ويكمن الخطر الأكبر في ذلك التزاوج البادي للعيان، بين هذه الطبقة وبين عدد من صناع القرار الرئيسيين في أعلى هرم السلطة الفلسطينية.. الأمر الذي يهدد مشروعنا الوطني التحرري بالتآكل والجمود.. فهذه الطبقة الناشئة وبما لديها من إمكانيات مالية ضخمة، ومن علاقات ومصالح مشتركة مع ما يسمى-- أمريكيا-- بمحور الاعتدال، ستكون القاعدة الأساسية للحلول الأمريكية والإسرائيلية القادمة، وهي التي ستمارس ضغطا مباشرا على القيادة السياسية الفلسطينية-- التي تبدو اليوم في اضعف حالاتها نتيجة ما أقدمت عليه حركة حماس في قطاع غزة من خطوات أضعفت من قدرتها على مواجهة الضغوط-- لتجعلها مرغمة على القبول بمشاريع الحلول الهزيلة التي تتهيأ الولايات المتحدة وإسرائيل لطرحها في اللقاء الدولي المزمع عقده في الخريف القادم.. وستعمل هذه الطبقة في نفس الوقت على تهيئة الظروف الداخلية لتمرير تلك الحلول خدمة لأطماعها الاقتصادية والسياسية، عن طريق وضع المواطن الفلسطيني المثقل بالهموم، والذي يعاني من شتى الضغوط الاقتصادية والأمنية، أمام خيارين: إما استمرار الوضع الحالي بما يعنيه ذلك من أزمات مستعصية-- وإما القبول بالحلول السياسية التي هي أدنى بكثير من طموحاته الوطنية التي ناضل وضحى من اجلها-- وذلك من خلال المزج بين تلك الحلول وبين مشاريعها الاقتصادية التي من المتوقع ان تثمر تحسين ملموس لظروف الحياة، وفتح لآفاق التنمية، والتخفيف من حدة البطالة ( بتشغيل آلاف العاطلين عن العمل في المناطق الصناعية المشتركة مع الإسرائيليين، التي ستقام عند بوابات الجدار ). ان هذه الطبقة التي يصح تسميتها بأعوان الشيطان-- كونها تلعب دور المعين للشيطان المتمثل بإسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة-- تقوم اليوم بشحذ أنيابها لانشابها عميقا بلحم الرئيس أبو مازن-- كي تضعه في موقف الضعيف لتكون خياراته محدودة، ويجبر على القبول بما لم يقبل به الرئيس الراحل عرفات من قبله، وذلك أثناء مفاوضات كامب ديفيد الثانية.. وهي ( أي هذه الطبقة ) تستغل ضعفه الناجم عن حالة الانقسام التي أوجدتها حركة حماس، ليكمل كلاهما-- ومن منطلقات مصالحهما الذاتية المحضة-- الإجهاز على المشروع الوطني الفلسطيني التحرري.. يساعدهما في تحقيق ذلك الأداء السيئ للسلطة الوطنية-- التي لم تغادر لغاية الآن ذلك النهج الذي أدى إلى خسارتها الفادحة للانتخابات الأخيرة.. * مخيم الفارعة – نابلس – فلسطين - مفتاح 4/9/2007 - اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|