مفتاح
2024 . الخميس 12 ، كانون الأول
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
الخطوة التي أقدم عليها أهالي الأسرى المرضى، بحفر قبر جماعي رمزي لأبنائهم أمام مقر المقاطعة في رام الله يوم السبت الماضي السادس من نيسان، كانت بمثابة ناقوس يدق الخطر، ويعلن مرحلة حرجة دخلها الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، ودخلها معهم أهاليهم بالصبر والانتظار، بعد أن تعالت مخاوفهم بأن يلاقي أبناءهم المصير الذي لاقاه الشهيد الأسير ميسرة أبو حمدية الأسبوع الماضي، متأثراً بمرض السرطان.

الخطوة الرمزية جاءت بعد حالة من العجز المتصاعد التي يعيشها أهالي الأسرى تجاه أبنائهم، وتنديداً بسياسة الإهمال الطبي التي تنتهجها إدارة سجون الاحتلال إزاء الأسرى المرضى، وكل الإجراءات اللاإخلاقية التي تمارس بحقهم، وصرخة في وجه الصمت العربي والدولي تجاه ما يعانيه الأسرى في السجون، حيث سلم أهالي الأسرى رسالة لمكتب الرئيس محمود عباس تطالبه بالعمل على الإفراج عن أبنائهم خاصة المرضى منهم، ووضع المشاركون من أهالي وأسرى محررين صور أسرى مرضى في القبر.

ووفقاً لنادي الأسير الفلسطيني فإن هناك 24 أسيراً مصابين بمرض السرطان في أوضاع صحية خطيرة، وفي ظل إهمال صحي يهدد حياتهم إضافة إلى حالات أخرى تعاني من أمراض قاتلة مثل الكلى والقلب.

وقال الأسير المحرر خضر عدنان"إن الخطوة رسالة للقيادة الفلسطينية والفصائل أن عليهم إنقاذ الأسرى كي لا نستقبل أسيرا جديدا متوفيا بعد وفاة أبو حمدية" .

إن السؤال الذي ما زال يراودنا، وأتمنى أنه لا يستثني أحدا ً، هل بالفعل قدمنا كل ما نستطيع تقديمه من أجل إنقاذ حياة الأسرى المرضى، وإنقاذ حياة الأسير سامر العيساوي المضرب عن الطعام منذ 8 أشهر؟؟ أعتقد انه أيا ًكان ما قدمناه، فثمة دائماً فسحة لتقديم المزيد ليرقى لمستوى التضحيات التي يقدمها سامر، على المستويين الرسمي والشعبي، وهذا بالفعل ما طالب به محامي نادي الأسير جواد بولس اليوم صباحاً على الإذاعة، حيث نادى كل أصحاب الضمائر الحية، وكل فرد بالتحرك من أجل إنقاذ حياة سامر العيساوي الذي دخل في مرحلة خطرة للغاية، بعد أن تباطأت دقات قلبه إلى 30 نبضة بالدقيقة، وهذا دليل على تأثر عضلة القلب بشكل بالغ، الأمر الذي قد يصيب الدماغ بضرر شديد، ويتهدده بسكتة دماغية، كما أن مستوى الأملاح انخفض إلى أدنى مستوى.

سامر العيساوي رفض كل العروض الإسرائيلية التي عرضها عليه سجانوه، رفض الإبعاد إلى غزة، وتشبث بالحياة ما استطاع إليها سبيلا، وهذا ما نطق به على سريره في مستشفى سجن الرملة، بعد أن طلب من أمه وعائلته أن يسامحوه على قراره هذا، سامر أختار الحياة، والعالم أختار أن يتفرج، ونحن اخترنا أن نكتب عنه أو نتظاهر لأجله...وبعد أن أصبحت حياته الآن على المحك..ما الذي سنقدمه رسمياً وشعبياً... وهل هو كاف؟

إن أكثر ما يؤلمني، هو ما قرأته اليوم لوزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، الذي عنون مقاله ب "حكومة إسرائيل حولتني إلى وزير جنازات"، مختتماً إياه بطلب أخير "لا اطلب الآن سوى أن لا أشارك في جنازة سامر العيساوي المتوقعة، بل اطلب أن تسمحوا لي أن استقبله حيا حرا، يتحرك على قدمين وليس على عربة المقعدين، تضمنا شمس القدس وشوارعها ، نتبادل الحديث عن السلام والجمال لا عن الخوف، وننجو معا من الموت والعدوان، ونصلي.....".

إن ملف الأسرى لابد أن يحل قبل أي حديث عن مفاوضات أو عملية سلمية أو غيرها، وعلى دول العالم أجمع أن تخرج عن صمتها إزاء ما يعانيه أبناؤنا الأسرى، وعلى المجتمع الدولي أن يؤخذ دورا غير دور المتفرج على هذا الظلم الذي يعيشه الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required