مفتاح
2024 . الإثنين 20 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

ماالذي يمكن استخلاصه من زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي وصل نهاية الأسبوع الماضي، إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة؟ سوى أنها زيارة تصب في دعم مصلحة الاحتلال وحكومته اليمينية التي تعلن كل يوم عن ضم مزيد من الأراضي وبناء المستوطنات، إذ أن مون لم يمارس مهامه الحقيقة التي يتوجب عليها تأديتها باعتباره ممثلا ًعن الأمم المتحدة، من أجل الوقوف في وجه المد الاستيطاني الإسرائيلي، والانتهاكات والممارسات العدوانية الاحتلالية من الكيان الإسرائيلي، الذي يعتبر نفسه فوق القانون. إذن ما الهدف من زيارة الأمين العام للأمم المتحدة إلى فلسطين؟

الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لم يتردد في زيارته السابقة في العام الماضي إلى فلسطين، بالتوجه لمواساة عائلة الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي كان محتجزاً وقتها من قبل حركة حماس، مبدياً تعاطفه معها ومطالباً بالحرص على حياته والإفراج عنه، فيما يتزامن وصوله إلى الضفة الغربية مع خوض الأسير خضر عدنان إضراباً عن الطعام منذ ما يزيد عن 50 يوما ً ألحقه بإضراب عن السوائل، حتى بات على شفا حفرة من الهلاك، احتجاجا ًعلى وانتهاك حقوقه وكرامته وعلى سياسة الاعتقال الإداري، التي تطال 300 أسير، ولكنه مع ذلك لم يكلف نفسه وسعاً للاطلاع على شؤونهم وأوضاعهم الصعبة في سجون العذاب الإسرائيلية التي تحرمهم أبسط حقوقهم في العلاج والتعلم ورؤية عائلاتهم وأقاربهم، وتعذبهم وتعرضهم للإذلال والمهانة اليومية، فيما يتجاهل بان كي مون هؤلاء ويغض بصره عن معاناتهم ومطالبهم العادلة التي كفلتها الحقوق والقوانين الدولية لأنهم بشر كما شاليط وغيره، ويتوجب على الأمم المتحدة أن تضمنها وتعمل على عدم انتهاكها، ومحاسبة منتهكيها ومعاقبتهم.

وبدلاً من الاطلاع على عذابات الفلسطينيين اليومية التي تفرضها عليهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي، سوءاً من هدم المنازل ومصادرة الأراضي والاعتقالات اليومية، والإغلاقات على الحواجز التي تقطع أوصال المدن في الصفة الغربية، وتهويد القدس، والاعتقالات اليومية في صفوف الشباب الفلسطيني، والقصف المستمر والعشوائي على قطاع غزة، والأوضاع الصعبة التي يعيشها القطاع من إغلاق وحصار ودمار مازال ماثلا ً منذ العدوان الإسرائيلي على القطاع عام 2008، والانتهاكات بحق الأسرى والأسيرات، بدلاً من الاطلاع على أي من الأوضاع المأساوية السابقة، زار بان كي مون موقع مدينة روابي شمال رام الله والتي تعتبر مثالاً للمدينة النموذجية. ولا أدري من الذي نظم لمون برنامج زياراته في الضفة الغربية؟ لكن إنه لمن المعيب أن نتجاهل أوضاعنا المأساوية التي يعيشها شعبنا الفلسطيني الراسخ تحت الاحتلال، وبدلا ًمن أن نقود بان كي مون ليرى بأم عينه العذابات التي يعيشها أبناء المخيمات أو أولئك الذين يحجب جدار الفصل العنصري مساكنهم، نأخذه ليزور موقع بناء المدينة النموذجية في فلسطين، بحجة التأكيد للعالم على الجهد الفلسطيني المبذول لقيام دولة فلسطينية، رغم أن الدولة لا تقوم ببناء المساكن من طوب وحجر، بل من أشياء أخرى ليست في معرض حديثنا ها هنا.

إنه من المخجل، تقديم حاجتنا وأطماعنا الاقتصادية على حاجاتنا الإنسانية ومطالبنا العادلة، ونُري العالم أن حياتنا طبيعية، بل إننا نعيش ترفا ً اقتصاديا ًيمكننا من بناء مدن متكاملة، ثم نطالب بدعمها مالياً من أجل دعم بناء الدولة، حيث "قال مون في حديث للصحفيين عقب زيارته مشروع مدينة روابي، إن هذا المشروع الذي يشمل حوالي 6 آلاف وحدة سكنية سيستفيد منها عشرات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني يبين للعالم الجهد الفلسطيني المبذول لقيام دولة فلسطينية"، و"دعا مون الأطراف المانحة إلى المساهمة في دعم التوجهات الفلسطينية وتحقيق تنمية مستدامة في الأرض الفلسطينية المحتلة، حيث إن الشعب الفلسطيني يواصل سعيه لنيل حقوقه رغم الظروف الصعبة التي يمر بها، وأعلن أنه سيبحث مع الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء سلام فياض، آلية تحقيق حل الدولتين حتى يتمكن الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي من العيش بسلام سوية، مشيراً إلى أن على الطرفين استمرار العمل بشكل دائم لتحقيق هذه الغاية". كما أشارت المصادر.

لكن بان كي مون لم يتطرق للممارسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وكيف سيفعل؟ والمسؤولون الإسرائيليون سارعوا بأخذه إلى النقب وبالتحديد "شعار هنيغيف" و"كلية سابير"، حيث تسقط الصواريخ الفلسطينية كما تدعي السلطات الإسرائيلية، حيث قال مراسل صحفي للصحافة العبرية "سأحاول أن أشرح لبان كي مون كيفية عيش الأطفال الإسرائيليين وكيف يذهبون للمدارس تحت التهديد اليومي الذي يتعرضون له جراء صواريخ غزة".

التقصير لم يقع فقط من قبل بان كي مون باعتباره أمينا ًللأمم المتحدة، التي من المفترض أن تكون طرفاً محايداً على الأقل، وتعمل على إلزام كل متعد على القانون، بل التقصير يقع على الجهات الفلسطينية المسؤولة عن استضافة بان كي مون، وإعداد برنامج زيارته والوفد الذي يفترض أن يضم فردا ًعلى الأقل من أهم القطاعات كالصحة والتعليم والمرأة والأسرى وغيرها، حتى يتمكن كل في مجاله من تقديم صورة متكاملة عن الوضع الحقيقي الذي يعانيه أبناء وفئات شعبنا من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي العدوانية والمستمرة.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required