مفتاح
2024 . الجمعة 26 ، نيسان
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

بعد ست وستين عاما على صدور القرار 32/40 الذي اعتمد التاسع والعشرين من تشرين الثاني كيوم للتضامن مع الشعب الفلسطيني، صدر في تشرين الثاني الماضي عن الجمعية العامة للامم المتحدة القرار 12/68 معتمداً سنة 2014 سنة للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

إن اتخاذ مؤسسات الأمم المتحدة القرار، ودعوة الأمين العام للامم المتحدة دول العالم والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني، إلى تنظيم فعاليات وأنشطة خاصة بالمناسبة، ووضعه امكانيات منظمات الأمم المتحدة تحت تصرف اللجان الوطنية، يوصل رسائل عديدة. فالقرار في الوقت الذي يعبر عن عجز المنظمة الدولية عن إنفاذ قراراتها، فإنه يعبِّر كذلك عن ضيق صدرها وتبرّمها من السياسة الاسرائيلية المتنكرة للشرعية الدولية، وعدم اعترافها بها أو بانطباقها عليها كما تنطبق على جميع الدول الأعضاء، ويعبر كذلك، عن توجه الهيئة الأممية إلى توظيف الضغط الدولي وثقله على الاحتلال الأخير في العالم لتنفيذ القرارات ذات الصلة بالقضية الفلسطينية وعزله عن المجتمع الدولي، وذلك في حال استجابة الدول وتحديدا الدول التي صوتت لفلسطين ومكّنتها من الحصول على العضوية المراقبة في هيئة الأمم المتحدة، وقيامها بتنظيم الفعاليات السياسية الداعمة للحق الفلسطيني في تقرير مصيره وحقه في الاستقلال.

مع كل تلك الحقائق المحيطة بالقرار 12/68، وبغية استثماره والاستفادة منه إلى أقصى مدى ممكن، على الصعيد الوطني والدولي، فإن ما يثير الانتباه عدم إعلان اللجنة الوطنية الرسمية عن خطتها الموضوعة برؤية سياسية شاملة على الصعيد الخارجي والداخلي وآليات تنفيذها وجداولها ومسؤوليات مكوناتها، على الرغم من إعلان الرئيس عن تقديره العالي للقرار، وعن تبنيه وتشكيله للجنة الرسمية المخولة بالتخطيط وتحديد المهام الشاملة على الصعيدين، الداخلي والخارجي، في خطابه في اجتماع لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف.

لا شك بأن القرار الدولي الجديد فرصة مهمة أمام الفلسطينيين، في جميع الساحات والأطر والبنى والمكوِّنات، الرسمية والشعبية، بهدف استغلال الحدث وتوظيفه لحشد التضامن والدعم الدوليين مع الشعب الفلسطيني، ومن أجل طرح الرواية الفلسطينية من جديد على العالم، من خلال قصة المأساة التي تعرض لها الشعب بسبب احتلال الأرض وتهجير الشعب، علينا طرح الرواية الفلسطينية بقوة، بسبب المساعي الدؤوبة الذي تجهد اسرائيل لتكريس روايتها المختلقة، والتي تعمل بمنهجية لتزوير الحقائق والتشكيك بها، تمهيدا لالغائها وترسيخ الرواية الصهيونية باستخدام الأبعاد الدينية والتاريخية.

ويأتي القرار كذلك، كفرصة سانحة لتوحيد الجهود الوطنية بديلا للتفكك والتشتت الذي يمر به الفلسطينيون وتعاني منه الساحة الفلسطينية، وذلك في إطار وطنية خطة شاملة يجد الجميع نفسه في نطاقها وبمشاركة مميزة لمؤسسات المجتمع المدني، بالتنوع والتعدد الغني وبتخصصاتها وسقوفها الواضحة، على صعيد العناوين الرئيسية التي تطرحها القضية الفلسطينية، قطاعيا وجغرافيا وعلى صعيد الموضوعات الرئيسية.

إن تأخر الاعلان عن الخطة بمثابة إضاعة للوقت الثمين الذي يجب استغلال كل أيامه في استثمار الموقف العالمي المؤيد لحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، في ظل تصاعد الحملة العالمية لمقاطعة اسرائيل واستثماراتها. والقرار وفعالياته فرصة أمام القوى السياسية لتعبئة المجتمع الفلسطيني واستعادة ثقته وجسر الفجوات المتشكلة بينهما، من أجل استنهاض الطاقات الكلية للمجتمع، بعيدا عن المشاركة النخبوية أو الموسمية والمفتعلة.

لماذا لم نتحرك بعد، أين خطتنا لمواصلة الجهود السياسية والدبلوماسية لحشد الدعم الدولي لإنهاء الاحتلال ونيل العضوية العاملة في الامم المتحدة..وأين خطتنا باتجاه الانضمام للمنظمات الدولية.. لقد منحتنا الأمم المتحدة عاما فلسطينيا كاملا بعمق عالمي، حتى اللحظة، يبدو انه لا زال عاما مع وقف التنفيذ. وواجبنا بل مسؤوليتنا أن نخطو الخطوة الأولى نحو الاقلاع، ووضع خطة تحركنا ذات المواصفات الهجومية والاشتباكية مع السياسات الاسرائيلية الاستيطانية والتوسعية وممارساتها العنصرية، خطة تعمل على انتزاع تطبيق قرارات الشرعية الدولية عبر هيئة الأمم المتحدة. فالعالم ينتظر رؤيتنا وروايتنا وخطتنا، ليضع بدوره فعالياته التضامنية على ضوئها، فمتى نبدأ..!

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required