مفتاح
2024 . الخميس 18 ، نيسان
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

تختلف في التفاصيل وفي الوقائع تجربة الأسيرة المحررة هيفاء عامر من مخيم جنين، التي غادرت سجنها وتحررت من قيد الأسر الإسرائيلي إلى قيادة مؤسسات مجتمعها داخل المخيم، وفي التواصل مع هيئات ومؤسسات أخرى خارج حدود مخيمها، وكانت مشاركاتها المستمرة والدائمة في سلسلة التدريبات التي نفذتها "مفتاح" نقطة الانطلاق نحو توكيد الذات وتعزيز قدراتها كناشطة وقائدة مجتمعية.

البدايات مع "مفتاح"

تتذكر "هيفاء" بداياتها مع مؤسسة "مفتاح"، فتصفها بأنها مرحلة هامة ومفصلية في تجربتها كناشطة سياسية ومجتمعية. فقد أتاح تواصلها مع زميلتها فرحة أبو الهيجاء منسقة "مفتاح" في جنين الفرصة كي تنطلق نحو فضاء رحب. تقول:" شجعتني "فرحة" على الالتحاق باللقاءات الجماهيرية التوعوية والتدريبات التي كانت تعقدها "مفتاح" في محافظة جنين، منذ عام 2006 ، وبعد التحاقي بهذه الانشطة اصبح لدي حافزا قويا للعمل المجتمعي حيث التحقت بجمعية "كي لا ننسى"، ورشحت نفسي لانتخابات الهيئة الادارية، وبعد فوزي بها تعلمت وتدربت وتأهلت لأصبح قادرة على التعبير عن نفسي وعن هدف وجودي في الجمعية".

الأثر والتأثير

لقد ترك ذلك أثرا لدى هيفاء كما تقول – وساهم في تغيير مهم على أكثر من صعيد. تضيف:" لا شك أن المعلومات التي تعلمتها من خلال التحاقي وانضمامي إلى برامج "مفتاح"، وغيرها من المؤسسات الاهلية تركت أثرا كبيرا على شخصيتي ونفسيتي حيث أصبحت أكثر جرأة وقدرة على الحديث خلال اللقاءات وخلال عملي سواء كان في المخيم أو خارجه. كما اصبحت قادرة على توسيع آفاق طموحي، ما حفزني للمشاركة داخل فلسطين وخارجها، وأمثل فلسطين من خلال "جمعية كي لا ننسى.." حيث سافرت الى باريس والى اسبانيا، وكنت قائدة مجموعة شبابية، إضافة إلى تمثيلي من خلال لقاءاتي بمجموعات نسوية في هذه المناطق رغم أنني لم أكن أجيد اللغة الانجليزية، ومع ذلك صممت أن أتحدث عن تجربتي الشخصية كأسيرة محررة وكلاجئة فلسطينية عايشت وتعيش الظروف القاسية في مخيم جنين، وخرجت من كل المعاناة التي مررنا بها، لأقول إنني امرأة فلسطينية لم تعقها الظروف عن مشاركتها الاجتماعية والسياسية".

تعزيز مفاهيم القيادة

تشير عامر إلى أن التدريبات التي شاركت فيها من خلال مؤسسة "مفتاح" تركزت حول مهارات التواصل ومهارات الضغط والمناصرة والقيادة وآليات التعامل مع الاعلام، اضافة الى العديد من اللقاءات الأخرى حول تعزيز المشاركة المجتمعية والسياسية للمرأة والتوعية بمفاهيم المواطنة.

كانت الحصيلة المستفادة بالنسبة إليها كبيرة وعظيمة، كما تروي هيفاء عامر:" لا شك بأن هذه التدريبات واللقاءات عززت لدي مفاهيم مثل القيادة والمشاركة المجتمعية والسياسية، ما جعل لدي الدافع بمشاركة أوسع سواء على المستوى السياسي او الاجتماعي، وباتت لدي القدرة على طرح أفكاري بصورة أوضح وبجرأة أكبر، اضافة الى أن هذه التدريبات ساعدتني في التواصل مع المجتمع المحلي ومع وسائل الاعلام المختلفة، واصبحت أركز في لقاءاتي الاعلامية، وأطرح المواضيع بصورة أفضل، وبقدرة أكبر، وكان ذلك واضحا من خلال تمثيلي للجمعية سواء محليا أو خارجيا. كنت سابقا مجرد امرأة صامتة غير جريئة وليس لدي القدرة على أي نقاش، ولكن ما أحدثته "مفتاح" في شخصيتي وعقليتي ونفسيتي جعلني امرأة قوية ولديها الرغبة في العمل والتغيير".

مساحة واسعة من العلاقات

إضافة أخرى، أضيفت إلى ما اكتسبته عامر من مهارات على أكثر من صعيد، وهذه المرة فيما يتعلق بشبكة علاقاتها الممتدة والمتنوعة. تقول هيفاء:" لا شك أن التدريبات واللقاءات جعلت لدي مساحة واسعة من العلاقات حيث اصبحت وبعد هذه الخبرة والتجربة أتطلع إلى المشاركة في انتخابات اللجنة الشعبية في مخيم جنين، إضافة إلى عضويتي في جمعية "كي لا ننسى"، كما اصبحت لدي القدرة على تنفيذ الانشطة والبرامج التي تربط بين الجمعية والنساء والمجتمع المحلي، وكونت شبكة علاقات مع المؤسسات في المحافظة وعلى مستوى الوطن واصبحت امثل الجمعية والمرأة اللاجئة في اية لقاءات أو مؤتمرات، كما أصبحت قادرة على قيادة أي مجموعة شبابية أو نسوية، وباتت لدي مجموعة من المهارات التي تساعدني في التكيف مع أية ظروف جديدة أو متغيرات قد تحصل معي خلال عملي، وكان هذا واضحا من خلال تطويري من خلال مشروع الوحدة الانتاجية حيث كان لدي تصميم وتحدي للظروف التي واجهتنا بعد انتهاء دعم UNDP ، فبحثت عن مصادر وطرق من أجل استمرارية المشروع باعتباره يشكل دعما ماديا ومعنويا لنساء المخيم، اضافة الى أنني استطعت أن اعمل كمنسقة متطوعة مع مركز بديل حيث شكلت مجموعة شبابية تم استهدافها في برامج لها علاقة بموضوع الشباب اللاجئ.

مهارات وخبرات

كان من الأهمية بمكان بالنسبة لهيفاء عامر نوعية وحجم ما التحقت به من تدريبات منحتها تمكينا أكبر، حيث تنشط في أوساط مجتمعية عديدة. وفي هذا تقول:" اكسبتني مجمل التدريبات مهارات وقدرات ساعدتني على التعرف على احتياجات النساء في مخيم جنين، وأبرزها: الحاجة الى تمكين اقتصادي وتوفير فرصة عمل، وبالتالي صممت وعضوات الهيئة الادارية عن البحث عن فرصة تساعدنا في تلقي تدريبات تؤهلنا لتوفير فرصة عمل، فتواصلت مع وكالة الغوث وUNDP ، حيث أبديتا اهتماما بفكرة الوحدة الانتاجية لأنها كانت مبنية على احتياج النساء الملح في المخيم، وتلقيت التدريبات التي ساعدتني على التواصل مع النساء اللواتي يعملن في الوحدة، ما ساعدني على أن أطور أفكاري بحيث تخرج في نهاية المطاف كفكرة للألعاب، اشتملت على كيلندر عربي وانجليزي والعاب حسابية، وكنت في ذات الوقت أتواصل مع المؤسسات والنساء اللواني يعملن في ذات المجال من خلال استخدام الحاسوب "الفيس بوك" بهدف اكتساب الخبرة والتجربة، ولم أتردد في الالتحاق بأي تدريب مهما كان نوعه، ما أوجد حافزا وقناعة للمجموعة النسوية التي تعمل في الوحدة بأن لا شيء مستحيل، ومن خلال عملنا في الوحدة استطعنا أن نساعد انفسنا وعائلاتنا خاصة أن العاملات كن ممن يعشن ظروفا اقتصادية صعبة، وبعد حصولهن على العمل اصبح لديهن فكرة المشاركة المجتمعية، وأن للمرأة الحق في أن تقرر وأن تحمي نفسها وعائلتها ولم تعد امرأة ضعيفة خائفة تعيش في بوتقة العادات والتقاليد" .

جمعية كي لا ننسى: رسالة وأهداف

كانت جمعية "كي لا ننسى.." أهم نجاح حققته هيفاء وزميلاتها.. وهي كما تصفها "مؤسسة نسويه فلسطينية أهلية غير ربحية تأسست بعد أحداث الرابع من نيسان عام 2002 م والتي شهدتها مدينة جنين ومخيمها، استجابة للوضع المأساوي الذي شهده المخيم وكرد فعل طبيعي على الحاجة الملحة لمؤسسة نسوية تخدم قطاع النساء في المخيم والذي يعاني من إهمال و تهمش" .

أما أهدافها، فتتمثل في: التنمية والنهوض بالمرأة والطفل اقتصاديا، اجتماعيا، صحياً، ونفسياً وثقافيا، ومساعدة الأسر الفلسطينية ورفع مستواها الاقتصادي والاجتماعي، وتطوير قدرات النساء الفلسطيني وتأهيلهن مهنياً من خلال إقامة الدورات التعليمية والتدريبية المختلفة وفي كافة المجالات، ودعم ومساعدة طلبة المدارس والجامعات وذلك لتمكينهم من متابعة مشوارهم التعليمي والأكاديمي، وتسويق منتجات المشاريع الاقتصادية المنفذة، والتي تعود بالفائدة على النساء العاملات في هذه المشاريع وعلى استمرارية عمل الجمعية، وخصوصا مشروع العاب من أجل السلام، والشراكة والتشبيك مع المؤسسات المحلية والدولية لدعم الفئات المهمشة و الفقيرة.

 
 
الانجليزية...
 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required