مفتاح
2024 . الجمعة 3 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

ها قد طفت إلى السطح مجدداً ما بات يُعرف ب "أزمة الراتب"، وإن كانت لم تختف أبداً خلال الفترة الماضية، خاصة في ظل تصاعد وتيرة الغلاء المعيشي ومتطلبات الحياة، وفي ظل الأزمة المالية والعجز العالي في موازنة السلطة، بسبب حجز أموال الضرائب الفلسطينية، رداً على خطوة الرئيس الفلسطيني محمودعباس في نيل الاعتراف الأممي بدولة فلسطين، وانكفاء الأخوة العرب عن دفع ما وعدوا به من مساعدات مالية، هي واجبهم تجاه الحفاظ على صمام البقاء لدى الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، في ظل كل ذلك تتفاقم الضائقة المالية التي يعيشها الموظف الذي تحول حلمه من زيادة على راتبه المتآكل، لأنه لم يعد يوفر له العيش الكريم في ظل الغلاء المستشري في بلدنا، إلى دعواه اللحوحة بأن يرى اليوم الذي يستلم فيه راتبه كاملاً وفي موعده على أقل تقدير.

لقد كتبت الأسبوع الماضي عن شبكة الأمان المالية للسلطة الفلسطينية، بعدما اتفقت الدول العربية على تقديم 100 مليون دولار شهرياً كمساعدة للسلطة الفلسطينية خلال اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية الأخير في الدوحة، وقلت إنه لا يمكن التعويل عليها وأنها كمن يشتري السمك في البحر، فقد وُعدنا بها، لكن آلية جمعها لابد وأن تعيق مسألة وصولها إلينا، فهي بحاجة لأن تجمع أولاً من الدول العربية، فحسب نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية، أن هذه الآلية تتمثل في اتصال الأمين العام وقطر بصفتها رئيس اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية بكل دولة بشأن المبلغ المحدد الذي يتعين عليها أن تدفعه؟!!!

وكما توقعت بالفعل...فإن هذه الإجراءات والمماطلات، جاءت رداً على ما حذر منه الرئيس عباس من انهيار حقيقي للسلطة لأنها غير قادرة على دفع رواتب موظفيها، فاليوم أضرب واعتصم المئات من المعلمين في مختلف مدارس محافظات الوطن من الشمال حتى الجنوب في جنين والخليل وبيت لحم وأريحا، احتجاجاً على تأخر صرف الرواتب، فقد أشارت المصادر إلى إضراب نحو أضرب نحو 3500 معلم ومعلمة عن العمل ففي محافظة نابلس.

والحقيقة أن الإضراب جاء بعد أن عجز المعلمون عن الوصول إلى أماكن عملهم، بسبب عدم قدرتهم على دفع المواصلات، كما ذكر رئيس اتحاد المعلمين في محافظة نابلس عصام دبابسة لـ "وفا" مشيراً إلى "أن المعلم لم يعد يتحمل، لو لم يكن اليوم إضراباً، فسيتغيب بعض المعلمين عن المدارس بطبيعة الحال، لذلك نريد إضراباً مسيطراً عليه".

وفي ظل هذه الحالة المتردية، يبقى موظف السلطة على السمع، منتظراً أي تصريح بقدوم الفرج، أو إيعاز بالصبر، لكنه للأسف لا يسمع إلا ما يثير حفيظته، فبالأمس قال رئيس الوزراء د. سلام فياض إن الحكومة عاجزة عن الوفاء بالتزاماتها المقدرة بـ 300 مليون دولار شهرياً، ولا تستطيع التكهن بموعد صرف الرواتب عن الشهر الماضي بسبب امتناع إسرائيل عن تحويل العائدات الضريبية وشح المساعدات الخارجية، ودعا المواطنين إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، احتجاجاً على حجز إسرائيل لأموال السلطة، لكن المفارقة إنه ليس ثمة حاجة لمثل هذه الدعوة فالمواطن الفلسطيني وخاصة موظف السلطة، لا يملك الكفاف لشراء حاجاته الأساسية، فلسطينية الصنع كانت أم إسرائيلية.

إن الحاجة الآن ملحة لوضع مسألة الراتب على أولويات الحكومة الفلسطينية، من أجل ضمان حياة كريمة للمواطن المغلوب على أمره والذي لا يملك سوى الإضراب عن العمل، ليس فقط احتجاجاً... بل لأنه لا يملك ثمن المواصلات للوصول إلى مكان عمله، لقد بات من المعيب أن تستمر إسطوانة "الراتب" المشروخة، فقد تحمل موظفو القطاع العام وعائلاتهم ما يكفيهم جراء ذلك، وعلى المسؤولين في القيادة والحكومة الفلسطينية إيجاد حل جذري لهذه المهزلة، وإلا فإن الأمور في مجتمعنا ستسير نحو الهاوية، وستحملنا جميعا ً مواطنين ومسؤولين إلى هناك.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required