مفتاح
2024 . الجمعة 19 ، نيسان
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

تسعى المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية- مفتاح، وبالشراكة مع الممثلية الإيرلندية والممثلية النرويجية ومركز تطوير المنظمات الأهلية الفلسطينيةNDC ، ومن خلال برنامج تقوية ودعم القيادات الشابة، إلى تمكين الشباب من المشاركة المجتمعية الفاعلة والمثمرة، وإتاحة الفرصة لهم للمساهمة في عملية التغيير والتطوير في فلسطين على المستويين السياسي والاجتماعي.

"مفتاح" ومن خلال البرنامج التقت بالشاب أنصار الرفاعي أحد الفاعلين والمشاركين فيه، والذي حدثنا عن تأثره بما تلقاه من تدريب، وعن انضمامه إلى شبكة الشباب الفلسطيني الفاعل سياسيا ومجتمعيا، وكيف انعكس ذلك على تفكيره وعمله المجتمعي وعلاقته بمحيطه رغم انضمامه منذ فترة قصيرة.

وتضم الشبكة مشاركين من معظم الفصائل الفلسطينية، ومن عدد من الجامعات والكليات الفلسطينية المتمثلة بـ (جامعة النجاح الوطنية، جامعة بيت لحم، الجامعة الأهلية، جامعة الخليل، الجامعة العربية الأمريكية، جامعة القدس، جامعة القدس المفتوحة، كلية العروب التقنية، الكلية العصرية)، وقد أجرت “مفتاح” مع الرفاعي اللقاء التالي.

س1/ مفتاح: بداية عرفنا على نفسك وكيف بدأت مع "مفتاح"؟

أنصار خليل الرفاعي من مواليد 1992، ومن سكان محافظة رام الله والبيرة، وطالب في القدس المفتوحة سنة ثانية إدارة أعمال، وأنا ناشط طلابي، ولا أنتمي لأي فصيل سياسي، باستثناء دعمي لبعض الأفكار في إطار العمل السياسي الطلابي فحسب. وقد تعرفت على "مفتاح" قبل أربعة أشهر، وتلقيت في البداية تدريباً لمدة 10 أيام، ارتكز على منهجية "قومي"، منهجية التحويل المجتمعي في حالات الصراع والتخطيط الاستراتيجي بالمشاركة، ومن ثم أصبحت جزءاً من الشبكة.

س2/ مفتاح: هل أحدثت مشاركتك مع "مفتاح" أي تغير في شخصيتك؟

بلا شك، لقد كان لمشاركتي في تدريبات ولقاءات "مفتاح"، تغيرات إيجابية على شخصيتي ووعي وفكري، فأصبحت أنظر إلى الأمور بعيدا ًعن السطحية، وعن رؤية رأس الجبل الجليدي فحسب، بل البحث في العمق، والبحث عن الأسباب والدوافع وراء أي سلوك أو فكرة، وقد طبقت المنهجية على مستويات عدة، الاجتماعي والفكري ولم أقصرها على السياسي فحسب، فأصبحت أكثر قبولا ًللآخر وتفهماً لاحتياجاته وأكثر تعاطفاً مع الآخرين وتفكراً في ظروفهم ودواعي تصرفاتهم، وهذا انعكس على مختلف مناحي حياتي واهتماماتي الثقافية والفكرية وكذلك السياسية، بالاستناد إلى النقد والتحليل. كما أصبحت مقرباً من أصدقائي ولدي المقدرة على التعامل معهم بشكل أفضل، فأصبحت قادراً على حل المشكلات بينهم.

وقد ساعد في ذلك أن المشاركين في تدريبات البرنامج وكذلك أعضاء الشبكة كانوا من خلفيات وثقافات وفصائل مختلفة، لكنهم في الوقت ذاته لم يكونوا متعصبين لآرائهم ولا مجرد شباب معبئ فصائلياً، وحاولنا بالتالي العمل على تقريب وجهات النظر.

س3/ مفتاح: هل هناك تشجيع من الأهل على نشاطاتك المجتمعية؟

بالتأكيد، والدي كان ناشطاً نقابياً ويتواصل مع الشباب باستمرار، وكذلك فإن والدتي مديرة مدرسة، ووجود عائلة واعية ومتعلمة حولي أسهم بتشجعي بشكل كبير، وحثي المتواصل على العمل المجتمعي.

س4/ مفتاح: ما نشهده من أمراض مجتمعية كالتعصب للرأي وعدم قبول الآخر، بل وإقصاءه وتهميشه بين الجيل الشباب، هل هو برأيك موروث اجتماعي، أم أنها ظواهر تولدت وتفاقمت نتيجة لمجموعة من الظروف الراهنة؟

بالفعل هو مرض بدأ يتفشى في المجتمع، وللأسف فقد خلقت الفصائل في الفترة الأخيرة أنصاف وطنيين، وأنصاف مثقفين في محاولة للدفاع عن الفصيل، وبناء جدران مع الفصائل الأخرى بدلا من الجسور، وأصبح الشباب بالتالي شبه معدوم الرؤية والفكر، ومجرد تابع ومنقاد لقادة الفصائل بدون وعي، والمؤسف أن الكثير من القادة مستفيدين من هذا الوضع، بما يتيح تمرير أجنداتهم الشخصية وغيرها، واستغلال الطاقات الشبابية، دون تحمل أي مسؤولية اجتماعية تجاه هؤلاء الشباب، لكن الحقيقة أنني وجدت عكس ذلك في الشبكة ووجدت ما كنت أبحث عنه من إعطاء الشباب الفرصة للعمل والتفكر والتواصل سياسياً واجتماعياً.

س5/مفتاح: برأيك هل القيادات تستغل الشباب للحفاظ على كرسيها وتسخرهم كأداة لتحقيق أهداف الفصيل، أم أن الشباب هو من يتحمل مسؤولية تقاعسه عن العمل لانتزاع فرصته من القادة؟

الحقيقية أن حب السلطة والنفوذ هو طبيعة إنسانية، لكن في النهاية هناك محاولات لطمس العقول من قبل بعض المسؤولين وتحت مسميات مختلفة، حتى يحافظوا على كراسيهم، ويتصدر الشباب للعمل القاعدي، في المقابل فإن الشباب لن يحتاج للتمرد إذا ما تمت تلبيه احتياجاته المجتمعية، من تعليم وتوظيف وخدمات وتوعية فكرية وثقافية، لكن ما يحدث العكس، فالقادة متمسكين بمناصبهم دون توفير الحد الأدنى من متطلبات الشباب الأساسية، لكن في ذات الوقت فإن الشباب ملام على قبوله بأن يتحول إلى مجرد أداة للفصيل، ويُسير للعمل دون أن يكون له هدف حقيقي ووطني.

س6/ مفتاح: ما الدور الذي يمكن أن تلعبه شبكة الشباب الفاعل سياسياً ومجتمعياً من أجل إحداث التغيير؟

الشبكة موجودة حاليا في معظم الجامعات وبين مختلف شباب الفصائل، وهي تبنت منهجية قومي لتحويل الصراع وبالتالي يفترض أن تنتج فكر شبابي يلتقي على هدف واحد وهو العمل من أجل فلسطين أولاً، والبدء الجاد والفعلي بالتغير على أرض الواقع، بمعنى أن تصبح الشبكة هي نقطة الانطلاق.

س7/ مفتاح: من خلال ما نراه في ساحات الدول العربية، فإن الشباب تمرد على الأنظمة، لكنه لم يستطع أن يقدم البديل، فهل كان يفتقر إلى الوعي والتحضير النفسي حتى يقود ما بدءه؟

بالنسبة للشباب الفلسطيني بشكل عام فهو غير متمكن، ويتحمل مسؤولية ذلك أكثر من جهة بدءاً بالنظام التعليمي، إضافة إلى الفكر الشبابي المشبع بالنظريات الغربية واستنساخ تقاليد الحياة هناك، حيث يقتصر تأثر الشباب على المظاهر دون غيرها، وهذه العوامل ساهمت في ذلك، مثلاً هناك شباب متحامل أو مصفق لجهة معينة، فقط من أجل أن يجني أكبر عدد من المعجبين على الفيس بوك، فسلوكيات كهذه تعكس الفكر السطحي لدى الشباب.

س8/ مفتاح: برأيك من يتحمل مسؤولية كون الشباب سطحياً وليس لديه وعي سياسي ولا يتحمل مسؤولية اجتماعية؟

المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على النظام التعليمي في فلسطين، وكذلك على العديد من المؤسسات الشبابية والتي تصنف نفسها على أنها مسؤولة عن تنمية الشباب، إضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني، وأيضا هناك فئة من المسؤولين أنفسهم كبعض رؤساء البلديات والقرى الذين ما زالت عقلياتهم رجعية فهم يحاربون أي أنشطة شبابية، وهذا كله يعزز حالة الكبت لدى الشباب والقابلة للانفجار في أي لحظة.

س9/ مفتاح: كيف ترى دور مؤسسة "مفتاح" فيما يخص تنمية الشباب؟

ما يعجبني في مؤسسة "مفتاح" هو الاستمرارية مع المتدربين، فهي لا تمنحنا تدريباً وحسب بل تحرص دائماً على مواصلة أنشطتها معنا، إضافة إلى الوعي الحقيقي الذي تمدنا به، وقد أثبتت مفتاح أنها متميزة، فقد استمعت في البداية إلى مشاكلنا، ودأبت على البحث فيها، فالشبكة كانت العام الماضي تضم 30 فرداً واليوم تضم ما يقارب الـ 70، وهم جميعهم من الشباب الفاعل وليس مجرد عدد فحسب وهذا يزيد من قدرتهم على التأثير في المجتمع.

في الختام أود أن أشكر مفتاح، فمنذ مشاركتي معها وأنا أشعر بتغيير إيجابي، ومن الرائع أن أتواجد في هذه الشبكة في ظل مؤسسة متمكنة.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required