مفتاح
2024 . الأحد 19 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

إنها الإرادة..إنها الإرادة التي أحيى معناها من جديد الشيخ خضر عدنان، أحياها فينا وفي نفوسنا التي استفاقت على صوت أمعائه الخالية، طوال 66 يوم مضوا، فبصبره وجلده وقوة روحه التي تجاوزت جسده النحيل بعد أن فقد أكثر من 44 كيلوغراما ًمن وزنه، وقبل كل هذا بإرادته الفولاذية التي حاربت كل صنوف العذاب النفسي والجسدي وبعزيمته الصلبة وإيمانه الخالص، أخيراً انتصر الأسير خضر عدنان على سجانيه، وكسر شوكتهم ورد جرمهم في نحرهم.

فبالأمس 21 شباط، أعلنت المحكمة العليا الإسرائيلية الموافقة على الإفراج عنه بعد أن ينهي الحكم المقرر عليه، وينتهي في السابع عشر من نيسان/ ابريل القادم، والذي يصادف يوم الأسير الفلسطيني، وعندها أوقف الأسير البطل خضر عدنان موسى إضرابه عن الطعام.

هذا هو الانتصار الذي حلمنا به، وكنا نرجوه ونأمله خوفا ًعلى حياة بطلنا الفلسطيني، الذي لم ييأس ولم يشكو التعب ولا الإرهاق ولا الجوع، ولا المرض وظل صامدا ً ليثبت أننا إما أن نحيا بكرامة فوق الأرض أو تحتها، وكرامتنا فوق كل اعتبار وفوق كل إذلال، ولا قيمة لشيء في هذه الحياة دونها، انتصار عدنان في معركته كان انتصاراً لنا جميعا ً فهو قائدنا وهو الذي واجه دولة العنصرية وتحداها، من أجل كل الأسرى في السجون، ومن أجل حقوقهم التي كفلتها القوانين والمواثيق الدولية، والتي تتنافى مع نظام حكومة الاحتلال العنصري، وقانونه بالاعتقال الإداري الذي حاربه عدنان انتصارا للعدالة الإنسانية، والذي تستغله السلطات الاحتلالية للزج بأبنائنا في السجون دون تهم واضحة ودون محاكمة عادلة، فتظل تحتجزهم إلى أجل غير مسمى.

نصر أثلج صدورنا..وأعاد الحياة في عروقنا كما أعادها لخضر، فلنحيا بهذا النصر، الذي حريٌ به أن يظل مشتعلاً في نفوسنا ليحارب كل القوانين والأحكام والسياسات الإسرائيلية الاحتلالية الظالمة، والجائرة التي لا تمثل إلا كياناً إرهابيا ً عنصرياً، يعاني منه كل فرد فلسطيني داخل السجون وخارجها.

نعم أذكرك تماماً..وكأنه الأمس لكنه قبل بضع سنوات عندما وقفت في إحدى قاعات كلية الهندسة في جامعة بيرزيت وقد تبرعت بإعطاء الطلبة دورة في اللغة العبرية، وكنت بين الفينة والأخرى تحدثنا عن الاعتقالات والتبليغات، وظروف الأسرى في السجن وضرورة تعلم لغة العدو، كنت تقول "اللي بيجي تبليغ لا يروح"، ثم تعود للدرس، كنت هادئاً..خلوقاً..مميزاً في حديثك، وكما عرفناك في تلك الفترة القصيرة ها أنت اليوم..تسطر تاريخاً بطولياً في الدفاع عن الكرامة والحرية...فيما نقف كلنا عاجزين أمام صبرك وقوة إرادتك...أقول لك لن نكل في الدفاع عنك وعن ما بدأته...وأذكرك إنهم يستطيعون سلب أرواحنا لكنهم لا يستطيعون سلب حريتنا..قاوم فأنت حرٌ وحرٌ وحرٌ...فأنت القوي ونحن الضعفاء...ولك منا الوفاء.

فلننحني احتراما ًوإكباراً لإرادتك وعزيمتك وإيمانك بقضيتك..ولتحيا كل الحناجر التي خرجت في الشوارع وهتفت باسمك وطالبت بحريتك، وفي هذا السياق ورغم أن التظاهرات والحملات الشعبية والرسمية والوطنية لم تتوقف عن العمل من أجلك، لكن كان يجب أن تكون أكثر حشداً ..كأن تكون انتفاضة شعبية تقودها أنت من وراء القضبان، وهذا ما كان يخشاه الاحتلال...أن تتحول إلى بطل أسطوري إذا ما قضيت في إضرابك، لكن الاحتلال لم يدرك أنك كنت بطلاً وصرت بطلاً وستظل بطلاً فلسطينياً بامتياز.

كنا قد اعتقدنا أن زمن البطولات والأبطال انتهى، لكنك أثبت لنا أنا كنا مخطئين، فما زلت فينا... أنت البطل الفلسطيني العربي الذي أخضع السجان الإسرائيلي، وأبطل كل أدواته القمعية، التي وقفت عاجزة أمام قوة نضالك وكفاحك، وصبرك، فقد واصلت صبرت يا شيخ..كأنك كنت تقول..سأصبر وأصبر حتى يمل الصبر من صبري.

إن نصر عدنان هو رسالة لكل شعبنا وقيادته، بضرورة التوحد معاً، ونبذ أي خلاف ولفظ أي انقسام، لأن العدو واحد ونحن شعب واحد لا يجب أن تفرقنا المصالح ولا الأهواء الشخصية، فمازال هناك الآلاف من الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الذين يعانون أسوء الظروف وأبشعها في الزنازين الرطبة والمظلمة، بين آلامهم التي لا تجد آذانا صاغية من السجان الظالم، وغيرها من القضايا التي تتطلب الإسراع في تنفيذ المصالحة وعدم المماطلة، إكراماً لنصر كنصر خضر عدنان، ليظل ماثلاً أمام أعين المحتل، فيراه ويرصده مع كل صوت وكل نبض فلسطيني.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required