منذ ايلول 2004، انخرطت مفتاح وقيشف (مركز حماية الديمقراطية في اسرائيل) بمشروع فريد ومبدع، يهدف إلى تحسين الأداء الإعلامي الفلسطيني والاسرائيلي، من خلال: المراقبة، البحث، وفعاليات الدفاع والضغط. ويسعى هذا المشروع إلى تسهيل تطوير إعلام مستقل وثقافة الاعتدال والتسامح والتفاهم ما بين الشعوب وتنفيذ بنود مناهضة التحريض في خارطة الطريق، إضافة إلى الاتفاقات السابقة ما بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مما سيساعد جميعه في إعادة إطلاق عملية سلام حقيقية.
×
الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية
يرصد التقرير التالي تغطية الصحف المحلية الثلاث :"القدس" "الأيام" و"الحياة الجديدة" في أعدادها الصادرة يوم الأول من حزيران 2010 الهجوم الإسرائيلي على "أسطول الحرية" الإنساني، فجر الحادي والثلاثين من شهر أيار 2010 بينما كان في طريقه إلى قطاع غزة حاملا معه مساعدات غذائية ودوائية وإغاثية. ويتابع التقرير الكيفية التي غطت بها الصحف الثلاث هذا الهجوم على صفحاتها الأولى من حيث حجم التغطية وردود الفعل ، ونصوص تقاريرها الإخبارية المتعلقة به، إضافة إلى رصد مضامين الصور ورسومات الكاريكاتير التي تناولت هذا الحدث. لقد حظي الهجوم الذي نفذته قوات خاصة من البحرية الإسرائيلية على أسطول الحرية التركي فجر الحادي والثلاثين من أيار 2010 ، وما أثاره من ردود فعل واسعة محلية وعربية ودولية بتغطية واسعة وكبيرة احتلت عناوينه كامل الصفحات الأولى للصحف المحلية الفلسطينية الثلاث، متضمنة صورا للأسطول بعد مهاجمته من قبل القوات الإسرائيلية، وخصصت صحيفتان من الصحف الثلاث وهما "القدس" و"الأيام" رسمين كاريكاتيرين لهذا الحدث، بينما نشرت "الحياة الجديدة" على صفحتها الأخيرة صورة تظهر آلاف الأتراك الذي هوجم أسطولهم الإنساني في عرض البحر وهم يرفعون أعلام فلسطين بكثافة، فبدت الصورة كأنها مشهدا فلسطينيا بحتا . أما فيما يتعلق بنصوص التقارير التي نشرتها تلك الصحف ، فقد تفاوتت في طريقة عرضها، وإن كانت جميعها استندت إلى مصادر وكالات الأنباء العالمية فيما يتعلق بالهجوم ذاته، وردود الفعل عليه، في حين كانت المصادر المحلية لتلك الصحف قليلة حتى حين تعلق الأمر برصد ومتابعة رد الفعل الرسمي والشعبي على ما جرى.
×
تغطية الصحف الثلاث لتنفيذ أحكام الإعدام الصادرة في غزة
نفذت وزارة الداخلية التابعة للحكومة المقالة في غزة يومي الخامس عشر من شهر نيسان 2010، حكما أول بالإعدام أصدرته المحكمة العسكرية العليا في القطاع بحق شخصين أدينا بالتخابر مع الاحتلال. في حين نفذت في الثامن عشر من شهر أيار حكما ثانيا بإعدام ثلاثة مدانين بارتكاب جرائم قتل. وقد أثار تنفيذ هذين الحكمين دون مصادقة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ردود فعل متباينة من قبل الفصائل الفلسطينية، وعلى وجه التحديد حركة "فتح"، وكذلك المؤسسات الحقوقية الناشطة في الدفاع عن حقوق الإنسان. وحظي هذان الحدثان بتغطية متفاوتة في " الصحف الثلاث "، بدا فيها واضحا توجهات التحرير في كل صحيفة اتجاه أحداث داخلية ترتبط بصورة أو بأخرى بالانقسام السياسي الداخلي، وانعكاسات هذا الانقسام على الإعلام المحلي. ففي تغطيتها لتنفيذ حكم الإعدام الأول احتل هذا الحدث العنوان الرئيس في صحيفة "الأيام " في عددها الصادر ليوم السادس عشر من نيسان 2010، حيث خصصت له مساحة ثلاثة أعمدة وورد على النحو التالي:
×
قافلة 'شريان الحياة' والاشتباكات على الحدود الفلسطينية المصرية
مقدمة: شهدت الحدود الفلسطينية المصرية يوم السادس من كانون الثاني 2010، وعشية وصول قافلة "شريان الحياة" المحملة بمساعدات إنسانية إلى قطاع غزة من 17 دولة اشتباكات وصدامات بين قوى الأمن المصرية ، ومتظاهرين فلسطينيين كانوا يحتجون على منع القافلة من دخول قطاع غزة، ما أسفر في حينه عن مقتل جندي مصري وإصابة عشرات المتظاهرين، وقد تبادل الجانبان الاتهامات بشأن المسئولية عن مقتل الجندي المصري، وما أوقعته تلك الصدامات من إصابات في الجانب الفلسطيني، في وقت لم تكن اتضحت فيه ولغاية الآن مسئولية أي طرف عن تلك الأحداث ، وما أسفرت عنه من نتائج، خاصة مقتل الجندي المصري. تم اختيار هذا الحدث لأهميتة وتأثيره على الساحة الفلسطينية وما يحمله أيضا من تبعات تتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، خاصة الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة. كيف غطت الصحف الثلاث تلك الأحداث؟ بدا التفاوت واضحا بين الصحف الثلاث في تغطيتها لهذه الأحداث، سواء في موقع الحدث على الصفحة الأولى من كل صحيفة، وفي اختيار العنوان، وكذلك في مضمون المادة الإخبارية ودقتها. وظهر هذا التفاوت تحديدا بين صحيفة "الأيام" من جهة، وصحيفتي "الحياة الجديدة" و"القدس" من جهة أخرى.
×
القراءة بين السطور - دليل فلسطيني اسرائيلي للقراءة النقدية للاعلام
تقديم تميل دول متورطة في نزاعات قومية إلى تبني روايات تدعم عدالة نضالها وتبرز السمات والنوايا السلبية للطرف الآخر، إضافة لتحميله المسؤولية للمعاناة المستمرة نتيجة لغياب الحل. هذا ما يميز التغطية الإعلامية للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي في كلا الطرفين، غالباً كانعكاس لصورة مرآة، حيث يقدم كل جانب قصة معاكسة. فوسائل الإعلام الفلسطينية مثلاً تركز وتأكد في روايتها على الإحتلال -وضحاياه الفلسطينيين- ويصور الحكومة الإسرائيلية بأنها عدوانية، رافضة للسلام والمسؤولة عن أحداث العنف في المنطقة. في طرف الصراع الآخر، وسائل الإعلام الإسرائيلية تؤكد في روايتها على أسس العنف والإرهاب في سلوك الفلسطينيين وعدم رغبتهم أو عدم قدرتهم في التوصل إلى حل. في هذة الرواية، الإسرائيليون هم ضحية صراع لا لوم عليهم فيه. وراء هذه الإختلافات في إدراك الأمور وتفسير وترجمة الواقع، نجد في الأساس أنماط متشابهة للتغطية الإعلامية في طرفي الصراع، اللذان ينكران شرعية الآخر ويحطان من قدره ويتعاملان معه بعدم أنسنة. هذه الأنماط للتغطية تزيد من الشكوك المتبادلة في كلا الطرفين، وتأجج نيران الصراع، وتجعل إيجاد حلٍ أمرا مستحيلاً. إعتراف وسائل الإعلام بتأثيرها العميق على الصراع دفع بالمؤسسة الفلسطينية «مفتاح » والإسرائيلية «قيشيف » للعمل معا من جانبي الصراع في محاولة لتغيير الطريقة التي يتم بها تصويره في الخطاب الإعلامي، على أمل أن يؤدي مثل هذا التعاون إلى تغطية شاملة ومتوازنة، وربما نتيجة لذلك، واقع أفضل في المنطقة. هذا الدليل العملي لتدريس القراءة النقدية للمواد الإخبارية هو وليد مشروع تعاوني فريد من نوعه ينفذ بشكل مستمر منذ عام 2004 . في هذا المشروع المشترك يقوم كل من “مفتاح” و”قيشيف” بتحليل التغطية الإعلامية في وسائل الإعلام الرئيسية من جانبه، ومحاولة التأثير على الصحافيين والمحررين على تغيير أنماط التغطية المنحازة والإشكالية. هدفين متوازيين هما اللذان قاما بإرشادنا في إصدار هذا الدليل. الأول هو أنه يهدف إلى غرس مهارات القراءة النقدية بصورة عامة، والثاني هو لتشجيع الاستهلاك النقدي لوسائل الإعلام تحديداً في سياق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. كما ذُكر أعلاه وعلى مدى سنوات لعبت وسائل الإعلام في كلا الجانبين دوراً معقداً وليس ايجابياً بالضرورة في تطور الصراع. كان لوسائل الاعلام دوراً مركزياً في تعريف الصراع وأهميته بالنسبة للجمهورالفلسطيني و الإسرائيلي. قراءة نقدية للرسائل الواردة في التغطية الإعلامية تمكن من تحييد قدرة وسائل الإعلام على تشكيل وجهة نظر المستهلكين، ولو إلى حد ما، وفقاً لمنظور قصير طبقاً لمصالح وسائل الاعلام وهي تمكن أيضاً من تحييد تأثير العناصر التي تمارس الضغط على وسائل الاعلام، يحدونا الأمل في أن هذا الدليل سيمكن الإعلاميين من تطوير وسائل جديدة من النقد الذاتي التي ستتيح لهم، مع مرور الوقت، لخلق تغطية إخبارية تساهم في حل الصراع لا أبديته. المنهجية 1 التي يستند إليها هذا الدليل تمكنه من تقديم عرض واضح، في القصور المنهجي في التغطية الإخبارية في كلا الطرفين، أنه يقوم بالأساس على التمييز بين مرحلتين رئيسيتين في عملية صنع الأخبار - الكتابة والتحرير-. في المرحلة الأولى يقوم المراسلون وكتاب الأعمدة بكتابة النصوص وإرسالها إلى محرري الأخبار، يتلقى المحررون نصوص أخرى كذلك، من وكالات الأنباء المختلفة، شركات علاقات عامة، إلخ. في المرحلة الثانية، ينتج المحررون النتاج النهائي: يقوم المحررون بتحديد النصوص التي ستظهر في الصحف أو البث، يحددون موقع النص )في الصفحة الأولى أو في الصفحة 17 ، في بداية النشرة أو بعد فاصل إعلاني أو في منتصفها(، يقومون بتحديد الصور التي تتناسب مع كل مادة إخبارية، ويصممون الصفحات ويحددون تسلسل المواد الواردة في النشرة، وينصون العناوين الرئيسية )بما في ذلك العناوين الفرعية والتعليقات على الصور في الصحف، العناوين الرئيسية لنشرات الأخبار التلفزيونية والكلمات التي ينطق بها(. في رأي معظم المنتجين والمستهلكين للأخبار، المرحلة الثانية، مرحلة التحرير، هي بالأساس مرحلة تقنية. وفقاً للتصورات الشائعة، المرحلة المهمة حقاً هي مرحلة القيام بجمع المعلومات وكتابة المادة الإخبارية. المحررون يقومون بمجرد «إعداد » هذه المواد للطباعة أو للبث، هذا التصور غير صحيح، لسببين متكاملين: أولاً، العمل التحريري يحدد رسائل الأخبار بقدر لا يقل عن عمل الصحافيين، وفي بعض الأحيان بشكل أكبر، ثانياً، عند قراءة الأخبار في وسائل الإعلام يعتمد المستهلكين على المواد المنتجة من قبل المحررين أكثر بكثير من المواد المنتجة من قبل الصحافيين، حقيقة أن يظهر مقال على الصفحة الأولى وليس على الصفحة 17 ، صيغة محددة لعنوان معين، ظهور صورة معينة بجانب المادة؛ الكلمات التي يقولها المذيع قبل بث الخبر- جميع هذه العوامل لها تأثير حاسم على فهم المستهلكين لهذه الأنباء، وعلاوة على ذلك، العديد من الدراسات بينت أن مستهلكي الإعلام غالباً ما يكتفون بقراءة العناوين )أو الاطلاع على العناوين الرئيسية لنشرات الأخبار(، و في كثير من الحالات لا يصلون حتى إلى نصوص المواد )أو ما تبقى من النشرة الإخبارية(، في مثل هذه الحالات، فهم الأخبار يقتصر على وجه الحصر تقريباً على عمل المحررين. لهذه الحقيقة أهمية بعيدة المدى، بعد إجراء إستعراض دقيق للمواد الإخبارية في كلا مراحل العملية، الكتابة والتحرير، يكشف هذا الإستعراض أن المواد المنتجة في المرحلتين ليست متوازية. عناوين الصحف ونشرات الأخبار ليست مجرد ملخصات قصيرة محايدة للأنباء، في معظم الحالات، عناوين الصحف ونشرات الأخبار تروي قصة مختلفة عن تلك التي يرويها الصحافيون. جنباً إلى جنب مع تحديد مكان المادة، أهميتها التصويرية، المساعدات البصرية المصاحبة لها، وهلم جرَا، تحكي العناوين القصة الخاصة بها، وهذا يؤثر بشكل كبير من مستهلكي الأخبار. من المهم التوضيح أن المشكلة لا تقتصر على حقيقة أن نتائج العمل التحريري في بعض الأحيان لا تعبرعن مضمون المواد ذاتها، النقطة الهامة هي أن التباين بين العناوين والنصوص هو منهجي. إستعراض دقيق للصحف ونشرات الأخبار التلفزيونية يكشف عن أن عناصر معينة من الحقيقة أو الواقع، والتي تظهر في المواد نفسها، مهمشة من قبل المحررين، في حين تسلط الأضواء على أخرى بشكل منهجي. التقنيات التي تظهر في هذا الدليل تكشف هذه التناقضات المنهجية من خلال التنويه إلى سلسلة من المعايير الرئيسية. وإلى حد أبعد، ففي هذا الدليل سنقوم بتفسير وشرح كل معيار من خلال استخدام الأمثلة المنتقاة من التغطية الإعلامية الفعلية في إسرائيل وفلسطين. من المهم الإشارة إلى أن معرفة هذه المعايير هو مجرد خطوة أولى نحو تعلم القراءة النقدية لوسائل الإعلام. طريقة البحث المستخدمة هنا تستند على مجموعة من المعايير لكشف أنماط تحريرية متكررة تجعل التغطية منحازة. هذا الدليل يهدف إلى مساعدة مستهلكي المادة الإعلامية على كشف هذه الأنماط، فهم مغزاها والتعلم من خلالها كيف نقرأ الأخبار بطريقة أعمق، وبعبارة أخرى، «القراءة بين السطور”.
×
خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جامعة "بار- إيلان"
مقدمة: جاء الخطاب المرتقب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي ألقاه يوم الأحد الرابع عشر من حزيران من مركز "بيغن-سادات" للأبحاث في جامعة "بار أيلان" في تل-أبيب في سياق محاولة من طرفه للرد أو للتعاطى مع واقع سياسي جديد فرضته الإدارة الأمريكية الجديدة والإتحاد الأوروبي، وهي سياسة تحاول ان تنهي توجهات سابقة كانت تتعامل مع الأطراف المختلفه للصراع الفلسطيني الإسرائيلي بإزدواجية المعايير، فمن جهة لطالما طالبت الإدارة الأمريكية السابقة الفلسطينيين وبشكل دائم الإلتزام التام بخارطة الطريق وبجميع شروطها، فيما لم تطالب إسرائيل بنفس الإلتزام، فتركتها تتصرف بما تراه صحيحاً بما يتعلق بموضوع المستوطنات والحدود والجدار والحواجز، وما علل ذلك من قهر الفلسطينيين من خلال فرض الأمر الواقع على حياتهم اليومية. منذ اليوم الأول لتسلم الإدارة الأمريكية الجديدة مقاليد الحكم في الولايات المتحدة تبين الإختلاف في التوجهات مع الإدارة السابقة للرئيس جورج بوش والجمهوريين، إذ بدأت تصريحات المسؤولين الأمريكيين تتحدث عن خطورة استمرار المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، وعن حق الفلسطينيين بتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية، وبلغ هذا التوجه والتغيير في السياسة الأمريكية أوجه في خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما تحت عنوان "بداية جديدة" للتصالح مع العالم العربي الإسلامي في جامعة القاهرة في مصر يوم الرابع من حزيران، حيث توجه الرئيس أوباما وبشكل صريح للحكومة الإسرائيلية بمطالب محددة وواضحة لوقف الإستيطان والإعتراف بحل الدولتين، وهي مطالب كان مفادها الإلتزام بخارطة الطريق. كان خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي شبيهاً بمحاولة للمراوغة والمناورة، محاولة يائسة لإرضاء الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي من جهه، ومحاولة للحفاظ على حكومة يمينية ضيقة من جهة أخرى، حيث بدى ذلك واضحاً من خلال إخضاع الموافقة على مبدء قيام الدولة الفلسطينية لشروط كثيرة وصعبه ان لم تكن مستحيلة، وهي شروط تسد باب المفاوضات في الكثير من المجالات، فمطالبة الفلسطينيين بالإعتراف بيهودية دولة إسرائيل، وإعلانه ان القدس ستبقى عاصمة إسرائيل الموحدة، ونزع دولة فلسطين المستقبلية من السلاح بشكل تام ومراقبة حدودها، إضافة إلى رفضه التام لحق العودة هي مطالب لا تترك شيءً للمفاوضات بين الطرفين.
×
اليوم الأول بين "الرصاص المصبوب" و"بقعة الزيت"
مقدمة: حظيت التهدئة بين حركة "حماس" وإسرائيل في قطاع غزة حيزاً واسعاً من التغطية الإعلامية الفلسطينية والتي استمرت لمدة 6 أشهر بدءً من 19 حزيران 2008 وحتى 19 كانون أول 2008، والتي تخللها العديد من الخروقات والإتهامات من كلا الطرفين بمحاولة إفشالها وإنهائها. ومع انتهاء التهدئة بدء العد التنازلي للعملية الإسرائيلية التي وحسب غالبية المحلليل كانت في مراحل تخطيطها المتقدمة ولا عودة عنها، وهذا ما حدث ظهر يوم السبت، 27 كانون أول 2008، حيث حلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية وبدأت بقصف قطاع غزة بما اعتبر لاحقاً بأقسى عدوان إسرائيلي على الشعب الفلسطيني منذ النكبة والذي سمته الحكومة الإسرائيلية ب"الرصاص المصبوب"، فيما أطلقت فصائل المقاومة على حملة إطلاقها للصواريخ من غزة إسم "بقعة الزيت". خصصت الصحف الثلاث صفحتها الأولى بالكامل لأحداث غزة، فكانت جميع الأخبار على هذة الصفحة تتعلق بالقصف الإسرائيلي لغزة إضافة إلى تصريحات وتحركات القيادات الفلسطينية بما فيها الرئيس محمود عباس والحكومة الفلسطينية لوقف العدوان الإسرائيلي، برز أيضا على الصفحة الأولى تصريحات قيادات حركة "حماس" في الداخل والخارج كما برزت تصريحات الحكومة المقالة في غزة. وفي الواقع فإن تخصيص الصفحة الأولى بالكامل لأخبار وتقارير خاصة بما يجري في غزة كان اختياراً موفقاً عَكَس خطورة الموقف وحجم الكارثة التي يتعرض لها القطاع. To View the Full Report as PDF (10 MB)
×
انتخابات بلدية القدس في 'تلفزيون فلسطين' والصحف اليومية الثلاث
مقدمة: يرصد التقرير التالي التغطية الإخبارية لانتخابات بلدية القدس التي جرت في 11 من شهر تشرين ثاني 2008 في نشرتي أخبار "تلفزيون فلسطين" المحلية والرئيسية والبرامج الحوارية في الفترة الممتدة من الساعة السادسة مساء وحتى الحادية عشرة ليلا ، وفي الصحف اليومية الثلاث :"القدس"، "الحياة الجديدة"، و"الأيام" في 11و12 تشرين ثاني، أي في يوم إجراء الانتخابات، وفي اليوم التالي من إدلاء المقترعين بأصواتهم وإعلان النتائج. شهدت انتخابات بلدية القدس جدلاً فلسطينياً بشأنها ما بين أغلبية ترى بضرورة مقاطعتها لدوافع سياسية ووطنية على اعتبار أن القدس مدينة محتلة وجزء من الأراضي الفلسطينية والعربية التي احتلت عام 1967، وأن المشاركة في هذه الانتخابات تصويتاً واقتراعاً وترشيحاً يعني اعترافاً بالاحتلال الإسرائيلي الواقع على المدينة، الذي صعد من إجراءاته وممارساته بالاستيطان وهدم المنازل والاستيلاء عليها عشية هذه الانتخابات، ما اعتبره أصحاب هذا الرأي تأكيداً لقناعاتهم بأن القضية سياسية وليست خدماتية، كما يرى أنصار الرأي الآخر الذين برروا تأييدهم لمشاركة المقدسيين فيها بالحق في الحصول على هذه الخدمات، وبإمكانية تغيير سياسة التمييز التي تنتهجها إدارة البلدية الإسرائيلية الحالية للمدينة فيما لو نجح المقدسيون في إيصال من يمثلهم إلى عضوية البلدية، بالنظر إلى تركيبتهم الديمغرافية التي تشكل نحو 34% من إجمالي عدد سكان القدس من اليهود والعرب. بيد أن نتائج الانتخابات لهذه البلدية والتي أظهرت مقاطعة شبه كاملة من المقدسيين لها خيبت توقعات من أيد المشاركة فيها وعززت من وجهة النظر الأولى القائلة بأن قضية القدس سياسية ووطنية، وهي نتائج اعتبرها البعض تصويتاً على عروبة القدس.
×
وحدة الرصد الاعلامي تدعو الصحف وتلفزيون فلسطين إلى مزيد من الموضوعية في تغطية الاحداث
لرام الله-دعا تقرير أصدرته وحدة الرصد الإعلامي في المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح" اليوم حول تغطية الصحف الثلاث وتلفزيون فلسطين لاتفاق التهدئة بين حماس والحكومة الإسرائيلية، إلى أن تتبنى الصحف الثلاث القدس، والأيام، والحياة الجديدة، و"تلفزيون فلسطين" مزيداً من الموضوعية والتغطية المتوازنة في نقلها لتطورات الأحداث السياسية والميدانية المتعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بما يضمن إعطاء هامش متساو من تلك التغطية لكافة الأطراف ذات العلاقة للتعبير عن مواقفها وإبرازها بذات القدر من الاهتمام، وهو ما ينطبق على اتفاق التهدئة، الذي تراوحت المواقف الرسمية والفصائلية بشأنه.
كما دعا التقرير إلى ايلاء رسومات الكاريكاتير الأهمية التي تستحقها، وضرورة توفير الدعم المستمر لرسامي الكاريكاتير المحليين، ونشر إنتاجهم الفني والإبداعي، بما يساهم في رفع مكانة هذا الفن، وتعزيز دوره في الأداء الإعلامي المحلي، وهو ما أثبتته تطورات الأحداث اليومية السياسية والاجتماعية على مدى السنوات الماضية، والتي واكبها الكاريكاتير بوعي ومسئولية. في حين دعا التقرير إدارة "تلفزيون فلسطين" إلى تعزيز رسالة التلفزيون الإعلامية وتطويرالأداء المهني الموضوعي، باعتباره مؤسسة وطنية عامة، تعبر عن المجموع الوطني برمته، وليست وسيلة إعلام حزبية، أو فصائلية، من خلال إعطاء هامش أوسع من التغطية لكافة الآراء والمواقف، وبذات القدر من الأهمية، مع الإشارة إلى أن التلفزيون حقق في غضون الفترة الأخيرة نقلة مهمة في مستوى ونوعية التغطية الإخبارية والبرنامجية، وإن كانت هناك بعض الملاحظات على أداء مقدمي البرامج. وكان تقرير وحدة الرصد خلص إلى مجموعة من النتائج المتعلقة بتغطية وسائل الإعلام تلك لاتفاق التهدئة ومن أبرزها: تصدر تصريحات ومواقف الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء د.سلام فياض حول اتفاق التهدئة عناوين التقارير والأخبار في الصفحات الأولى للصحف الثلاث، وفي نشرات الأخبار الرئيسة للتلفزيون. وتركيز التغطية الإخبارية على دور الرئيس محمود عباس وعلى الجهود المصرية التي بذلت للتوصل إلى هذا الاتفاق، وتجاهل دور "حماس" والحكومة المقالة بهذا الشأن، وتجنيد فصائل العمل الوطني للإشادة بهذه الجهود، وتصوير ما تم على أنه انجاز لفصائل العمل الوطني. وربط اتفاق التهدئة بقضايا الانقسام الداخلي، وما تخللها من إطلاق دعوات لبدء الحوار الفلسطيني الفلسطيني، والمطالبة برفع الحصار عن قطاع غزة من خلال إبراز المواقف والتصريحات بهذا الشأن، ورصد التطورات الميدانية لاتفاق التهدئة، وما واكبه من خروق إسرائيلية وردود الفعل الفلسطينية عليها إعلامياً وميدانياً. إضافة إلى تركيز الصحف الثلاث و"تلفزيون فلسطين" على مواقف حركة "حماس" المتعلقة بردود فعل الفصائل الفلسطينية المسلحة على خروق إسرائيل للتهدئة، وتحذيرات "حماس" والحكومة المقالة لتلك الفصائل بوقف إطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل وتركيز ردها على ساحة الضفة الغربية. في حين احتل التصعيد الإسرائيلي من اغتيالات تزامناً مع التهدئة عناوين الأخبار في الصفحات الأولى للصحف الثلاث الأولى، وفي صدر نشرات الأخبار. وركزت التغطية على النتائج المترتبة على اتفاق التهدئة سواء بعودة المزارعين إلى أراضيهم التي كانوا محرومين من دخولها بسبب المواجهات والصراع مع الجيش الإسرائيلي، أو من خلال رصد إجراءات إسرائيل فيما يتعلق بتخفيف الحصار وفتح المعابر. وأشار التقرير إلى أن مواقف فصائل المعارضة لاتفاق التهدئة لم تحظ بالتغطية في العناوين الرئيسة للصحف، ولم تتصدر نشرات الأخبار، وأتت الإشارة إليها في الصفحات الداخلية، وفي ذيل نشرات الأخبار للتلفزيون. بينما واكب الكاريكاتير في الصحف الثلاث اتفاق التهدئة قبيل دخوله حيز التنفيذ وبعد ذلك، وتركزت موضوعاته على التشكيك بديمومة التهدئة، وتأثيرات الاتفاق على العلاقات الفلسطينية الداخلية، فيما أشاعت رسومات كاريكاتير أخرى أجواء من التفاؤل بان تكون التهدئة مقدمة لسلام منشود، وربطها البعض الآخر بقضية الأسرى مذكراً بضرورة عدم تناسيها، إضافة إلى الإشارة للمواقف المتغيرة للحكومة المقالة من إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وانتقاد هذه المواقف.
×
استطلاع رأي حول تغطية المواقع الإلكترونية الفلسطينية للصراع الفلسطيني الداخلي
شمل الاستطلاع عينة من الصحافيين العاملين في وسائل الإعلام المكتوبة والالكترونية بلغ عددهم 111 صحفياً، وجرى في شهر تموز من العام الجاري 2008. وقد دلت نتائج هذا الاستطلاع على ما يلي: رداً على سؤال حول كيفية التغطية الإعلامية للصراع الداخلي في كل من المواقع الالكترونية التالية: وكالة معاً، شبكة فلسطين الآن، وكالة الأنباء الفلسطينية وفا، ووكالة فلسطين برس، أجاب المستطلعون بما يلي: 43% منهم يعتقدون بأن وكالة معاً منحازة لطرف دون آخر، بينما قال 56% عكس ذلك. في حين اعتبر 81% شبكة فلسطين الآن بأنها منحازة، فيما 14% قالوا بعكس ذلك. وعبر 87% عن اعتقادهم بأن وكالة الأنباء الفلسطينية وفا منحازة، مقابل 13% قالوا بعدم انحيازها. واعتبر 85% من المستطلعين وكالة فلسطين برس بأنها منحازة في مقابل 10% قالوا بعكس ذلك. وجواباً على سؤال آخر حول موقف أي من الأطراف السياسية تعكسها تلك المواقع الالكترونية، اعتبر 34% من المستطلعين وكالة معاً بأنها منحازة ل"فتح"، و9% اعتبروها منحازة ل"حماس" بينما قال 55% بأنها غير منحازة. في حين قال 14% بانحياز شبكة فلسطين الآن لحركة "فتح" و72% اعتبروها منحازة ل"حماس"، في حين اعتبر 9% من المستطلعين بأنها غير منحازة. وأجاب 94% من المستطلعين بانحياز وكالة الأنباء الفلسطينية وفا لحركة "فتح". بينما قال 79% من المستطلعة آراؤهم بانحياز وكالة فلسطين برس لحركة "فتح"، و 10% قالوا أنها منحازة ل"حماس"، و8% اعتبروها غير منحازة.
×
مؤتمر أنابوليس: هكذا غطت الصحف الفلسطينية الثلاث و
رام الله-خلص تقرير أصدرته وحدة الرصد الإعلامي في المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح" حول تغطية الصحف الفلسطينية الثلاث": القدس، والأيام، والحياة الجديدة، وتلفزيون فلسطين لمؤتمر أنابوليس الذي عقد في الولايات المتحدة الأميركية أواخر العام 2007، إلى تنوع مصادر المعلومات في تغطية وسائل الإعلام لهذا الحدث، ومتابعتها الإخبارية لفعالياته وأنشطته المختلفة، بحيث عكست تلك التغطية أجواء اللقاءات التي سبقت انعقاد المؤتمر. واحتل الحراك السياسي الذي شهدته السلطة الفلسطينية وإسرائيل عشية التئام المؤتمر عناوين الصحف الثلاث ونشرات التلفزيون، خاصة زيارات الوفود الدولية ولقاءاتها بالمسئولين من الطرفين. وكذلك أنشطة حكومة تسيير الأعمال برئاسة د. سلام فياض خاصة في المجال الأمني وفرض سيادة القانون. في حين حظيت استطلاعات الرأي حول ما هو متوقع من أنابوليس باهتمام الصحف الثلاث وأبرزت نتائجها في صدر صفحاتها وفي عناوين بارزة. لكن هذه الصحف لم تبرز مواقف المعارضة الوطنية لهذا المؤتمر على صدر صفحاتها الأولى، وإن كانت هذه المواقف نشرت في الصفحات الداخلية، في حين تجاهلها "تلفزيون فلسطين". ومع ذلك رصدت الصحف الثلاث العديد من ردود الفعل الرسمية الإسرائيلية إزاء المؤتمر وركزت تحديداً على المواقف الداعمة له ، ولم تشر إلى مواقف أوساط أخرى معارضة مكتفية بنقل ما ورد من تصريحات وما صدر من مواقف بخصوص المؤتمر. وأشار التقرير إلى أن جل تغطية الصحف الثلاث عشية المؤتمر وأثناء انعقاده ركزت على الجانب الإخباري واعتمدت في تقاريرها ومعلوماتها على ما كانت تبثه وكالات الأنباء العالمية ووكالة الأنباء الرسمية "وفا"، وقليل من التقارير استندت إلى مصادر رسمية فلسطينية، بينما انتقلت هذه المتابعة بعد ارفضاضه إلى التحليل والنقد. ووفقا للتقرير فقد بدا المشهد الإعلامي كما ورد في الصحف بعد أقل من أسبوع على انفضاض أنابوليس حافلاً بالتقارير والأخبار المتعلقة بالاستيطان وتوسيع المستوطنات القائمة ووجد تعبيراً له في الخطاب الإعلامي والسياسي المتشائم. بينما عكست الرسومات الكاريكاتيرية اهتماماً بفعاليات المؤتمر، وتفاعلت مع ما كان يحدث من لقاءات واتصالات سياسية، أو ما كان يحدث على الأرض من إجراءات وممارسات إسرائيلية. وعبر رسامو الكاريكاتير عن الواقع السياسي سواء ما تعلق منه بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أو بالحالة الداخلية الفلسطيني.، في حين خصصت الصحف الثلاث مساحة لكتاب الرأي الفلسطينيين والإسرائيليين عالجت مقالاتهم قضايا سياسية شكلت صلب ما بحث في المؤتمر من مواضيع بحث، وشككت في معظمها بنتائجه. أما فيما يتعلق بتلفزيون فلسطين فقد خصص جزءاً مهماً من برامجه الإخبارية والحوارية لتغطية فعاليات المؤتمر والتحضيرات التي واكبته، وتصدرت نشراته الإخبارية لقاءات الرئيس وتصريحات كبار مساعديه. ولم يشر "التلفزيون" في نشراته الإخبارية إلى المواقف الشعبية والفصائلية المعارضة للمؤتمر، خاصة المسيرات والتظاهرات المناوئة للمؤتمر وما تخللها من استخدام للقوة وإطلاق النار على المحتجين ما أدى إلى مقتل مواطن وإصابة العشرات. وتجاهل مواقف "حماس" و"الجهاد الإسلامي" المعارضة للمؤتمر. وشهدت تغطية "التلفزيون" لهذا الحدث نقلة من حيث اعتماده على موفده إلى واشنطن لنقل فعاليات المؤتمر، وهو إجراء غير مسبوق في أداء "التلفزيون" الذي كان يعتمد في السابق في تغطية أحداث كهذه على وكالات الأنباء العالمية فقط، وقد عززت تغطية المراسل مصادر المعلومات التي قدمها لمشاهديه. توصيات التقرير: وأوصى التقرير بتعزيز التنوع في مصادر المعلومات، بالنظر إلى أهميته في تغطية إخبارية تزود القارئ والمشاهد بما يبحث عنه من معلومات في سياق حدث من الأهمية كما هو الحال بالنسبة لمؤتمر أنابوليس. وعدم الاكتفاء بالتغطية الإخبارية المجردة، وضرورة إغنائها بالتحليل والقراءة النقدية ومتابعة التطورات التي تتخلل هذه الأحداث أو تتمخض عنها. عبر منح هامش واسع من حرية الرأي أعطته الصحف لكتاب الرأي، وللمواقف التي عكست تنوعاً سياسياً وفكرياً. كما حث التقرير"تلفزيون فلسطين" على الانفتاح على الرأي الآخر وعدم تغييبه، باعتباره التلفزيون الوطني الرسمي لعموم الشعب وليس ناطقاً باسم فصيل بعينه. علماً بأن الانفتاح على الآخر يعزز موضوعية ومهنية هذه الوسيلة الإعلامية. وضرورة تعزيز مصادر المعلومات الخاصة لوسائل الإعلام المكتوبة والمرئية، وتوفير إمكانات التدريب اللازمة، وتوجيهها نحو رفع كفاءة مقدمي البرامج والمراسلين. في حين دعا صحيفتي "الأيام" و"الحياة الجديدة" إلى استحداث زاوية تعكس مواقف الصحيفتين اليومية من التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، كما تفعل صحيفة القدس في زاوية "رأي القدس"، وهو ما تفتقده الصحيفتان في هذه المرحلة، وتستعيضان بدلاً من ذلك برأي رئيس التحرير في كل من الصحيفتين وفي الزاوية الخاصة بهما تعكس المواقف الشخصية لرئيس التحرير وليس مواقف يومية تتطلب رأي الصحيفة وموقفها.
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647 القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14 حي المصايف، رام الله الرمز البريدي P6058131
للانضمام الى القائمة البريدية
|