مفتاح
2024 . الخميس 28 ، آذار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

  • عملنا في إطار موازنة الطوارئ التقشفية الناتجة عن قرصنة الاحتلال لأموال الشعب الفلسطيني
  • المرأة المقدسية في صلب خطة عنقود العاصمة التنموي، إلى جانب قطاع الشباب
  • في آخر اعتقال لي وجهت إلي تهمة قيادة محاربة كورونا في القدس
  • سياسياّ، نحن أمام حالة من العربدة الإسرائيلية الأميركية التي تحاول الانتقاص من حقوقنا
  • المقدسيون لا يشترون ولا يباعون بحفنة من الطعام أو النقود، وأسلوب العصا والجزرة يعوه جيدا
  • دور مؤسسات المجتمع المدني هام جدا، ولا يفترض أن تغيّر لونها ورسالتها ووجودها في المجتمع

    فيما يلي نص الحوار ضمن زاوية "في ضيافة مفتاح"، مع السيد فادي الهدمي وزير شؤون القدس، والذي استعرض من خلاله مجمل التطورات في المدينة المقدسة وآلية عمل الوزارة هناك، رغم المعوقات والتحديات الكثيرة التي جوبهت بها وزارته من قبل الاحتلال، سواء بالاعتقال، وملاحقة المبادرين الشباب، ومحاولة قيام مؤسسات الاحتلال بدور بديل عن الدور الي تقوم به المؤسسات الرسمية والشعبية في المدينة المقدسة:

    *** كيف تعاملتم في وزارة شؤون القدس مع المستجدات الطارئة عن جائحة كورونا ؟ وما الآلية التي تعاملتم بها مع احتياجات المواطنين المقدسيين؟

    - وزارة القدس هي جزء من المنظومة الحكومية، وجزء من حالة الطوارئ التي أعلنت في فلسطين لمواجهة هذه الجائحة الخطيرة. ووزراتنا تعمل ضمن برنامج الطوارئ الذي يترأسه سيادة الرئيس ودولة رئيس الوزراء، ومنذ اللحظات الأولى كان لدينا تعليمات بأن نتعاطى مع هذه الأزمة ببعديها الصحي والاجتماعي ضمن الأجندة الحكومية، وعملنا هو عمل وثيق ومرتبط بعمل الحكومة فيما يخص عملية التعامل مع الحالة الطارئة ببعديها آنفي الذكر. وعندما أتحدث عن البعد الصحي فإنني أتحدث عن مستشفيات القدس، حيث نعلم بأن هناك محدودية لوزارة الصحة في التعامل مع المواطنين الفلسطينيين في القدس، ونعلم عندما أرسل الأطباء لإجراء الفحوصات وبعد تقاعس الاحتلال في سلوان تم إغلاق ومنع كل التدخلات التي كانت تقوم بها وزارة الصحة الفلسطينية. أما البعد الاجتماعي، فلا يخفى للقاصي والداني، حيث أثرت هذه الحالة على البعد الاقتصادي، وفي سياق هذه الأبعاد عملت وزارة القدس رغم كل التحديات التي واجهتها من قبل الاحتلال.

    *** هل لبّت الموازنة الموضة للقدس جميع الأبعاد باحتياجاتها المختلفة؟ أمم أنها كانت دون ذلك؟

    - نحن عملنا كوزارة شؤون القدس في إطار موازنة الطوارئ التقشفية التي نتجت عن قرصنة الاحتلال لأموال الشعب الفلسطيني، ومع ذلك كان هنالك تأكيد واضح من دولة رئيس الوزراء بأن القدس هي أولوية الأولويات. وعندما نتحدث عن بعدين اجتماعي وصحي، فالقدس تكون حاضرة وبقوة. نعم هناك موازنة للقدس، ولكنها موازنة طواريء تطويرية، وموازنة تشغيلية، وهناك موازنة ليست بالعلنية فيما يتعلق بتدخل السلطة في القدس وكل المنظومة الرسمية التي تعمل في المدينة المقدسة تنضوي تحت موازنة شؤون القدس. رغم أن هنالك وضع مالي عصيب تمر به فلسطين ويمر به المال العام والخزينة العامة. نحن نعلم مدى الاقتطاعات الإسرائيلية ومدى المشكلة المالية التي نعاني منها، ولكن تبقى القدس حاضرة، وبقوة في هذا المجال.

    *** هل رصدت وزارتكم برامج خاصة للمرأة المقدسية..؟ وهل كانت حاضرة ضمن ما هو متاح من موازنة؟

    - المرأة الفلسطينية هي جزء أصيل من مكونات شعبنا ومن اهتمامات وزارة القدس. وأنا في يوم المرأة كنت أقول وأعني ما أقوله، بأن المرأة الفلسطينية هي كل المجتمع. كيف لا وهي أم الشهيد، وأم الأسير، ناهيك عن أننا نتحدث عن المرأة في القدس، ودور المرأة الفلسطينية المقدسية عبر التاريخ وفي كثير من الشواهد وهي ضاربة في العمق منذ زمن طويل، نحن نستذكر هنا هند الحسيني، وزليخة الشهابي والقائمة تطول. وفي هذا السياق قمنا بتطوير خطة عنقود العاصمة التنموي، وكنا نركز فيه على مكونين أساسيين وبشكل متقاطع مع كل القطاعات: المرأة والشباب.

    *** كيف واجهتم الاحتلال وتعاطيه معكم وأنتم تواجهون جائحة كورونا..؟

    - الاحتلال، وبعد نقل السفارة الأميركية وإعلان صفقة القرن أخذ ذخيرة مضاعفة لمحاربة كل ما هو فلسطيني، وبالتالي ما نعانيه في القدس هي حرب ممنهجة على كل ما هو فلسطيني عامل في المدينة المقدسة، سواء كان رسمياّ أو مؤسساتياّ، أو شعبياّ. فالكل محارب لأنه يعبر عن معركة السيادة على الهوية العربية الإسلامية والمسيحية في القدس. وهناك تضييقات جمّة، والاحتلال لا يريدنا في ظل أزمة كورونا أن نكون قريبين من خدمة مواطنينا في القدس، وفي ظل تقاعس الاحتلال والذي تقاعس بشكل عنصري وفاضح، أهمل مسؤولياته ولم يتعامل مع القدس الشرقية بأي مقوّم من مقومات الوقاية من الفايروس ، وتأخر في إجراء الفحوصات، وزاد تعنتاّ بأن كان لا يريد لنا نحن الفلسطينيين بجميع مستوياتنا أن نكون إلى جانب شعبنا في القدس، وهذا مخالف لكل الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية كشعب أعزل يرزح تحت الاحتلال وفق القانون الدولي. الاحتلال لا يقدم ، ولا يريد لنا أن نقدم. هذه كانت المعضلة في حماية شعبنا، ولكن كل هذه السياسات لم تثننا ولن تثنينا قيد أنملة على المضيّ قدماّ في خدمة شعبنا في أحلك الظروف.

    *** تعرضتم أكثر من مرى للاعتقال، وحدث ذلك أيضاّ مع محافظ القدس، والأمين العام للمؤتمر الشعبي الوطني للقدس بلال النتشة. على أي أساس استند الاحتلال في ملاحقاته هذه؟

    - هناك بعد سياسي لاعتقالات الاحتلال لمسؤولين فلسطينيين في القدس مغلّفة بغلاف قانوني زائف وواهم. هم يدعون أن هناك ما يسمونه بقانون التطبيق الذي يحارب الوجود الفلسطيني في القدس، ولكن كان هذا هو الغطاء لكل اعتقال. فأنا اعتقلت أربع مرات في غضون عام، كذلك الحال بالنسبة لمحافظ القدس، وأمين عام المؤتمر الشعبي للقدس، وكل من يعمل بشكل رسمي أو مؤسساتي أو شعبي يتم ملاحقته واعتقاله، وفي آخر اعتقال لي وجهت إلي تهمة قيادة محاربة كورونا في القدس، وحججهم دائماّ واهية، ولكن الموضوع برمته هو استهداف هويتنا ووجودنا كجزء أصيل من النسيج الشعبي في القدس. هذه القدس هي مدينتنا ، والمقدسيون هم أهلنا، ولا يوجد أي قانون على وجه الأرض يمنع المقدسي والانسان بصفة عامة من أن يكون بجانب أهله وبجانب شعبه في هذه الظروف، خاصة في ظل جائحة كورونا.

    *** ماذا عن علاقتكم كوزارة بمؤسسات المجتمع المدني في القدس، وهل تجاوزتم معاّ معوقات الاحتلال من خلال هذه العلاقة؟

    - التكاملية في العمل هو أساس هذه المرحلة، وأضرب مثلا هنا ما تم من تعاون في مواجهة جائحة كورونا. في هذه الجائحة كان هناك انسجاماّ منقطع النظير بين المؤسسات وبين المتطوعين، وبين الشباب والجهاز الرسمي، وكان هناك تناغم في خدمة المقدسيين وهو العنوان الوحيد الذي التقى عليه الجميع. وتحت هذا العنوان كلنا يجب أن نكون كأطر رسمية ومؤسساتية وشعبية. وعندما أتحدث عن الإطار الرسمي، فأنا أتحدث عن كل اللاعبين ضمن هذا الإطار، وهذا الانسجام وهذا التناغم برهن عليه المقدسيون جميعاّ وكان حاضراّ بقوة.

    القدس صدقاّ بحاجة إلى هذا الترابط المؤسساتي، وهناك عمل مشترك، وهناك خطوط واضحة المعالم في كل ما يتعلق بعمل المؤسسة الرسمية سواء كانت وزارة أو محافظة في كل ما يخص أيقاع العمل الرسمي الفلسطيني في القدس.

    *** هل لدى وزارة القدس معطيات إحصائية عن الواقع المقدسي بقطاعات المختلفة، وفي كل ما يتعلق بالبطالة والفقر وانتهاكات الاحتلال بحق المقدسيين؟

    - عندما نتحدث عن أن في الوزارة خطة عنقود العاصمة الاستراتيجي، فكل هذه المعطيات هي من البديهيات أن تكون لدينا وعلى أساسها يصاغ التخطيط. لا يمكن أن نتحدث عن قطاع إسكان دون أن نعرف مدى الاحتياج في هذا القطاع، ودون أن يكون لدينا معطيات عنه، والحال كذلك بالنسبة لجميع القطاعات. هذا هو النهج والمعلوماتية المطلوبة لنجاح أي توجه استراتيجي. ووزارة شؤون القدس وضمن توجيهات الحكومة تعمل في هذا السياق من التخطيط. نحن أمام حالة تنموية على مستوى الحكومة الفلسطينية. صحيح أنها تأثرت بجائحة كورونا، ونعمل في الوقت الحالي بمعطيات فرضتها هذه الجائحة بأبعادها الطارئة والاغاثية والصحية والإنسانية، لكننا لا نغفل عما يجري في البعد التنموي، وفي البعد المبادر، وفيما يحاك أيضاّ بالقدس من مؤامرات ومن حركة استيطانية مكثفة، تفرض علينا وقائع يجب أن نتعامل معها ببعدها الاستراتيجي والآني على الأرض، وأيضاّ ببعدها الدولي حيث للقدس حضور دولي، وفي آخر لقاءاتنا مع المجتمع الدولي وبمبادرة منه وضعنا دول العالم المختلفة ونضعهم بشكل دائم وموثّق بكل ما يجري في القدس من انتهاكات.

    *** في الجانب السياسي. كيف تعاملتم وتتعامل وزارة شؤون القدس من المواقف الأميركية الأخيرة حيال القدس، والتي كان آخرها تصريحات السفير الأميركي في تل أبيب بشأن ضم أراض فلسطينية لدولة الاحتلال؟

    - نحن أمام حالة من العربدة الإسرائيلية الأميركية. ما يجري هو أن أميركا تمضي وإسرائيل تتبع، وهذا مخالف لما كان عليه الحال في السابق، إسرائيل وأميركا في خانة والعالم في خانة أخرى. وبالطبع فإن بعض الدول لا يوجد لها موقف علني من هذا الموقف الأميركي، ولكن بالمجمل عندما نتحدث عن دول الاتحاد الأوروبي ودول كثيرة في العالم فهي تخالف الموقف الأميركي إزاء كل ما يجري في القدس وما يجري في الشأن الفلسطيني من حيث ضم مناطق الأغوار. هناك خطورة محدقة لا يجب أن نقلل منها خلال المرحلة القادمة، وهي مرحلة بالغة الخطورة والتعقيد، ونحن نحارب ونجابه وسوف نجابه في الأيام والأسابيع القادمة هذه التطورات جميعها، ولذا طالبنا المجتمع الدولي بتوفير الحماية اللازمة لشعبنا لنقوم في خدمة المقدسيين. القدس محتلة. ولا يمكن أن يتغير هذا الواقع، وينطبق عليها كل القرارات الأممية وقرارات الشرعية الدولية بما يخصّ الشعب المحتل. وما تقوم به إسرائيل وأميركا لا يخدم إلا قانون الغاب الذي لا ينسجم بالمطلق مع أي عرف أو قانون دولي أو قرارات تنص على أن هذه أراض محتلة، وأن على الاحتلال توفير كل الحماية للشعوب التي يضطهدها.

    *** على ضوء الواقع السياسي الحالي وما يحمله المستقبل من تطورات. هل أنت قلق على مستقبل السلطة الفلسطينية، بما يفضي إلى انهيارها؟

    - السلطة ليست بعيدة من المكوّن الشعبي الفلسطيني، وبالتالي أنا لست قلقاّ على الشعب الفلسطيني وسلطته، فهي جزء من هذا الشعب، وكل الطواقم التي تعمل فيها هي جزء من هذا المكوّن الشعبي الفلسطيني، ولقد برهن المقدسيون ويبرهنون دائماّ أنهم أصحاب مبادرة، وأن عودهم يشتد في كل الشدائد. أنا لست بقلق. الفلسطيني سيبقى، وثوابت الفلسطينيين لن تتبدل. تواجهنا أعاصير ومفترقات طرق، ولكن الموقف الفلسطيني من الثوابت لا يتغير ولا يتبدل، وهو ثبات متأصل لا يخضع للابتزاز أو للضغوط.

    *** بلدية الاحتلال في القدس تحاول أن تلعب دوراّ مركزياّ في تعاطيها مع قضايا المواطنين. كوازرة كيف تنظرون إلى هذا التحول المفاجئ في موقف البلدية.

    - تفكير في منتهى السذاجة. المقدسيون لا يشترون ولا يباعون بحفنة من الطعام أو النقود، والمقدسي نفسه هو من يجابه جرافات الاحتلال التي تهدم وهدمت وسوف تهدم في المستقبل. بلدية الاحتلال هي التي تفرض على تجار البلدة القديمة الضرائب وكل ما يؤدي إلى سياسة التطفيش والقهر الممنهج والمبرمج. ذاكرة الفلسطينيين ليست ضعيفة وليست بذاكرة قصيرة المدى. هناك برنامج إسرائيلي لا يمكن تجميله، والشواهد كثيرة والمأساة كبيرة، وهي ليست وليدة اللحظة، وبالتالي أسلوب العصا وأسلوب الجزرة يعيه المقدسيون جيدا.

    *** برأيك، هذا الواقع السياسي الحالي، كيف سينعكس على موضوعة الرواية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال، وفي تطوير رؤية عالمية مساندة أكثر للشعب الفلسطيني؟

    - جائحة كورونا أكدت أن القدس ليست موحدة. والدرس المستفاد الأول والأخير هو أن هذه الجائحة برهنت لنا كفلسطينيين وإسرائيليين وللعالم أجمع بأن القدس ليست موحدة. وأن القدس العربية هي للفلسطينيين وحدهم، وهو مأ أكدته الطريقة التي تعامل بها الاحتلال مع المقدسيين إبان جائحة كورونا، حيث تعامل بعنصرية لا تخفى على القاصي والداني في ظل سياسة الإهمال التي انتهجها . ومن الدروس المستفادة أيضاّ أن الرهان دائما يكون على المقدسيين. لقد علمونا منذ سنوات طويلة هو أن المقدسي دائما في الميدان، وهم دائما أصحاب مبادرات يمسكون بزمامها، وهم لا يثقون أبداّ بمن يهد بيوتهم، وبمن يتعامل معهم بعنصرية فاضحة.

    في رأيي ستتبلور بعد هذه الجائحة صورة أخرى مختلفة لدى العالم كله. سوف يكون هناك إعادة تقييم. وسوف يكون لها تداعيات اقتصادية مزلزلة. ولو احتسبنا عدد التراجع في المؤشرات الاقتصادية منذ أن بدأت جائحة كورونا فسوف يكون لها أثر اقتصادي عصيب. ولكن الفلسطينيون لهم الأسبقية في عملية التعاطي مع هذه الأزمة، وهذه الأسبقية جنبّتنا العديد من المشاكل، وهي تمثل لنا تحدياّ أكبر في التعامل مع الأزمة الحالية الناتجة عن الجائحة، والنجاح يكتمل عندما نتعامل مع الأزمة بشمولية وبصورتها المتشعبة، وهذا ما نلمسه بوضوح لدى القيادة الفلسطينية.

    *** هل ستؤثر هذه الأزمة برأيك على دور مؤسسات المجتمع المدني التي تعمل على برامج الرواية والهوية الوطنية؟

    - الأزمة يمكن أن تؤثر بوضعها الآني ووضعها المستقبلي، ولكن لن تؤثر على الصورة الشمولية. مؤسسات المجتمع المدني موجودة كي تخدم استراتيجية يفترض أن تكون واضحة المعالم لا تتغير ولا تتبدل، ولكن ما يتبدل هو تكتيكات المرحلة واستراتيجيات قصيرة ومتوسطة المدى للمرحلة التي تتعامل معها، ولكن لا يفترض أن تغيّر المؤسسات لونها ورسالتها ووجودها في المجتمع، إنما تغير أسلوبها ونهجها وتكتيكاتها المرحلية لتتعامل مع واقع فرض على العالم بأسره جرّاء هذا الوباء.

  • ملاحظة: ما ورد في نص المقابلة يعبر عن وجهة النظر الشخصية لصاحبها، وليس من الضرورة أن يعبر عن وجهة نظر "مفتاح"

     
     
    الانجليزية...
     
     
    اقرأ المزيد...
     
    Footer
    اتصل بنا
    العنوان البريدي:
    صندوق بريد 69647
    القدس
    عمارة الريماوي، الطابق الثالث
    شارع ايميل توما 14
    حي المصايف، رام الله
    الرمز البريدي P6058131

    فلسطين
    972-2-298 9490/1
    972-2-298 9492
    info@miftah.org
    للانضمام الى القائمة البريدية
    * indicates required