مفتاح
2024 . الجمعة 26 ، نيسان
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

رام الله - أتاحت لقاءات تعريفية نظمتها المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح" في عدد من محافظات الضفة الغربية مؤخرا، ما بين المؤسسات أعضاء الائتلافات القاعدية لتفعيل القرار الأممي 1325 والمؤسسات المتضامنة مع الشعب الفلسطيني والناشطة في فلسطين، حراكا كبيرا بين هذه الائتلافات القاعدية، ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، والعديد من المؤسسات الدولية المتضامنة من عديد الدول، أمكن من خلاله نقل صورة عن واقع وطبيعة الانتهاكات التي تقترفها سلطات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والمسؤولية الملقاة على الهيئات والمؤسسات الدولية التي تعنى برصد هذه الانتهاكات وتوثيقها. .

آليات تنسيق بين الائتلافات القاعدية والمؤسسات الدولية

وكانت "مفتاح" ومن خلال التعاون والتنسيق مع حامد القواسمي، مدير مكتب المفوض السامي في الجنوب ( بيت لحم والخليل)، قد قامت بعملية مسح لجميع المؤسسات الدولية المتضامنة والمتواجدة على الأرض والتي تتمحور أجندتها على توفير الحماية بالإضافة إلى نشاطها في مجال توثيق انتهاكات حقوق الإنسان من الاحتلال الإسرائيلي، للوصول إلى آليات واضحة للتنسيق ما بين الائتلافات القاعدية والمؤسسات الدولية، بهدف تسليط الضوء على وضع النساء والفتيات الفلسطينيات في مناطق الأغوار والمناطق القريبة من الجدار بالإضافة إلى النساء اللاجئات والنساء اللاتي تعاني من هجمات المستوطنين.

فيما أكدت المؤسسات المتضامنة على أهمية هذه اللقاءات، وارتأت ضرورة وجود جسم قادر على التواصل معها لمساعدتها في المساهمة في توفير الحماية، بالإضافة إلى دورها في حشد الرأي العام للمناصرة والتأييد لحقوق الشعب الفلسطيني.

عمل الائتلافات القاعدية

وخلال هذه اللقاءات التعريفية، تمكنت المنسقات الميدانيات في "مفتاح" في المحافظات المختلفة ( جنين ، نابلس ، بيت لحم، الخليل، طولكرم وأريحا والأغوار) بتعريف الائتلافات القاعدية ومبادراتها في تفعيل القرار الاممي 1325 ، وبدورها قامت المؤسسات أعضاء الائتلافات بتسليط الضوء على الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي .

لقاء العوجا

ففي اللقاء الأخير الذي عقد في مقر بلدية العوجا، حضر 62 شخصا من كلا الجنسين يمثلون كافة مؤسسات ائتلاف أريحا والأغوار للقرار الاممي 1325 من جمعيات تعاونية وخيرية وأندية شبابية، بحضور رؤساء المجالس المحلية ، وعضوات المجالس المحلية ، وحامد القواسمي وعدد من المتضامنين الدوليين والمؤسسات الحكومية والنقابات والهلال الأحمر الفلسطيني.

القواسمي: خصوصية منطقة الأغوار

كان حامد القواسمي، مدير مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الخليل، الذي حضر برفقة وفد تضامني دولي يمثل مجلس الكنائس العالمي، أكد في مداخلة له على خصوصية منطقة الأغوار، مشيرا إلى أن المؤسسات الدولية تفتقر إلى المعلومات الكافية عن هذه المناطق، حيث لا يوجد توثيق فلسطيني يعتمد عليه، ويمكن الاستناد إليه، لكل ما يجري فيها من انتهاكات، في حين أن التوثيق الوحيد، كان من قبل مركز "بيتسيلم" الإسرائيلي لحقوق الإنسان، وبالتالي شدد على أهمية توثيق المؤسسات المحلية لجميع الانتهاكات، وكذلك احتياجات المواطنين الأساسية.

وفي تعليقه على اللقاء مع ممثلي المؤسسات الفلسطينية في الأغوار، قال القواسمي" هذا هو اللقاء الرابع الذي ننظمه بالشراكة مع "مفتاح"، بهدف تفعيل القرار 1325، حيث كانت لنا ثلاثة لقاءات أخرى في مناطق بيت لحم، وطولكرم، والخليل، وقمنا خلال ذلك بتوثيق الانتهاكات وتعريف المؤسسات الأجنبية المتضامنة، خاصة مجلس الكنائس العالمي، بأوضاع المواطنين الفلسطينيين في هذه المحافظات على وجه التحديد، وذلك لأهمية أن نسمع صوتنا في الخارج، ولولا أن كنا قمنا بذلك من قبل لما اعترفت دولة السويد والبرلمان الأوروبي بحق شعبنا في دولة خاصة به. وبالتالي سنعتمد في عملنا مستقبلا كمكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان على آلية واضحة تستند إلى ما يتمخض عن هذه اللقاءات، وما يتم توثيقه من انتهاكات، ليتم متابعتها ورفعها إلى الجهات ذات الاختصاص، وبالتحديد منها الشكاوى الفردية للمواطنين".

مداخلات الحضور

وكانت ميسرة اللقاء نجاة ارميلية منسقة مؤسسة "مفتاح"، استعرضت عمل الائتلاف منذ تأسيسه، وعرضت عناوين لكافة الأنشطة منذ تأسيس الائتلاف، لتبدأ بعد ذلك مداخلات الحضور، وهي في الغالب شكاوى من واقع مرير يعيشه مواطنو الأغوار، ومن أبرزها، اقتحام القوات الإسرائيلية على نحو مستمر منازل المواطنين يوميا في منتصف الليل بهدف ترحيلهم من قراهم، والسيطرة على أراضيهم، وعلى مصادر المياه فيها، إضافة إلى اعتداءات المستوطنين المتكررة، وتدمير البنية التحتية للمزارع الفلسطيني، ثم ضعف شبكة الماء والكهرباء في الأغوار كافة، وسياسة هدم البيوت وإخطارات الهدم المتكررة بحجة البناء غير المرخص ولوقوعها في مناطق "ج"، وعدم تفعيل العيادات الصحية في الأغوار، في حين أن جزءا من القرى تفتقر لوجود عيادات صحية، وعدم وجود مخططات هيكلية للقرى في الأغوار.

عمالة النساء في المستوطنات

وتطرقت مداخلات الحضور إلى عمالة النساء في المستوطنات الإسرائيلية، وما ينتج عنها من انتهاكات متعددة نفسية ،وعدم وجود مشاريع لتحسين الوضع لديهن، بما في ذلك عدم وجود مشاريع وبرامج إغاثة دولية، مثل برنامج الغذاء العالمي، وبرامج منظمة الصحة العالمية في أريحا والأغوار.في حين يمنع الاحتلال حفر آبار بعمق يزيد عن ثمانية أمطار، بالإضافة إلى ظاهرة البعوض والأفاعي والذباب المنتشرة بكثافة في مناطق الأغوار والجفتلك على وجه التحديد.

وأكد المتحدثون حاجة منطقتهم إلى وجود سيارة إسعاف، علما بأنهم يضطرون بسبب عدم وجود عيادة دائمة أو سيارة إسعاف إلى الاتصال بإسعاف الاحتلال، كما يحدث في الجفتلك وقرية فصايل، ومناطق الأغوار، حيث ينقل المرضى بطائرة إسرائيلية تسلمه بدوره إلى الإسعاف الفلسطيني مقابل رسوم تجبى من السلطة الفلسطينية قدرها المشاركون ب 80 ألف شيكل لكل حالة مرضية يتم نقلها بالطائرة، واقترح المتحدثون تطوير العيادات القائمة في تلك المناطق .

الترحيب بالتواجد الدولي في الأغوار

وأكد المتحدثون، ترحيبهم بفكرة التواجد الدولي في الأغوار وعلى الحواجز العسكرية، ليشاهدوا بأم أعينهم معاناة المواطنين على الحواجز والانتهاكات التي يتعرضون لها يوميا، ووجهوا دعوات للمتضامنين لاستضافتهم في بيوتهم ليشاهدوا المعاناة اليومية التي يواجهونها من ممارسات الاحتلال وافتقار مناطقهم للبنى التحتية الملائمة.

اهتمام دولي

مداخلات المؤسسات المحلية التي شاركت في اللقاء التعارفي، حظيت باهتمام مدير مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، في منطقة الجنوب حامد القواسمي، ووفد مجلس الكنائس العالمي، الذي استوقفته المعلومات حول تحديد مساحات المخطط الهيكلي للأغوار واعتبرها كثيرون أولوية، إضافة إلى تدريبات الجيش الإسرائيلي التي تستهدف الضغط على المواطنين لإرغامهم على ترك أراضيهم، وعدم وجود مرافق صحية، وضرورة تفعيل دور وسائل الإعلام حيال ما تعانيه مناطق الأغوار، وحاجة النساء فيها إلى تسويق منتجاتهن، إضافة إلى ظاهرة تسرب الأطفال من المدارس.

مناطق مهمشة

المواطن محمد علي فقها، نائب رئيس مجلس كردلة، أكد الرغبة في المشاركة بمثل هذه اللقاءات باعتبار الأغوار مناطق مهمشة. وقال" نأمل أن نوصل صوتنا إلى العالم كله من خلال هذه اللقاءات، حتى يفهم ما يجري لنا، وبالتالي يساهم في حل مشكلاتنا.

أحمد جودة: غياب الخدمات حول الأغوار ل "سلة مهملات"

مواطن آخر هو أحمد أبو جودة، عضو مجلس الجفتلك، ورئيس لجنة مجتمعية في البلدة، قال أن رسالة من شاركوا في اللقاء يجب أن تصل إلى الوزراء والمسؤولين حتى يروا ما نعانيه، ويطبقوا بالأفعال لا الأقوال مقولتهم عن مقاطعة المستوطنات. وحذر أبو جودة من أن الأغوار وبسبب ما تعانيه من إهمال وتهميش وتجاهل باتت "سلة مهملات كبيرة"، نظرا لعدم وجود الخدمات العامة الأساسية ، متسائلا" لماذا لا يقيمون لنا مصنعا هنا لتشتغل فيه نساءنا بدلا من أن تعمل في المستوطنات".

لقاءات في محافظات أخرى

كان سبق اللقاء الأخير في منطقة الأغوار لقاءات أخرى في محافظة جنين وطولكرم، وقد اختيرت هذه المحافظات بسبب وجود مناطق تماس مع الإسرائيليين، ووجود كثير من الانتهاكات وأعمال العنف الممارسة اتجاه هذه المناطق، وخاصة بحق النساء، وفق ما أكدته فرحة أبو الهيجا، منسقة "مفتاح" في جنين.

ففي محافظة جنين، وطولكرم، شارك 35، مواطنا ومواطنة من الفئات العمرية من سن 18 عاما، ولغاية 65 عاما، وتركزت النقاشات في هذه المحافظات، على ثلاثة محاور أساسية، وهي: أهمية دور المؤسسات الدولية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني، وأثر ذلك على عملية توثيق الانتهاكات الإسرائيلية في تلك المحافظات، والحاجة إلى تدريب الكوادر على عملية رصد وتوثيق الانتهاكات وأهمية وجود مكتب في شمال الضفة على غرار مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الجنوب.

واستطاع المشاركون في لقاءاتهم تلك، التعرف على دور مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، والتعرف على أعضاء الائتلاف في محافظات جنين، طولكرم ، ونابلس والاطلاع على تجربة نابلس في هذا المجال، والانتهاكات التي تتعرض لها محافظة طولكرم، وأهمية العلاقة مع المؤسسات الدولية والمتضامنين الأجانب، فيما تمكن المشاركون في اللقاءات من نقل توصيتهم بضرورة وجود مكتب للمفوض السامي لحقوق الإنسان في الجنوب، والتعرف على الانتهاكات التي تتعرض لها منطقة طولكرم. فيما حقق اللقاء هدفه، نظرا لوجود مؤسسات تعمل في مجال رصد وتوثيق الانتهاكات، ووجود أعضاء الائتلاف في مناطق مختلفة، وعكسوا تجارب مختلفة، بينما تمكن المتضامنون الأجانب من الاستماع والتعرف على المناطق التي تتعرض لانتهاكات، ووجود رغبة لدى المشاركين بضرورة تفعيل عملية التوثيق ورصد الانتهاكات لما لذلك من تأثير في خلق دعم دولي.

في حين برزت توصيتان على غاية من الأهمية تتعلقان بضرورة تسليط الضوء إعلاميا عليهما، وهما: توعية المجتمع بأهمية ودور مؤسسات الائتلاف، وضرورة تسليط الضوء على انتهاكات إسرائيل في مناطقهم.

خربة أم الخير: اعتداءات مستوطنين وجنود

وكان 19 مشاركا ومشاركة من مؤسسات الائتلاف ومجموعة شبابية تطلق على نفسها "فلسطين اكبر من الجميع"، بالإضافة إلى المؤسسات الأجنبية المتضامنة من فنلندا وألمانيا واسكتلندا وكندا والنرويج، وهي: اوبريشن دوف ، مجلس الكنائسي العالمي، والسلام المسيحي وأوتشا , والأونروا , ومكتب المفوض السامي، زاروا خربة "أم الخير" بالتنسيق والاتفاق مع حامد القواسمي ممثلا عن مكتب المفوض السامي، والتقوا برئيس الخربة ابو حمزة الهذالين، بالإضافة إلى عدد من الأهالي ، من بينهم الشيخ سليمان الهذالين الذي كان له مداخلات عن واقعهم الصعب ومعاناتهم الكبيرة من اعتداءات المستوطنين وهدم البيوت والخيام والاعتداءات على أغنامهم ومحاصيلهم ومعاناتهم اليومية.

وفي هذا السياق، قالت ميسون القواسمي، منسقة "مفتاح" في محافظة الخليل، أنه تم خلال اللقاء التعارفي بين أهالي الخربة والمشاركين في الزيارة على الية عمل كل مؤسسة بالائتلاف، وأهمية توثيق الانتهاكات والاعتداءات، كما تم تعريف كل مؤسسه أجنبية على أهمية عملهم وتضامنهم مع الشعب الفلسطيني.

ولوحظ خلال اللقاء بأن آلية عمل المؤسسات الأجنبية تتلخص، في حماية الأطفال والنساء أثناء التنقل لعدم تعرض المستوطنين وجيش الاحتلال لهم، أو في كتابة التقارير وإرسالها للجهات المعنية لبلدانهم مما يحرج إسرائيل عن طريق ما تتعرض له من مساءلة، في حين أن زيارات تلك الوفود الأجنبية إلى ارض الواقع، ورفعها تقارير إلى حكوماتها، يوصل على نحو أفضل معاناة المواطنين في المنطقة. في حين يشارك مكتب المفوض السامي في رفع الشكاوي الفردية، في وقت وسعت وكالة الغوث من نطاق خدماتها في مناطق "ج".

وركز ت جميع المشاركات على أن حراكات الائتلافات اليوم تبعث برسالة هامة وأساسية، وهي إنهاء الاحتلال بالدرجة الأولى، كما تم التطرق إلى كيفية توثيق الانتهاكات، ورفعها إلى مكتب المفوض السامي، باعتباره الجهة التي توثق الانتهاكات.

الجدير بالذكر، أن هذه اللقاءات التعريفية نظمتها المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح"، ضمن مشروع مأسسة القرار الاممي 1325 لتحقيق الأمن والسلم للمرأة الفلسطينية، بدعم من OXFAM .

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required