زاوية تحتوي على ما يصدر من مقالات و تقارير باقلام بعض الكتاب الاسرائيليين
×
عودة «خريطة الطريق» - انعطافة في مسيرة أنابوليس
لدى زيارتها لاسرائيل والسلطة الفلسطينية في بداية شهر آذار، تحدثت وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس عن تفعيل آلية الرقابة الامريكية، برئاسة الجنرال تشارلز فرايزر، على تنفيذ تعهدات الطرفين بموجب خارطة الطريق. وشرح موظفون امريكيون بأن الادارة لم تيأس من احتمالات تحقيق تسوية في المسائل الجوهرية، ولكن يوجد منطق في التركيز الان على تحسين موازن للوضع على الارض. وحسب اقواله، فاذا لم يتغير الواقع فإن كل تسوية تتحقق ستكون نظرية فقط. يمكن التقدير بأن التغير في سلم الاولويات للادارة، والذي تسعى الى تحقيقه رايس ينبع من سببين. الاول، لا توجد مؤشرات على اي تقدم في المحادثات على «المسائل الجوهرية» بين رئيس الوزراء ايهود اولمرت، مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وبين وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، ورئيس الفريق الفلسطيني المفاوض احمد قريع. احتمالات التوصل الى تسوية حتى نهاية السنة، كما اعلن في مؤتمر انابوليس تبدو في هذه اللحظة طفيفة، وادارة بوش تتخذ صورة المسؤولة عن فشل آخر في المسيرة السلمية. ثانيا، تسعى الادارة الى مساعدة رئيس وزراء السلطة، سلام فياض، الذي يركز على تحسين الوضع في الضفة. لقد أدار فياض في الاشهر الاخيرة حملة علاقات عامة في الولايات المتحدة ابرزت الحاجة الى مساعدة المعتدلين الفلسطينيين في خلق فرص اقتصادية وتعليمية في الضفة الغربية. نداءات المساعدة من فياض تركز على رفع الحواجز والقيود الامنية التي وضعتها اسرائيل، والتي تفرض المصاعب على الحياة اليومية في المناطق وعلى اقامة منظومة سلطوية فلسطينية ناجعة. وعلى اي حال، فإن المرحلة الاولى من خارطة الطريق تفرض على الطرفين التزامات ينطوي تنفيذها على مصاعب داخلية لا بأس بها. فاسرائيل مطالبة بأن تجمد تماماً البناء في المستوطنات، وان تخلي المواقع الاستيطانية التي اقيمت منذ آذار 2001، ان تمتنع عن مهاجمة مدنيين فلسطينيين، وان تعيد فتح المؤسسات الفلسطينية في شرقي القدس. اما الفلسطينيون فمدعون لاعادة تنظيم قوات الامن في السلطة، العمل علناً ضد «افراد وجماعات» تخطط وتنفذ الارهاب ضد اسرائيليين والعمل على تفكيك بنية تحتية وقدرات ارهابية. وعلى نحو غير مفاجئ في السنوات الخمس التي انقضت منذ نشر «خريطة الطريق» تملص الطرفان بثبات من تنفيذ التزاماتهما. الجمود على الارض ادى الى احباط شديد لدى رايس، وقد عبرت عنه لدى عودتها من الزيارة الى الشرق الاوسط. ففي حديث مع المراسلين قالت: «لم يجري حتى ولو ما يقترب من الكافي كي يظهر ان الاسرائيليين والفلسطينيين يفهمون او يعملون ... واضح لي انه بدون تنفيذ التزامات خارطة الطريق، وبدون تحسن على الارض من الصعب جداً خوض المسيرة». كاتب الرأي الامريكي دافيد ايغنيشيوس المقرب من رايس اقتبس على لسان «موظف كبير في الادارة» شكاوى شديدة ضد اسرائيل، في انها على حد تعبيره لم تفكك حتى ولو موقع استيطاني واحد ولم تفعل شيئاً للتسهيل في الحواجز التي تلحق اهانة يومية بالفلسطينيين. واشتكى «الموظف الكبير» من ان «الجيش الاسرائيلي يفعل ذات الشيء ( في الحواجز منذ سبع سنين)».زعم آخر كان في ان الجيش الاسرائيلي لا يثق بقوات امن السلطة ويفضل العمل بنفسه على الارض، مثلما في العملية لمصادرة الاموال في نابلس. من المثير للاهتمام انه في محادثات الخلفية مع كاتب الرأي، تركزت المزاعم على انتقاد اسرائيل، خلافاً للموقف الاكثر توازناً الذي عرضته رايس في استعراضها العلني امام الصحافيين. لدى زيارتها الى اسرائيل طلبت رايس عقد اجتماع لآلية المتابعة لتنفيذ «خريطة الطريق» برئاسة الجنرال فرايرز، لاول مرة منذ تعينه في المنصب في شهر كانون الثاني. وزير الدفاع ايهود باراك، رد بمعارضة شديدة لعقد الالية الثلاثية، واقترح عقد لقاءات متابعة منفصلة لفرايزر مع كل واحد من الطرفين. رايس لم تقتنع ، ورداً على ذلك بعث باراك الى اللقاء الثلاثي رئيس القيادة الامنية السياسية في وزارته، عاموس جلعاد بدل الذهاب هو نفسه. اما من الطرف الفلسطيني فشارك رئيس الوزراء فياض الذي يدير اتصالات ثابته مع باراك في الشؤون الجارية. اولمرت لم يتناول علناً الخلاف مع رايس، غير ان تصريحاته وافعاله اظهرت بأنه يتحفظ من الانعطافة التي تعقدها في مسيرة انابوليس. واعلن بأنه سيواصل المسيرة السياسية مع عباس، رغم التصعيد في قطاع غزة، وهكذا يكون شدد على التقدم في «المسائل الجوهرية» - وليس على تطبيق «خريطة الطريق» او التسهيل على حياة الفلسطينيين. بعد العملية في مدرسة «مركاز هراف» رد اولمرت بترخيص علني لاقامة 750 شقة في مستوطنة جفعات زئيف، بعد ان عمل في الاشهر الاخيرة على وقف البناء خلف الخط الاخضر. وتجاهل النقد المتوقع من السلطة الفلسطينية والادارة الامريكية على القرار الذي اتخذ قبل بضعة ايام من لقاء المتابعة برئاسة فرايزر، والذي فسر كخرق فظ «لخريطة الطريق». كما ان الاحتمال في رفع حواجز وتسهيلات حركة للفلسطينيين في الضفة يبدو صفراً، على خلفية التصعيد العسكري في غزة والخوف في اسرائيل من «انتفاضة ثالثة» في الضفة الغربية. اسرائيل غير مستعدة لان تكف عن نشاطاتها واعتقال المشبوهين بالارهاب في المدن الفلسطينية، والاعتمال على قوات امن السلطة. كما انها تصر على معارضتها تدريبهم وتسليحهم كقوة عسكرية، مع وسائل مثل السترات الواقية والمصفحات. كما انتقدت رايس في الماضي اسرائيل بشدة، وفي خطابها امام مؤتمر انابوليس شبهت الحواجز في الضفة بالتفرقة العنصرية التي عاشتها طفله في الباما، حتى وان كانت وازنة اقوالها بانتقاد للارهاب الفلسطيني. غير ان الخلاف الحالي يتخذ صورة الشرخ الحقيقي بين وزيرة الخارجية الامريكية والقيادة الإسرائيلية. رغم ذلك، من الصعب الافتراض بأن الادارة الامريكية ستختار المواجهة العلنية مع اسرائيل او عرضها كرافضة للسلام. الرئيس جورج بوش سيزور اسرائيل في ايار وسيشارك في احتفالات الستين للدولة، وفي الايام القريبة القادمة سيصل الى اسرائيل نائبة ديك تشيني، خصم رايس ورائد الخط المحافظ في الادارة. من الصعب التصديق بأن بوش سيثقل على مظاهرة صداقته لاسرائيل بخلاف على المواقع الاستيطانية والحواجز. كما ان الادارة تراعي حتى اليوم الاضطرارات السياسية لاولمرت، وستبذل كل جهد مستطاع لمنع سقوط حكومته. ولا بد انهم في واشنطن فهموا رغبة رئيس الوزراء في تهدئة خواطر اليمين بعد العملية في «مركاز هراف» ولهذا فقد اكتفوا بنقد واهن على البناء المتجدد في جفعات زئيف. يمكن الافتراض في انه كلما واصل اولمرت محادثاته مع عباس، فإنه سيتمتع باسناد من البيت الابيض. تحليل: الوف بن- «هآرتس»
×
إسرائيل لا تريد السلام بل إرضاء واشنطن
مثل الطفل في رسومات الالغاز التي تُعرض في الصحف عادة نرى الرئيس جورج بوش قد اختفى من الصورة. ولكن خلافاً لتلك الرسومات البريئة البسيطة التي يتوجب فيها تركيز النظر قليلاً وادارة الصحيفة يميناً ويساراً حتى يظهر الطفل الضائع ضمن الصورة فانه في حالة بوش نرى ان الحكاية اشد تعقيداً وصعوبة. هناك رسم الا ان الرئيس غير موجود. من قمة انابوليس الى جولات كوندوليزا رايس السياحية لم نعد نرى الا الشعار الصدئ "عملية السلام"، الذي يذكرنا بأن شيئا ما كهذا كان هنا ذات مرة. ايهود اولمرت ومحمود عباس ما زالا يلتقيان مثل العجوزين اللذين يصلان الى الفرع المحلي لصندوق المرضى حتى يتبادلا اطراف الحديث ثم يعودان لقيلولة الظهيرة. كلاهما ينظران للافتة الجديدة التي نصبت من قبل مقاولي السلام الاميركيين وتقول: "هنا سيبنى فرع جديد لعملية السلام". ليس معروفاً بعد من سيكون المقاول ــ هيلاري، اوباما، ام مكين ــ ولكن بدأ الناس من الان يبثون التحليلات المنمقة "من سيكون الافضل لاسرائيل ومن الذي سيدفع عملية السلام للامام".. هناك ايضا شعار جديد "اسمه التغيير". هذا تعبيرٌ يتسبب برجفة خفيفة في العمود الفقري القومي التغيير من ماذا؟ التغيير لماذا؟ خصوصاً عندما يصدر هذا المصطلح عن اوباما الذي ينظر له تلقائياً كمن قد يتسبب بتغيير الاتجاه في البيت الابيض والادارة الاميركية كلها ضد اسرائيل. هذا بالضبط نفس التهديد الذي تحمله السيدة كلينتون في جعبتها خصوصاً بالنسبة لمن يخشى ان تنشأ عملية سلام ــ لا قدر الله ــ من التوجه نحو السلام. القلق لا داعي له. ادارة بوش التي تعتبر "الادارة الاميركية الفضلى لاسرائيل" اكتفت فقط بتحديد خطوط حمراء حول تجاوزات انسانية ارتكبتها اسرائيل، ومن خلال ذلك أيضاً لم تسجل لنفسها انجازات ذات اهمية. هي لم تنجح في التوصل لتفكيك بؤر استيطانية او ازالة مهمة للحواجز وحكمت على نفسها بالصمت المطبق في ظل الاغلاق والحصار الذي فرضته اسرائيل على غزة ولم تتداعَ عندما اتضح لها ان اسرائيل تحول التزاماتها امامها الى أضحوكة. في الاسبوع الماضي تحدثت رايس عن "احباط" من سياسة اسرائيل، وقال مساعدها، ديفيد ولش، في لقاء الرباعية الدولية ان "الولايات المتحدة لا تشعر بالارتياح من التحركات الاسرائيلية في غزة". يا ويلتاه الدولة العظمى تتعذب وتعاني من الاحباط، ولكنها كسولة ايضاً. وما الذي توقعه من الرئيس الجديد الذي سيخطط من اليوم الاول لولايته الثانية في البيت الابيض؟ ان يأمر بتقسيم القدس ويتصادم مع يهود الولايات المتحدة؟ ان يقوم بإزالة خارطة الطريق عن الخارطة؟ وربما سيضغط الصوت اليهودي في هذه المرة؟ قائد احدى المؤسسات اليهودية المهمة في الولايات المتحدة قال، هذا الاسبوع، لمحادثة من دون ذكر اسمه ان هدف المؤسسات اليهودية هو دفع الادارة الاميركية والكونغرس لتأييد كل سياسات حكومة اسرائيل. هذا يعني ان الجمهور اليهودي نفسه الذي يفترض به ان يكون قلقاً من طابع "الملجأ اليهودي" يعفي نفسه من التمعن في سياسات اسرائيل من خلال التعليم المريح القائل: "ان كنا لا نخاطر بأرواحنا من خلال العيش في اسرائيل فليس لنا الحق بأن نقول رأينا حول سياستها". ليس مهما الان ما هي درجة قوة وصحة هذا الامر، ولكن الامر الاهم هو ان كل رئيس اميركي يمكنه ان يشعر بالثقة بالحصول على الصوت اليهودي طالما كان مؤيداً لسياسات حكومة اسرائيل كائنة ما كانت. الافتراض الثابت هو ان سياسة السلام الاسرائيلية قد أتت من اجل ارضاء واشنطن اكثر من كونها وسيلة للوصول الى السلام الحقيقي. لولا الضغط الاميركي لما التقى اولمرت مع ابو مازن وبالعكس، ولولا معارضة بوش لكانت اسرائيل الان في ذروة عملية سلام مع سورية. هذا الافتراض تجسد علنياً وبصورة ملونة في كل مرة كانت تأتي فيها الى المنطقة شخصية اميركية بارزة. هذه الحركة الوهمية أعطت الانطباع بأن اتفاق السلام سيتحقق حتى آخر 8200. عن "هآرتس"
×
من أجل القضية، يجب أن تذهب المستوطنات
تل أبيب يبدو أن الإسرائيليين فقدوا إيمانهم بصحة قضيتنا، حسبما أبداه المراقبون مؤخراً بهلع. وإذا كان ذلك مردّه الوهن الأيديولوجي أو النزعة العالمية للسعي وراء الأهداف الشخصية والمادية بدلاً من الجماعية، أو فقدان الإيمان بوعد الله إعطاء هذه الأرض لإبراهيم، فإن هناك سببا حقيقيا للقلق. إذا أخذنا بالاعتبار التحديات التي تواجه إسرائيل والمتطلبات المفروضة على مواطنيها، فإن الإجماع الوطني على الحرب أو السلام والعلاقات مع جيراننا العرب وعلى الأولويات المجتمعية ليست ترفاً وإنما ضرورة. كيف وصلنا إلى هذا الوضع وكيف نستطيع الوصول إلى مكان أفضل؟ لقد أطلق نصر إسرائيل الساحق في حرب الأيام الستة موجة من الطاقة المجنونة داخل الدولة وفي كامل العالم اليهودي. فهو، ضمن أمور أخرى، أدى بأناس مثلي لأن يقوموا بالعودة للحصول على الجنسية الإسرائيلية. ولكنه أطلق كذلك أموراً كثيرة على خط تماس ضخم، مسببة الانحراف عن الصهيونية البراغماتية المسؤولة عن إيجاد الدولة اليهودية، فقد انصبّت طاقات هائلة وموارد ضخمة وابتكارية لا نهاية لها في المستوطنات في المناطق التي احتُلّت عام 1967. أنا من أتباع الحوافز اليهودية، رغم أني لست مع أعمال العديد من الذين يعيشون في هذه المستوطنات أو عقائدهم المتطرفة. من بينهم بعض أفضل مواطنينا، ولكنهم يضمون كذلك أقلية صغيرة، متطرفة وعنفية، تسببت أعمالها بالأذى لقضية الدولة اليهودية ومشروع الاستيطان نفسه. قرأت مؤخراً كتاب دافيد شولمان، \"الأمل القاتم\"، وهو تقرير شاهد على الأعمال المتطرفة التي ترتكب في الضفة الغربية باسم الشعب اليهودي. ورغم أنني أشارك العديد من المستوطنين التزاماتهم، إلا أن ذلك لا يغير قناعتي بأنهم على خطأ، بعمق وخطورة، لأنهم يرهنون المؤسسة الاسرائيلية بأكملها من خلال قضية الاستيطان. نتيجة لذلك فقد تسببوا بأذى خطير غير مقصود لصدق قضيتنا الوطنية الواسعة على مستويين اثنين: أولاً، منظور الصدق الأساسي لقضيتنا عند شعوب العالم. كانت تلك حالة لا يمكن الاستغناء عنها عند ولادة دولة إسرائيل عام 1948، وما زالت قضية حرجة اليوم. من الغباء أن نقلل من أهمية هذه القضية أو أن نهزأ منها. الحفاظ عليها صعب، حيث أن أعداءنا يسّوقون الافتراء أن إسرائيل مجرد أداة زرعها الاستعمار، دولة فصل عنصري أخرى مثل جنوب أفريقيا، أو في أفضل الحالات، تصدير أوروبا لمشكلتها اليهودية إلى الشرق الأوسط. أهم إثبات في ترسانة أعدائنا هي المستوطنات، والاتهام بأننا نسرق أرض جيراننا وموارد رزقهم. لو تم بناء جدار الأمن على حدود الهدنة لعام 1967 أو بالقرب منه لما أثار ذلك معارضة شديدة، محلياً أو دولياً، وكون الجدار قد استُغلّ حجّة لسرقة أراضٍ واسعة إنما يؤكد ادعاء أعدائنا. الإعلانات الأخيرة عن إنشاءات واسعة النطاق في القدس الشرقية بعد اجتماع أنابوليس مباشرة إنما هي دليل على ذلك. ثانياً، هو الأثر الذي كان للمستوطنات على إجماعنا الداخلي وإيماننا بصدق قضيتنا. تؤكد نتائج الانتخابات، إضافة إلى حواراتنا اليومية، الانشقاق العميق في المجتمع الإسرائيلي حول المستوطنات. عوارض هذا الانشقاق كثيرة، من حرب لبنان الثانية إلى المرارة المثبطة للهمّة والسخرية من قدر كبير من طرحنا العام، إلى ما بعد الصهيونية للعديد من مفكرينا، إلى معدلات الهجرة إلى الخارج. ليست المستوطنات هي السبب الوحيد وإنما هي سبب إستراتيجي. تقوض المستوطنات أركان المنظور الخارجي لنا، وكذلك منظورنا الداخلي بصدق قضيتنا. لذا، وفي تناقض صارخ مع نوايا العديد من سكان هذه المستوطنات، ينتهي الأمر بأن تضعف المستوطنات من قوتنا بدلاً من أن ترفدها، وتشكل خطراً كبيراً على وجود الدولة اليهودية الوحيدة التي نملكها. هناك رابط غريب متناقض بين لهفة المستوطنين للحصول على كامل أرض إسرائيل ومطالب العرب بدولة واحدة علمانية ديمقراطية لكل مواطنيها. كلاهما سوف يؤدي إلى دمار إسرائيل. لن يرضي الانسحاب من المستوطنات خصومنا، كما لا يجب علينا أن ننسحب من طرف واحد، دون ضمانات وحمايات ونقاط نقف عندها للتقييم والتأكيد. ولكن علينا أن ننسحب، لأجل حاجاتنا ومصالحنا. احتلال الفلسطينيين يفترسنا من الداخل، مثل نمو سرطاني يحتاج إلى عملية جراحية لاستئصاله حتى يتسنى للجسم أن يعيش. ليس من قبيل المصادفة أن العديد من أبرز جنرالاتنا الذين تحولوا إلى ساسة، مثل ديان ووايزمان ورابين وباراك وشارون، توصلوا إلى نتيجة أن الفصل عن الفلسطينيين في المناطق كان حاسماً لإسرائيل وبقائها كدولة يهودية. علينا أن نصحو من غفوتنا، وأن نضع الأولويات وأن نجمّع أنفسنا قبل فوات الأوان. علينا أن نتنازل عن الانشقاق العميق في داخلنا حول إسرائيل الكبرى حتى نتوحد بفعالية لصالح إسرائيل ما قبل عام 1967 (مع إضافات قليلة متفاوض عليها). إيماننا المشترك في صدق قضيتنا، والذي بدونه سوف نسقط، لا يمكن إعادة بنائه طالما كنا نحتل شعباً آخر ونفرض نزوحه. سيكون من المؤلم ترك أماكن مرتبطة بذاكرتنا الجماعية التي نقدسها، ولكنه سيكون مأساوياً إلى درجة أبعد بكثير أن نخاطر باحتمالات تداعي دولة إسرائيل وتفككها، وهو ثمن أكبر بكثير من أن نتحمله. . شيلدون شريتر رجل اعمال من رعنانا، من مواطني مونتريال اصلاً، وقد هاجر الى اسرائيل عام 1976
×
الجيش الاسرائيلي يتدرب للتصعيد في ختام المؤتمر
السيناريو الذي ستتدرب عليه قيادة المنطقة، بمرافقة ملاصقة من هيئة الاركان العامة، لا يتحدث صراحة عن فشل انابوليس. حسب السيناريو، ففي الاسابيع التي تسبق المؤتمر تبادر منظمات الارهاب الفلسطينية لموجة كبيرة من العمليات منعا لنجاح المؤتمر، فيما تعقد بالمقابل مظاهرات كبرى في ارجاء الضفة. ولكن لما كان التوتر مع سوريا سيستمر وكذا في حدود القطاع يكون الوضع متوترا، فان قيادة المنطقة سيتعين عليها التصدي بوسائل محدودة (قوات بحجم صغير نسبيا) للاضطرابات والمظاهرات. رئيس الوزراء ايهود اولمرت يعتزم ان تتحقق التسوية الدائمة مع السلطة الفلسطينية في ختام المفاوضات التي تبدأ بعد مؤتمر انابوليس وستطرح التسوية على مجلس الامن في الامم المتحدة، الولايات المتحدة والرباعية للمصادقة عليها. وذلك من أجل ادراجها ضمن اجماع دولي واسع كأساس لحل النزاع وتسوية العلاقات المستقبلية بين اسرائيل والفلسطينيين. ودخلت اسرائيل والسلطة الفلسطينية امس الى مرحلة مكثفة من المفاوضات على صيغة البيان المشترك، الذي سيعرض في المؤتمر. والتقى الفريقان المفاوضات برئاسة وزيرة الخارجية تسيبي لفني واحمد قريع (ابو علاء) في القدس للبحث في صيغة الاعلان، وسيلتقيان مجددا اليوم. وستقرر وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس وفقا للتقدم في المحادثات اذا كانت ستأتي الى المنطقة الاسبوع القادم مرة اخرى كي تحث المفاوضات. في ختام اللقاء قال رئيس الفريق المفاوض من م.ت.ف صائب عريقات ان اللقاء كان صعبا. فبينما يبلغ الجانب الاسرائيلي منذ بضعة ايام عن تقدم في المحادثات وأن نقطتي الخلاف قريبتان من الحل، كرر عريقات مشددا على أن الفريقين المفاوضين لم يبدآ بعد بصياغة الوثيقة. وحسب عريقات، فبنية السلطة الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود "ولكننا لا يمكننا أن نقبل اعترافا باسرائيل كدولة يهودية". وقال أولمرت أمس في لجنة الخارجية والامن في الكنيست ان مؤتمر انابوليس سيستمر ليوم واحد. وحسب مصادر سياسية في القدس سيبدأ اللقاء في 26 تشرين الثاني على مستوى وزراء الخارجية في انابوليس. وفي ذات المساء سيستضيف الرئيس الامريكي جورج بوش اولمرت ورئيس السلطة محمود عباس في وليمة عشاء في البيت الابيض في واشنطن. وفي الغداة 27 تشرين الثاني يفتتح المؤتمر رسميا بخطابين من اولمرت وعباس. وينتهي الحدث بعد بضع ساعات. وظهر اولمرت ولفني أمس في عدة اطر في الكنيست وأوضحا بان مؤتمر انابوليس لن يكون سوى حدث افتتاح لمفاوضات اسرائيلية – فلسطينية. وقال اولمرت انه من ناحية اسرائيل، نقطة البدء في المفاوضات ستكون اعترافا فلسطينيا باسرائيل كدولة يهودية، ونقطة نهايتها ستكون اعلانا عن نهاية النزاع ووضع حد للمطالب. المفاوضات ستبدأ بعد مؤتمر أنابوليس، وتجري على نحو متواصل. وأكد أولمرت أمس لاول مرة بان اسرائيل والسلطة اتفقتا على أن تبدأ المفاوضات على التسوية الدائمة قبل تطبيق المرحلة الاولى من خريطة الطريق. ومنذ عرض الولايات المتحدة لخريطة الطريق، عارضت اسرائيل المفاوضات على التسوية الدائمة قبل تطبيق هذه المرحلة التي في اطارها يكون على السلطة الفلسطينية تفكيك منظمات الارهاب وعلى اسرائيل تجميد البناء في المستوطنات وتفكيك المواقع الاستيطانية. ولكن في الاسبوع الماضي اتفق الفريقان المفاوضات على أنه بعد مؤتمر انابوليس ستبدأ المفاوضات على التسوية الدائمة. وحسب هذا الاتفاق فانه اذا ما تحققت تسوية دائمة، فسيتم تنفيذها بموجب تطبيق مراحل خريطة الطريق من قبل الطرفين. وقال اولمرت للجنة الخارجية والامن: "بوسعنا أن نسمح لانفسنا بتغيير الموقف التقليدي بعض الشيء". وعلل موقفه في أن الزمن الذي يمر يعمل في طالح المسيرة السياسية. وفي اطار المسار الجديد "سنحاول الوصول الى تفاهم في كل عناصر الحل، ولكنه لن يتعين علينا تطبيق شيء قبل تنفيذ المرحلة الاولى". واضاف رئيس الوزراء بانه بين التوقيع على التسوية الدائمة وبين تطبيقها سيمر زمن وصفه بـ "المنطقة الفاصلة". "اذا أوفى الفلسطينيون بالمرحلة الاولى من خريطة الطريق وكافحوا الارهاب فعندها فقط سيتعين على اسرائيل تنفيذ الاتفاق". وردا على سؤال من النائب يسرائيل كاتس من الليكود أكد اولمرت ما نشر في "هآرتس" عن أن في نية اسرائيل تحرير سجناء فلسطينيين قبل المؤتمر. وقال اولمرت انه سيحرر قدرا أعلى بقليل من اربعمائة سجين ولن يكون بينهم "ملطخة ايديهم بالدماء". وهذه الليلة سيسافر ثلاثة اعضاء الفريق الاسرائيلي المفاوض – رئيس طاقم رئيس الوزراء، يورام تربوبيتش، مدير عام وزارة الخارجية أهرون ابراموبيتش والمستشار السياسي لرئيس الوزراء شالوم ترجمان. للمحادثات مع كبار المسؤولين الامريكيين في واشنطن. - هآرتس 13/11/2007 -
×
رسائل سرية بين اولمرت والاسد
وكان رئيس الوزراء امتنع حتى الان عن اشراك حتى شركائه في القيادة – القائمة بأعماله ووزيرة الخارجية تسيبي لفني ووزير الدفاع ايهود براك – في جوهر الرسائل التي تنقل بواسطة تركيا. وكما نشر لاول مرة في "يديعوت احرونوت"، فبعد يوم الاستقلال الاخير نقل اولمرت رسائل الى الاسد من خلال رئيس وزراء تركيا طيب اردوغان. وأوضح رئيس الوزراء للرئيس السوري بانه يعرف ما هو ثمن السلام مع سوريا – أي، اعادة هضبة الجولان – ومستعد لدفعه. وطلب اولمرت أن يسمع من الاسد اذا كانت سوريا مستعدة لان تقطع بالمقابل حلفها مع ايران، التي يهدد زعماؤها بابادة اسرائيل، ومع منظمات الارهاب. الرسائل السرية التي نقلت في الربيع لم تؤدي الى التقدم على المستوى السوري، وفي اثناء الصيف تعاظم في اسرائيل التخوف من حرب بين الدولتين. وبلغ التوتر ذروته في بداية ايلول، مع الهجوم على المفاعل الذي بنته سوريا بمساعدة خبراء من كوريا الشمالية. ومؤخرا، كما أسلفنا استؤنفت الاتصالات السرية. وحاليا يكتفي اولمرت فقط بتلميحات عن التسخين في القناة السورية. "انا مستعد للسلام مع سوريا ومعني باجراء مفاوضات معها دون شروط مسبقة – شريطة أن يغادروا محور الشر ولا يدعموا الارهاب"، قال أمس لاعضاء لجنة الخارجية والامن في الكنيست. وعندما سأله النائب ران كوهن من ميرتس اذا كانت الاتصالات مع الاسد قد استؤنفت، تملص رئيس الوزراء من الرد الصريح واجاب: "لست ملزما بالتبليغ عن كل شيء افعله. هناك أناس يتحدثون ولا يعملون. وهناك من يحاولون العمل ويتحدثون – وهناك أيضا من يفعلون ولا يتحدثون". وأعرب رئيس الوزراء عن أمله في أن يشارك السوريون في قمة السلام في انابوليس. "كل دولة عربية اسلامية تأتي لاسناد المسيرة بيننا وبين الفلسطينيين، على اساس دولتين للشعبين، مدعوة للمؤتمر". حسب مصادر سياسية، فان رئيس الوزراء يعتزم ادارة الحوار مع سوريا بالتوازي مع المفاوضات مع الفلسطينيين – وليس بدلا عنها. ومع ذلك، ففي الكنيست يأخذون الانطباع بان اولمرت يسعى الى تخفيض التوقعات مع حلول مؤتمر انابوليس. وقال أمس رئيس الوزراء: "يدور الحديث عن مؤتمر من يوم واحد فقط، هدفه تدشين المفاوضات". ولكنه عاد واضح قائلا: "سيتعين علينا الانسحاب من المناطق". - يديعوت 13/11/2007 -
×
حماس في سيطرة تامة في غزة
السيطرة الناجعة والتنظيمية لحماس في غزة هي شبه مطلقة. يوجد للحركة اليوم حكم مركزي مع أجهزة مرافقة لتطبيق سيطرته على الارض وهو يشكل عنوانا وصلاحية عليا في الساحة الغزية الداخلية. ومن داخل هذا الواقع تعمل حماس على محورين مركزيين: الاول – تثبيت حكمها على الارض، بالمؤسسات والمنظمات والثاني – كجهة سلطوية ومركزية فانها تفرض القانون على مستوى حفظ النظام ايضا. في ضوء النجاح المثير للانطباع لسيطرة حماس على القطاع حقق رجالها ثقة بالنفس. وأغلب الظن لم يتوقعوا بان يجر حدث الذكرى لياسر عرفات تبادلات شديدة لاطلاق النار. عرفات يشكل رمزا فوق الزمان والمكان من ناحية الفلسطينيين. فهو يعتبر أب الامة الفلسطينية وعليه، انطلاقا من هذا الفهم، صادقت حماس منذ البداية على عقد المهرجان. ولم يتصور رجال حماس ان ينتهي المهرجان بصور تتراكض في كل وسائل الاعلام عن استئناف النار في غزة، وعليه فانها من ناحية الصورة تضررت قليلا. - معاريف 13/11/2007 -
×
المستوطنات غير اخلاقية
ولكنهم يرون الطريق من دون أن يتمكنوا من الوصول اليه. خلال العشرين عاما الأخيرة ظهرت بينهم وبينه على رأس كل جبل مستوطنة أو بؤرة استيطانية: في البداية جاءت بؤرتا كرمل وماعون وسدتا الطريق على الفلسطينيين. بعد ذلك أُقيمت حظيرة ضخمة للمواشي بين المستوطنتين فسدت الطريق الالتفافي الموصل الى الشارع رقم 317. وبعدها جاءت مزرعة ماعون وافيجيل وماغين دافيد ومزرعة لوتسيبر، ومن حولها مساحات متزايدة من المناطق العسكرية الأمنية والاشجار وقنن الدجاج. عندما حاول سكان القرية السفر عبر الطرق الاعتيادية، أوقفهم ضابط الأمن في المستوطنات والجيش أو المستوطنون العاديون – الذين أخذوا زمام المبادرة بأيديهم – بالقوة. والآن لم يعودوا يجربون حتى. هذا كان مثالا واحدا فقط للحكاية الاكثر نفيا وكبتا في الجدل الاسرائيلي الدائر حول المستوطنات. ليس في اليمين فقط وانما في وسائل الاعلام واليسار "المعتدل". لم يعودوا يتحدثون عندنا عن ذلك. يذكرون الديمقراطية و"الشرعية"، ويتحدثون عن عرقلة التسوية المستقبلية، وحتى عن جمال الأسطح القرميدية المشبوهة – ولكنهم لا يتحدثون عن الاخلاق. يتوجب قول الامور بصوت مسموع وواضح: المستوطنات مرفوضة، ليس فقط لانها تلحق الضرر بعملية السلام وتحول دون التسوية أو تسيء لسمعة الخطاب الصهيوني، وانما أولا وقبل كل شيء بسبب الظلم اليومي الذي تتسبب به جميعها. مجرد وجود المستوطنين في المناطق يتسبب في الكثير الكثير من المعاناة لعدد كبير جدا من الناس. لا يتعلق الامر فقط بالظلم المنهجي المبيت الذي يرتكبه زعران المستوطنين في سوسيا أو الخليل أو يتسهار وما الى ذلك، وانما قبل كل شيء بالظلم التاريخي الذي يتسبب به الاشخاص الجيدون في المستوطنات البرجوازية "المعتدلة" بسبب نهب الاراضي، سواء كانت خاصة أو "أميرية" والحواجز والاغلاقات وعمليات التجريف وتضييع أية فرصة لابقاء قطعة حياة طبيعية للفلسطينيين. وكذلك الامر بسبب الطرق المخصصة لليهود وحدهم والمناطق الامنية التي بين المزارعين واراضيهم وتوزيع المياه والسور وغيره وغيره. معاناة تاريخية موثقة في الكثير من التقارير، وبالرغم من ذلك بقيت بعيدة عن الانظار بالنسبة لاغلبية المستوطنين. هناك من يؤمنون بصدق واخلاص بالتعايش بين المستوطنين والفلسطينيين، ويقولون من دون أية ذرة من السخرية أن "هناك مكان كاف للجميع". وكأن هذا المكان غير قائم. ليس عندما يأتي الجيش دائما مع المستوطنين ومعه الحواجز والازعاجات والمناطق الامنية ومصادرة الاراضي. ليست هناك ولو مستوطنة واحدة، مهما كانت اجماعية ومعتدلة، لم تخلف وراءها ذيلا طويلا من المعاناة والآلام. على هذا النحو يمكن لسكان أفرات ومعاليه ادوميم – مستوطنتان برجوازيتان شكليا – أن يتخيلوا بينهم وبين انفسهم انهم يعيشون في مدينة اسرائيلية عادية. ولكن من حولهم تشيد الاجزاء الاكثر وحشية من الجدار الفاصل الذي يحبس عشرات آلاف الفلسطينيين بينه وبين الخط الاخضر ويبعدهم عن اراضيهم ومصادرهم المائية ومدنهم الأم. صحيح أن من الممكن أن يكون هناك احتلال من دون مستوطنات مثلما هي الحال في غزة، وليس من الصحيح اتهام المستوطنين وحدهم بالقسوة والغلظة – كل سلطات الدولة شاركت وما زالت في ذلك حتى آخر جندي من جنود الاحتياط. ولكن المستوطنات هي التي تحول التماس مع الاحتلال الى حاضر – غائب بالنسبة للفلسطينيين، هي التي تجلب الجيش والحواجز والخوف في كل مكان وبسببها لا يذوق الفلسطينيون لحظة واحدة من الحياة الطبيعية التي ترزح دوما تحت وجود الاحتلال الرهيب. من الجدير بنا أن نذكر ذلك في محادثات الصالونات القادمة حول "مستقبل المناطق". - هآرتس 13/11/2007 -
×
اسرائيل ردت اقتراحا امريكيا لزيادة القوة المصرية على الحدود
نحو 750 جندي من حرس الحدود المصريين ينتشرون اليوم على طول الحدود مع غزة، حسب اتفاقات وقعت بين اسرائيل ومصر بعد فك الارتباط في العام 2005. وتطالب مصر السماح لها بادخال المزيد من الجنود الى منطقة الحدود، بهدف تحسين نتائج معالجة التهريبات. في وثيقة مفصلة نقلتها شخصيات مصرية رسمية الى "هآرتس" يدعي المصريون بأنه منذ بداية السنة اكتشفت قوات الامن المصرية نحو 150 نفقا وامسكت بـ 83 طن من المواد المتفجرة. ولغرض الاحباط التام للتهريب يدعي المصريون بوجوب مضاعفة عدد الجنود على خط الحدود. وجاء في الوثيقة المصرية ان "الوضع يفترض التعاطي الاكثر واقعية مع الجهود المصرية. والاستجابة لطلب مصر بزيادة عدد جنود حرس الحدود المصريين". وتحذر مصر في الوثيقة من أن اتهامات اسرائيل بشأن المساعدة بالتهريب، تمس بدافعية قوات امنها لمكافحة هذا التهريب. وترد مصادر امنية كبيرة في اسرائيل مزاعم القاهرة وتدعي بأن الاحصاءات التي تعرضها الان مصر "مضخمة وعديمة الاساس". واليوم ستبدأ في روما مداولات بين ضباط اسرائيليين ومصريين سيعنون أساسا بالوضع الامني على الحدود. رئيس الوزراء ايهود اولمرت امتنع عن التطرق الى مسألة التهريب من مصر علنا، ولكن في المباحثات المغلقة تحدث بشكل شديد تجاه المصريين. قبل نحو اسبوع ونصف التقى اولمرت مع وزير الخارجية الالماني فرانك وولتر شتاينماير وقال للوزير الذي عاد لتوه من زيارة الى القاهرة انه لا يفهم لماذا لا تعمل مصر بجدية ضد التهريب. وحسب اولمرت "فانهم يسمحون للامر بالاستمرار دون عراقيل ويتيحون دخول السلاح والمخربين الى قطاع غزة. ما يفعلونه لا يساعد ابو مازن بل ويعزز حماس فقط". الاسبوع الماضي زار اسرائيل موظفان امريكيان كبيران – روف دنين من وزارة الخارجية وماركيميت من وزارة الدفاع – وهما يترأسان فريقا خاصا من الادارة الامريكية تشكل للمساعدة في حل مسألة التهريب. والتقى دنين وكيميت مع ابراموبيتش وجلعاد وطرحا امامهما اقتراحا بتنفيذ تغيير في الملحق الامني لاتفاق السلام بين اسرائيل ومصر، بحيث يرفع عدد الجنود الذي يسمح لمصر بالاحتفاظ بهم في منطقة الحدود. ورد ابراموبيتش وجلعاد ردا باتا هذا الطلب وهاجما المصريين بشدة. وقالا: "قبل كل شيء فليفوا بالاتفاق الذي وقعناه معهم بعد فك الارتباط". واضاف ان "مشكلة المصريين ليست كمية الجنود بل نقص الدافعية". مصر: جهود مضاعفة لاحباط التهريب مصر قلقة من المزاعم المصرية تجاهها، في مسألة غض نظر القاهرة عن تهريب وسائل القتال الى القطاع ولا سيما امكانية ان تؤدي هذه الاتهامات الى حرج في علاقاتها مع الولايات المتحدة. وتعتقد مصر بان اسرائيل تقف خلف تجميد 200 مليون دولار من اموال المساعدات الامريكية من قبل الكونغرس. النائب يوفال شتاينتس من الليكود الذي يعمل منذ نحو سنتين مع الكونغرس في المسألة المصرية، بعث رسالة الى 100 عضو في مجلس الشيوخ دعاهم فيها الى المصادقة على تجميد الاموال. وفي منتصف كانون الاول سيبحث مجلس الشيوخ الامريكي في التشريع بهذا الشأن الذي سبق أن صادق عليه مجلس النواب. والشهر الماضي نشر في "هآرتس" الرد الذي نقلته الادارة المصرية الى الكونغرس في مسألة التهريب، اما الاسبوع الماضي فنقلت شخصيات رسمية مصرية الى "هآرتس" وثيقة مفصلة تتضمن اجابات القاهرة على اتهامات اسرائيل. وتفصل الوثيقة في سلسلة الجهود التي تبذلها مصر، على حد قولها، بوقف التهريب: • منذ كانون الثاني 2007 فصاعدا أمسكت قوات الامن المصرية على طول الحدود، في أثناء احباط جهود التهريب، 83 طن من المواد المتفجرة من نوع تي.ان.تي، 218 بندقية، 130 مسدس، 7 قاذفات آر.بي.جي و 53 قنبلة، 12 صواريخ مضادة للدبابات، 164 لغم ضد الدبابات، 3 احزمة متفجرة ونحو 300 الف رصاصة لسلاح خفيف. • في هذه الفترة اكتشف ودمر نحو 150 نفق. كما احبطت نحو مائة محاولة تهريب. • منذ بداية السنة اعتقلت قوات الامن المصرية اكثر من 130 متسلل حاول الدخول الى اسرائيل. كما اعتقل عدد من المتسللين الفلسطينيين الذين دخلوا سيناء من القطاع، بهدف التسلل في سياق الطريق الى الاراضي الاسرائيلية. وأمسك في حوزتهم أسلحة، احزمة ناسفة ومواد متفجرة. وكانوا في طريقهم لعمليات انتحارية في اسرائيل. المصريون يقولون ان كل جهودهم تمت "رغم القدرة المحدودة لقوات الامن المنتشرة على طول الحدود، بسبب الشروط التي تقررت في اتفاق السلام بين الدولتين ورغم حقيقة أن خط الحدود طويل جدا ومعقد على المعالجة بسبب طبيعته الطوبغرافية". جزء كبير من التهريبات الى القطاع، كما يزعم التقرير تم عبر البحر وليس عبر الانفاق في محور فيلادفيا في رفح كما تدعي اسرائيل. وحسب المصريين فانه "رغم كل الجهود التي تبذلها قوات الامن المصرية، تواصل اسرائيل توجيه اصبع الاتهام لمصر (وكأنها) تغض النظر عن تهريب السلاح عبر حدودها". مصدر امني كبير في اسرائيل، ممن عرضت عليه المعطيات المصرية من قبل "هآرتس" قال ان المعطيات "تبتعد مسافة كبيرة عن الواقع. الاهم هو ان المصريين لا يروون عما لم يوقفوه. بتقديرنا، في الاربعة اشهر ونصف الاخيرة، تم تهريب من سيناء الى القطاع نحو 110 طن من المواد المتفجرة". وبتقدير المسؤول الكبير، فان "المصريين لا يعتزمون بذل الطاقة في معالجة التهريبات. فهذا يلزمهم بتحطيم توازنات حساسة حيال القبائل والبدو في سيناء وحيال حكم حماس في القطاع". بالنسبة للتهريب البحري، في الجيش الاسرائيلي يشيرون الى أن القوارب تخرج الى القطاع من شواطيء شمالي سيناء، أي من الاراضي التي توجد تحت السيطرة المصرية. اسرائيل تقترب سبل التصدي في روما واليوم تفتتح في روما مداولات من ثلاثة ايام بين ضباط اسرائيليين ومصريين بالنسبة للوضع الامني في سيناء. والمحادثات هي في اطار الحوار السنوي الذي يجري في قيادة قوة المراقبين متعددة الجنسيات التي تشرف منذ العام 1982 على تطبيق الجانب الامني من اتفاق السلام بين اسرائيل ومصر. وعلى رأس الوفد الاسرائيلي سيكون رئيس دائرة التخطيط الاستراتيجي في شعبة التخطيط، العميد يوسي هايمن، ومسؤولين كبار آخرين في الجيش الاسرائيلي، وزارة الخارجية ووزارة الدفاع. موضوع التهريب سيكون أحد المواضيع المركزية في هذه المداولات. وسيعرض الوفد الاسرائيلي معطيات بشأن عدد الانفاق المقدر في محور فيلادلفيا ويقترح على المصريين ايضا السبل لتحسين التصدي للتهريب. واشار مصدر امني الى أن احدى توصيات اسرائيل ستعنى بطريقة هدم الانفاق التي تكتشف. اليوم يغلق المصريون فتحة النفق بالاسمنت، الامر الذي يسمح للمهربين بمواصلة استخدام النفق من خلال حفر فتحة جديدة والارتباط بمسار النفق. الجانب الاسرائيلي سيقترح على المصريين هدم الانفاق بالمتفجرات التي تدخل الى عمق النفق وتؤدي الى انهياره التام. كما أن الضباط الاسرائيليين سيقترحون خطة لانتشار افضل واكثر نجاعة للجنود المصريين على الحدود والاستخدام الاكثر للوسائل التي يسمح للمصريين بالاحتفاظ بها على مقربة من الحدود. - هآرتس 11/11/2007 -
×
الفلسطينيون يوافقون: مكافحة الارهاب كشرط لاقامة الدولة
وكان اتفق في الاسابيع الماضية على أن تشترط التسوية الدائمة بتطبيق المرحلة الاولى من خريطة الطريق – تفكيك بنى الارهاب من جانب الفلسطينيين وتفكيك المواقع الاستيطانية وتجميد المستوطنات من جانب اسرائيل. وكان هذا الاختراق تحقق قبل نهاية الاسبوع، في اثناء احدى المحادثات بين مندوبين المفاوضات من الجانبين. وحسب مصدر سياسي كبير "أصرت لفني على موضوع التواصل الزمني – تفكيك الارهاب مقابل اقامة الدولة – وقالت انه طالما لم يتعهد الفلسطينيون بان تشترط الدولة بمكافحة الارهاب، فان اسرائيل لن تتحرك قيد أنملة عن موقفها المعلن الحالي". والان يقول هذا المصدر ان "ما أن أزيل هذا العائق الاكبر بين الطرفين، حتى صار ممكنا مواصلة بلورة البيان الذي لم يبلور بعد ومن السابق لاوانه القول ان اسرائيل مستعدة للتنازلات الان". معنى الاتفاق هو شق الطريق نحو بلورة البيان نفسه، والذي ستعلن فيه اسرائيل عن تنازلات هامة، على فرض أنها تحتفظ بالحق بالغاء الاتفاقات مع الفلسطينيين اذا لم ينزع سلاح حماس وباقي منظمات الارهاب. ومع أنهم في السلطة وافقوا على اشتراط التسوية الدائمة بتطبيق المرحلة الاولى من خريطة الطريق ولكنهم يواصلون الادعاء بان اسرائيل لا تفي بتعهداتها. رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن تحدث اول أمس هاتفيا مع وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس، واشتكى من أن اسرائيل تراجعت عن موافقات سابقة. وبزعم الفلسطينيين، فان قوات امن السلطة بدأت تنزع سلاح الميليشيات المختلفة، فيما أن اسرائيل لم تفعل شيئا في موضوع تجميد البناء في المستوطنات. يعودون الى محور فيلادلفيا؟ رغم الاتفاق الاسرائيلي – الفلسطيني عن تفكيك بنى الارهاب، يبدو أن اسرائيل لا تخاطر. صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن، أفادت هذا الصباح بان حكومة اسرائيل ابلغت محافل فلسطينية في رام الله نيتها احتلال محور فيلادلفيا لمنع استمرار تهريب السلاح الى القطاع ومن أجل السيطرة على الانفاق التي يتدفق عبرها السلاح والمال الى حماس. - معاريف 11/11/2007 -
×
شرك اللاجئين
القيادة الفلسطينية ستصل الى انابولس مع صيغة واحدة للحل: قرار الامم المتحدة رقم 194 للعام 1948. وجاء في هذا القرار ان "اللاجئين الذين يرغبون في العودة الى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم، سيسمح لهم بعمل ذلك في اقرب وقت ممكن من الناحية العملية. بالنسبة لاملاك اولئك الذين يفضلون عدم عمل ذلك تدفع تعويضات حسب مبادىء القانون الدولي". اما اسرائيل هي الاخرى فستصل الى انابولس مع موقف عنيد في مسألة اللاجئين: عن العودة الى الاراضي الاسرائيلية لا يوجد ما يمكن الحديث فيه. حق العودة سيكون فقط الى نطاق الدولة الفلسطينية – عندما تقوم. وسيكون استعداد لاستيعاب رمزي للاجئين والمساعدة في اقامة صندوق دولي لاعادة تأهيلهم. الدهيشة مريم عبدالسلام، 63 سنة، التقيناها في احد الازقة الضيقة لمخيم الدهيشة للاجئين قرب بيت لحم. والدهيشة هو واحد من 19 مخيم للاجئين في الضفة. يشكل سكانها 40 في المائة من سكان الضفة – نحو 675 الف نسمة. في الدهيشة وحدها يسكن 11 الف لاجيء. معظمهم لاجئو العام 1946 من القرى في منطقة رواق القدس داخل الخط الاخضر. حتى ما قبل نحو 50 سنة سكن اللاجئون في الخيام، وبعد ذلك بنت لهم الامم المتحدة بيوتا، وعلى مدى الزمن اضيفت طوابق اخرى لكل بيت. الاكتظاظ صارخ، ولكن النظافة النسبية محفوظة. الرسومات على الجدران بل وحتى الصليب المعكوف على كل جدار وحائط تدل على الاجواء المشحونة. مريم عبدالسلام تلبس ثوبا أسود مطرز عليه بالالوان الصفراء والحمراء والخضراء. وعلى رأسها حجاب تقول: "ولدت في قرية الجريش قرب بيت شيمش". وهي تروي قائلة: "انا مثل كل جاراتي، اريد العودة الى بيتي، الى قريتي – الى ارضي، هذا حقنا". - هل زرتِ قريتك؟ + "زرت القرية. لم يبقَ منها شيء. جبل مكشوف فقط. عندما نعود، ان شاء الله، سنزرع، سنبني وسنرتزق من اراضينا. هذا ما نريده". ماهر فرحان، 42 سنة، هو قريب من مريم. أب لتسعة أطفال، جيل ثانٍ من اللاجئين، ولد في الدهيشة. "الحل لمشكلتنا فقط هو العود الى الجريش. الى ديارنا"، يقول بحزم. في منزل والدي ماهر فرحان، مثلما في كل منزل للاجئين يوجد مفتاح البيت الذي غادروه في العام 1948. لمعظمهم حلم بالعودة الى البيت والقرية التي سكنوها حتى 1948. جنين وهناك من يتحدث بصوت عال عن أن حق العودة لن يتحقق بكامله. ويقول عدنان الهندي، لاجيء من حيفا يسكن مخيم جنين للاجئين: "سكان المخيمات في الضفة يجب ان يقرروا اذا كانوا يريدون العودة او تلقي التعويضات. يجب الا تكون عودة اللاجئين الى اسرائيل رمزية. يوجد واقع جديد، هذا واضح لنا. نحن لا نريد هدم اسرائيل بل ايجاد حل تعويضات أو ارض بديلة. لي شخصيا من الصعب القول بصوت عالٍ اني لن اعود الى دياري". التغيير الذي طرأ بالنسبة لحق العودة يمكن أن يُرى في اعلان ابو مازن، الذي هو ايضا لاجيء ولد وترعرع في صفد، قال قبل شهر "لي الحق بالعودة الى بيتي في صفد. هذا لا يعني اني سأعود الى هناك، بل ان حقي قائم". - يديعوت 11/11/2007 - اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647 القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14 حي المصايف، رام الله الرمز البريدي P6058131
للانضمام الى القائمة البريدية
|