مفتاح
2024 . الإثنين 20 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

في ظل الخلافات المتلاحقة التي ألمت بالمصالحة، والأنباء التي تصدرت عناوين الصحف عن الانقسام داخل صفوف حركة حماس تجاه الموافقة عليها، تتسارع وتيرة التصعيد الإسرائيلي رداً على المصالحة –وإن غيبتها الخلافات- سواءً بمواصلة البناء في المستوطنات والتشجيع على الاستيطان بتخفيض الضرائب، أو بتصعيد العدوان تجاه القدس والمقدسيين، فبالأمس تم إحباط محاولة أعضاء من حزب "الليكود" الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى أمس الأحد للدعوة إلى بناء الهيكل المزعوم على أنقاضه، وذلك بالتزامن مع سماح المحكمة العليا الإسرائيلية لليهود بالصلاة في المسجد. وكل هذه المحاولات هي من أجل التمهيد لفكرة تقسيم المسجد الأقصى بين اليهود والمسلمين على اعتبار أنه مكان لهيكلهم المزعوم على غرار ما حصل مع المسجد الإبراهيمي في الخليل.

وهكذا فهذا هو حال القدس، وهذه أحوال سكانها اليومية من هدم ومصادرة وتضييق وخناق قاتل، يطال كل جوانب الحياة وهذه سياسة الاحتلال التي تتعمد استفزاز المقدسيين وتدنيس مقدساتهم من أجل جرهم للاشتباك وبالتالي التنغيص على حياتهم وتكديرها، وخلق حالة من التوتر الدائم، فاليوم بدأت آليات تابعة لبلدية الاحتلال وما تسمى 'سلطة الحدائق الطبيعية' الإسرائيلية، جرف أرضية ملعب وادي حلوة ببلدة سلوان، وهو الحي الأقرب إلى المسجد الأقصى من الجهة الجنوبية، كما أزالت جرافات الاحتلال خيمة اعتصام أقامها سكان الحي عام 2007م للتعبير عن احتجاجهم ورفضهم وضع يد الاحتلال والجمعيات اليهودية الاستيطانية على عقارات وأراض في المنطقة.

ولم يتوقف اعتداء المستوطنين والإسرائيليين على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية فحسب، بل طال حتى الكنائس والأديرة، فحربهم ضد كل ما هو عربي وفلسطيني بل ضد كل ما هو مختلف عنهم، حيث شنوا حملة عنصرية ضد دير المصلبة التابع للكنيسة الأرثوذكسية – جنوب غرب البلدة القديمة من القدس، وكتبوا شعارات مسيئة للمسيحيين وتهديدات بالعنف مثل "الموت للعرب" و"جباية الثمن"، إضافة إلى إلحاق أضرار مادية بمركبتين تابعتين للدير، وذلك فجر يوم 7 شباط الماضي.

وكما أفادت المصادر فإن دير المصلبة يحمل أهمية دينية كبيرة حيث يكتسب اسمه من الشجرة التي كانت مزروعة مكانه و أخذ منها خشب الصليب الذي صُلب عليه المسيح، بالإضافة إلى تاريخه العريق حيث تم بناء هذا الدير الواقع على بعد ثلاثة كيلو مترات جنوب غرب أسوار البلدة القديمة في القرن الخامس الميلادي و توالت عليه وفود الحجاج والعلماء و الشعراء من شتى أنحاء الأرض.

وكل هذا التنامي في العنصرية التي يشنها المستوطنون إنما يأتي بمباركة الجيش الإسرائيلي، الذي يشكل لهم غطاءً أمنياً بمثابة الضوء الأخضر لمواصلة إرهابهم وتطرفهم، الذي يسعون من خلاله لتغيير معالم المدينة وتهوديها بالكامل.

كما أعلنت المصادر اليوم أيضاً أن جرافات تابعة لبلدية الاحتلال، هدم منزلاً سكنياً يعود للمواطن أحمد البغدادي في حي الصوانة بمنطقة جبل الزيتون القريب من أسوار القدس القديمة، وبات مصير الأسرة هو التشرد في هذا الطقس البارد. وادعت بلدية الاحتلال أن المنزل كان بدون ترخيص.

أمام هذا الواقع المرير الذي تواجهه المدينة ينشغل الفلسطينيون بخلافاتهم ومصالحتهم الذي بدأ المعظم يشك في مصداقيتها وجديتها أو حتى في إمكانية أن ترى النور يوماً، وأمام هذا الوضع يسابق الإسرائيليون الزمن في تهويدهم للمدينة ومصادرة ما تبقى من أراضيها لتوسيع الاستيطان، ففي كل يوم تصدر القوانين واللوائح التي تتيح البناء والتوسع في المدينة المقدسة، فالجمعة الماضية 10 شباط وافقت اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء الإسرائيلية في بلدية القدس على مخطط لبناء ضخم في ساحة حائط البراق، قرب جسر باب المغاربة بالمسجد الأقصى، يطلق عليه اسم "بيت هليباه".

وكما ذكرت المصادر فمن المفترض أن تصل مساحة البناء إلى قرابة 3700 متر مربع ويتكون من ثلاثة طوابق، بالإضافة إلى طابقين تحت الأرض، وسيكون البناء معداً لاستخدام المستوطنين الذين يزورون حائط البراق بالإضافة للسياح الأجانب، حيث سيتضمن قاعات استقبال ومركز معلومات ومعرضا للآثار. وكشفت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث النقاب عن أن هذا المبنى سيتم بناؤه على أنقاض مباني وآثار إسلامية عربية في أقصى الجهة الشمالية الغربية من ساحة البراق، غربي المسجد الأقصى.

كما أكدت مؤسسة الأقصى، في وقت سابق من هذا الأسبوع أن "الاحتلال الإسرائيلي وأذرعه التنفيذية متمثلة بسلطة الآثار الإسرائيلية تواصل حفر الأنفاق وتوسيع رقعة الحفريات في مغارة الكتان، الواقعة ما بين بابي العامود والساهرة على حدود السور الشمالي للبلدة القديمة في القدس، تحت الأسوار والبيوت الفلسطينية في البلدة القديمة بالقدس، كما يواصل الاحتلال تنفيذ أعمال إنشائية لتهويد كامل مغارة الكتان، في حين بُدئ في الأيام الأخيرة إقامة حفلات تلمودية كجزء من تهويد الموقع".

إن ما سبق من اعتداءات وتصعيد ليس سوى قطر من غيث، من ما تتعرض له المدينة من ظلم واضطهاد إسرائيلي وتقصير فلسطيني وعربي، وأمام هذا المد الاحتلالي الذي لم يبق ولم يذر شيئا ًفي المدينة، لا يسعنا سوى مسابقة الزمن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في القدس، حيث يجب أن تكون على رأس أولوياتنا، كما لا يجب ربطها بأي ملف آخر، فالتهويد في القدس لم ولن ينتظر أحداًـ وكذا فإن إنقاذ القدس لا يجب أن ينتظر إتمام مصالحة أو غيرها.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required