاحتلال مقار 3 مؤسسات أهلية وحقوقية في رام الله، وهي مقر شبكة المنظمات الأهلية ومقر اتحاد لجام المرأة الفلسطينية ومؤسسة الضمير أحد أبرز المنظمات غير الحكومية التي تتابع قضايا الأسرى في سجون الاحتلال، حيث حطمت الأبواب الرئيسية، وصادرات أجهزة وملفات وعاثت بالمكان فساداً، مخلفة دمارا ًواسعاً، بعد أن اصطدمت مع شباب مخيم قدورة مطلقة قنابل الغاز المسيل للدموع.

إن استهداف مثل هذه المؤسسات الحقوقية والتي تهتم بالحقوق الفلسطينية، وتكشف جرائم الاحتلال جاء بهدف تدمير وتعطيل هذه المؤسسات الوطنية التي تحمي حقوق المواطنين وخاصة الأسرى، وهو دليل واضح على خوف "إسرائيل" من فضح جرائمها أمام العالم، وكشف الصورة الحقيقة والبشعة لهذا الكيان الغاصب الذي لا يفهم سوى منطق القوى، ولا يعترف بالحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني، معتبراً نفسه فوق أي قانون أو حقوق.

وفي كل مرة يحاول فيها الفلسطينيون قيادة وشعبا ً تحقيق انتصار ما أو انجاز معين على الأرض، وهما الآن ماثلان بما حققناه من دولة فلسطينية كانت حلماً أضحى حقيقة، وفي مواجهة صامدة وفاعلة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تعيش دولة الاحتلال حالة استفزاز عالي، وتسارع لمعاقبة الفلسطينيين بمختلف الطرق وشتى الوسائل المتاحة، فتتخبط في قراراتها، ولا تجد أمامها سوى العنف لتمارسه ضد كل ما هو فلسطيني.

إن الحاجة ملحة الآن للوقوف في وجه هذه العربدة الإسرائيلية والتي لم تعد تحتمل، وخاصة من قبل المؤسسات الحقوقية الدولية، فقد آن الأوان لدولة الاحتلال أن تدرك أن أفعالها لم تعد تمر مرور الكرام، وأنها ستحاسب عليها.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required