مفتاح
2024 . الخميس 12 ، كانون الأول
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

بعد ال400 كيلو من اللحوم الفاسدة التي تم ضبطها في رام الله الأسبوع الماضي، قررت الابتعاد تماما ًعن الأكل في المطاعم أو شراء السندويشات الجاهزة، وإن ظل ساندويش الفلافل خياراً متاحاً حتى إشعار آخر، وبالفعل فقد أشارت الصحف إلى تراجع الإقبال على المطاعم خاصة في رام الله بعد تلك الواقعة.

وقد أخبرني عدد من الأصدقاء عن شكوكهم المتزايدة بشأن اللحوم التي يشترونها ومصدرها، لكن الأكثر إيلاماً أن نصيب الأطفال من جرم المواد الفاسدة كان محفوظاً، فقد ضبطت الضابطة الجمركية مصنعا ضخما لتصنيع سكاكر الأطفال في رام الله، يوم الإثنين الماضي يستخدم 5 أطنان مواد غذائية (خام) فاسدة، وهي منتهية الصلاحية ليس منذ شهر أو شهرين أو حتى 6 أشهر، بحيث تكون أقل ضرراً بل منذ خمس سنوات.

وأكدت الضابطة في بيان لها، أن المواد الخام وهي (جلوكوز، أطعمة مصاص، سميد ذرة) تستخدم في صناعة المصاص، وتصنيع سكاكر الأطفال"العلكة".

لكن السؤال الذي يطرحه المواطن، ماذا بعد ضبط هذه المواد؟؟ وكيف يعاقب الفاعلون أو بالأحرى المجرمون، وهل القوانين رادعة لكل من تسول له نفسه، غش الناس مقابل الربح، صغاراً كانوا أم كباراً!! وقد يتبادر للأذهان أنه لو كانت القوانين والعقوبات التي تفرض على هؤلاء رادعة لما كان وجودهم قد استفحل في بلدنا لهذا الحد، حتى وصل إلى المواد الغذائية الأساسية كاللحوم ومن قبلها الخبز، واليوم سكاكر الأطفال، وهذه التساؤلات والشكوك يجيب عليها مدير جهاز الضابطة الجمركية المقدم غالب ديوان الذي قال لوسائل الإعلام: ""إن مهمة الجهاز تتوقف عند ضبط المواد الفاسدة، ومن ثم تحويلها إلى القضاء"، مشيرا إلى أن القوانين المعمول بها قديمة وغير رادعة".

تجار الموت هؤلاء أعماهم الربح السريع، حتى استهتروا بصحتنا وصحة أولادنا وتجرؤا على المساس بها، فهم في خندق عدونا الإسرائيلي سواء، وكل ذلك في الوقت الذي يُطالب فيه المواطن الفلسطيني بدعم المنتجات الوطنية، فهل يطالب المواطن الفلسطيني بتقديم الوطنية على صحته وصحة أبنائه!!، وأين هي الرقابة التي يستحقها وسط الدعوات المتشدقة بمقاطعة البضائع الإسرائيلية؟.

إن هذا الموضوع لا تقع مسؤوليته على عاتق جهاز الضابطة الجمركية فحسب، بل يشترك معه وزارة الصحة وجمعية حماية المستهلك ووزارة الزراعة ووزارة الاقتصاد الوطني، وغيرها من الجهات المسؤولة وصاخبة الاختصاص، إذ يتعين إجراء فحوصات دورية على المصانع أو المطاعم أو غيرها للكشف عن أي جرم أو تقصير، وهو أمر طالبنا به بعد فضيحة الخبز "المشفر" بمادة برومات البوتاسيوم في العام 2011، وهي مادة تتسبب في سرطانات مختلفة وغيرها من الأمراض الخطيرة.

إن الخوف الحقيقي هو أن تكون الأغذية الفاسدة التي تم ضبطها، ليست سوى نقطة في بئر لا نعرف له قرار، وما تم ضبطه منها هو ما وصل للإعلام فحسب، وغيب عنه معظمها.

وأخيراً نجدد المطالبة بأن هذه الثلة من أصحاب النفوس المريضة، والضمائر الميتة، يجب أن تحاسب على جرائمها بحق أبناء المجتمع الفلسطيني وخاصة الصغار منهم، وعلى المؤسسات القانونية والقضائية إنزال أقصى العقوبات بهم، وتحري الثغرات القانونية التي قد تسمح لهم بالإفلات من الجزاء، ليس فقط لأنهم يستحقون العقوبة، بل حتى يكونوا عبرة لمن يعتبر من التجار الذين لا يحتكمون لا لخُلق ولا لمبدأ ولا لشريعة دينية رادعة، وعلى المسؤولين عدم التهاون معهم أو الإفراج عنهم بكفالات مالية أو ضمانات أو غيرها.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required