مفتاح
2024 . الجمعة 26 ، نيسان
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

رام الله – لم تعد ظاهرة مكافحة الفساد ظاهرة تقتصر على المؤسسة الرسمية والأهلية فقط، بل تعدتها إلى فئات فاعلة في المجتمع الفلسطيني أبرزها فئة الشباب التي أخذت على عاتقها الانخراط في معترك مواجهة الفساد بأشكاله المختلفة، إلى جانب هيئات ومنظمات شبه حكومية وأخرى أهلية، مثل هيئة مكافحة الفساد، ومؤسسة أمان، في وقت بادرت فيه المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح" بترسيخ الركائز الأساسية ، أولا من خلال توقيعها مذكرة تفاهم مع هيئة مكافحة الفساد للعمل المشترك في هذا الاتجاه، ومن خلال شبكة الشباب الفاعل سياسيا واجتماعيا التي تشكلت خلال العام الجاري 2013، من خلال مجموعة نشطة من الشباب يمثلون مناطق جغرافية مختلفة، انخرطت على مدى عدة شهور في لقاءات وورشات عمل قبل أن تخرج برؤية شبابية وطنية للمساهمة في مكافحة هذه الظاهرة التي كثر الحديث عنها منذ نشوء السلطة الوطنية.

تحولت الاجتماعات واللقاءات وما سادها من نقاشات إلى ما يشبه خلية نحل، يدلي خلالها المنخرطون في التدريب من شباب وفتيات بآرائهم ومقترحاتهم وتصوراتهم إزاء أنجع الوسائل لمكافحة هذه الظاهرة.

الشاب الجامعي عبد الله قدح من مدينة رام الله، طالب ماجستير من جامعة القدس في أبو ديس، انضم خلال العام الجاري مع مجموعة من زملائه إلى لقاءات وورش العمل التي نظمتها "مفتاح" لأعضاء شبكة الشباب الفاعل سياسيا واجتماعيا، وهو عضو فاعل في الشبكة، كما هو الحال بالنسبة لرزق عطاونه من قرية بيت كاحل بمحافظة الخليل، وطالب في الكلية العصرية تخصص علاج طبيعي، وإنصاف العاصي من قرية بيت لقيا، وهي طالبة علوم سياسية في جامعة القدس، وأسماء الزغير من بلدة إذنا بمحافظة الخليل، وهي طالبة سنة رابعة في جامعة الخليل تخصص رياضيات.

يرى قدح، أن مشاركته في لقاءات وورش التدريب الأخيرة حول مكافحة ظاهرة الفساد وفرت له أرضية جيدة في التعرف على هذه الظاهرة، والتمييز بين الفساد وسوء الإدارة.، إضافة إلى الالمام بالكيفية التي سنعمل في إطارها كمنظومة شبابية في مكافحة الفساد. وأضاف" أما على المستوى الآخر، فأنا ناشط شبابي في أكثر من مؤسسة، وكذلك في الحركة الطلابية سواء في جامعة القدس أو على مستوى الحركة الطلابية في الجامعات المحلية الأخرى، وهذا سياسهم أكثر في التعريف بالفساد وتوعية الناس بمخاطره".

أما على المستوى الشخصي، فإن الاستفادة الأهم من مشاركة عبد الله في لقاءات التدريب، اكتسابه المعرفة الوقائية التي تجنبه الفساد وتعينه على محاربته من خلال التبليغ عنه. في حين منحه التدريب اختيارا أفضل لدراسته الجامعية العليل، حيث قرر أن تكون رسالته للماجستير حول مدركات الفساد، والبحث عن معايير للحكم عليها.

لا ينسى عبد الله أن يتوجه بالامتنان ل"مفتاح"، التي يصفها بأنها من المؤسسات الرائدة في عملها، وأيضا في مكافحة الفساد، ودعاها بالتعاون والشراكة مع هيئة مكافحة الفساد إلى العمل في الشارع، ومتابعة كثير من أوجه الفساد السائدة، والعمل على مكافحتها.

أما الطالبة الجامعية إنصاف العاصي، فإن الأثر الكبير الذي خلفته مشاركتها في ورش التدريب التي نظمتها "مفتاح"، يثمثل في تغيير الكثير من مفاهيمها نحو الفساد، بحيث أصبحت أكثر قدرة على مكافحته وعلى جميع المستويات بما في ذلك بعض الممارسات والسلوكيات في البيت والتي يمكن أن تشير إلى كونها سلوكيات تندرج ضمن إطار مفهوم الفساد يجب تصويبها وتصحيحها.

تقول إنصاف" أتمنى أن يكون لي دور فاعل في المستقبل في إطار شبكة الشباب الفاعل سياسيا واجتماعيا حتى نقف جميعا في وجه الفساد ونحد منه". وتضيف" لقد فتحت لنا "مفتاح" الطريق حتى نميز بين الفساد، ونتعرف أكثر على المؤسسات التي تكافحه".

في حين يؤكد رزق عطاونه، أن سبب مشاركته في ورشات التدريب هو رغبته في توسيع مداركه ومعرفته بالقضايا المرتبطة بالفساد وأشكاله، كونه طالب جامعي وناشط فاعل في شبكة الشباب الفلسطيني الفاعل سياسيا واجتماعيا. ويضيف" خلفت مشاركتي في هذه اللقاءات نظرة إيجابية تفاؤلية اتجاه وطني وإحساسي بالانتماء إليه، وأيضا اتجاه مكافحة الفساد، وتصحيح عمل المنظومة التي تعمل على مكافحته. أما الأثر الكبير الآخر، فيتمثل في كوني ناشط شبابي كثير الاختلاط بالشباب، ما سينعكس إيجابا على علاقاتي بهم وتعريفهم بأشكال الفساد وسبل مواجهته، خاصة حين يتعلق الأمر بوضع الشخص المناسب في المكان المناسب".

مع ذلك يتمنى عطاونة على "مفتاح"، أن تساعد النشطاء العاملين على مكافحة الفساد تأمين حقهم في الحصول على المعلومة، وتوفير الأطر القانونية الحامية لهم، لاعتقاده بأنه ليس هناك قانون يحمي مكافحي الفساد.

بدورها أكدت أسماء الزغير الطالبة في جامعة الخليل، أن معرفتها في موضوعة الفساد قبل التحاقها في ورش التدريب التي نظمتها "مفتاح" شبه منعدمة، لكنها الآن أكثر معرفة وإلماما بهذه الظاهرة وسبل مواجهتها ومكافحتها. تقول:" كنا في السابق نجهل ولا نعلم أي شيء حول هذا الموضوع، رغم أننا منتمون جميعا إلى فصائل وحركات سياسية. نأمل أن تتواصل معنا "مفتاح" وأن تستمر في برامجها بهذا الخصوص، سواء بتطوير القدرات، أو بتحقيق التواصل مع وسائل الاعلام، والمساعدة في الحصول على المعلومات، و"عشانك يا بلدي لازم نحكي".

وكان المشاركون في ورشات العمل والتدريب التي نظمتها شبكة الشباب الفاعل سياسيا واجتماعيا خلصوا إلى رؤية خاصة بهم لمكافحة الفساد، شعارها" شباب فلسطيني فاعل لمجتمع يعيش بلا فساد".

وحدد هؤلاء مجموعة من القيم والمبادئ التي تقود عمل الشبكة في قطاع مكافحة الفساد، بحيث يتم الارتكاز في تنفيذ هذه الخطة على مجموعة من هذه القيم والمبادئ، ومن أهمها:

احترام الرأي الاخر والبعد عن التحيز والحزبية، تشجيع القيم المجتمعية المعززة للتعامل الايجابي مع مناهضة الفساد، العمل الجماعي الشبابي والقائم على التطوعية، التأكيد على المساواة بين الشباب والشابات في العمل، التناغم والانتماء بين افراد الشبكة والعمل بروح الفريق، الايمان بسيادة القانون ورفض مظاهر الفساد والتبليغ عنها، الحس الوطني تجاه قضايا الفساد ومناهضته، تعزيز مشاركة الشباب وتفعيلهم تجاه الحقوق والواجبات والمساواة في الفرص، الإيمان بأن تحقيق المصلحة العامة يتحقق من خلال التعددية وحماية الحريات للحد من مظاهر الفساد، والوعي بالواقع القائم لمناهضة الفساد تحت عنوان "الساكت عن الفساد، فاسد أخرس"

في حين أن الخطة الاستراتيجية التي أجمع عليها أعضاء الشبكة، فتتمثل في منظومة قانوينة قاصرة عن كبح الفساد، ولهذا سيسعون إلى تطوير منظومة قانونية مستجيبة للجهود الرامية لمكافحة الفساد.

وتتضمن خطة العمل التي ستنفذ في المرحلة القادمة القيام بحملة ضغط لتطبيق وتفعيل قوانين وإجراءات براءة الذمم المالية، وتوعية للجمهور بالجزاءات والعقوبات للجمهور وبأهمية القوانين وإجراءات تنفيذها، وعقد لقاءات جماهيرية ومحاضرات عامة لتوعية الجمهور بالقوانين، والقيام بحملات ضغط ومناصرة لتطوير بيئة تشريعية تساند عملية مكافحة الفساد، وكذلك القيام بحملات ضغط ومناصرة لتنفيذ القوانين والإجراءات التي تساند مناهضة الفساد، وإعداد دراسات وأبحاث تناقش البيئة القانونية (ابراز الفجوات من أجل تطوير البيئة التشريعية)

أما القضية الثانية، التي سيعمل عليها أعضاء الشبكة، فتتمثل في الفجوة المعرفية والمعلوماتية اللازمة لمكافحة الفساد، بهدف تطوير المهارات المعرفية والوعي المجتمعي (الشبابي) المناهض للفساد

وفي هذا الإطار سيسعى أعضاء الشبكة إلى تطوير قدراتهم في قضايا المعرفة واليات العمل، وتنفيذ برامج تثقيفية وتوعية للشباب في عملية مكافحة الفساد، والقيام بحملات الضغط لتطوير آليات وتشريعات تساهم في وصول المعلومات والإفصاح عنها، والتشبيك مع وسائل الاعلام للمساهمة في نشر الوعي المجتمعي لمناهضة الفساد.

في حين أن القضية الثالثة التي سيعمل عليها أعضاء الشبكة، فتتمثل في تراجع القيم المجتمعية النابذة للفساد أمام القيم الداعمة له، بهدف تعزيز القيم المجتمعية النابذة للفساد، من خلال، التثقيف والتوعية من خلال بوسترات وبروشرات تتحدث عن النزاهة ومكافحة الفساد، والقيام بحملات ضغط ومناصرة للوصول الى المكونات المجتمعية المختلفة، والترويج ضد الفساد باستخدام وسائل الإعلام من خلال تكثيف البرامج التلفزيونية والدراما والتحقيقات الصحفية وقصص النجاح التي تعالج الفساد ومعالجتها.

ويمثل غياب التعددية والمشاركة الحقيقية بالحقوق وضعف المنظومة الرقابية، قضية أخرى لأعضاء الشبكة، حيث سيسعون إلى خلق منظومة رقابية شبابية وصولا لتعددية حزبية في الحكم، من خلال: حملات توعية لتفعيل الرقابة المجتمعية، وتعزيز مشاركة الشباب في الجامعات، وتسخير وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من اجل دعم مناهضة ومكافحة الفساد، وتمكين وبناء قدرات كادر شبابي من اجل الرقابة على حالات الفساد، ودعم المبادرات الإبداعية للشباب من خلال الدراما والرسم والأغاني لتعزيز القيم الاجتماعية نحو التغيير.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required