مفتاح
2024 . الأحد 19 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

"مشكلة الكهرباء في قطاع غزة ستُحلّ في شكل مؤقت خلال أسبوع، لكن حلّها في شكل جذري سيستغرق ثلاثة أشهر"، هذا ما صرح به نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق صباح اليوم، فهل بالفعل ستنتهي معاناة أهل القطاع بعد أن طال انتظارهم خلال الثلاثة أسابيع الماضية، إثر توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع عن العمل بعد نفاد الوقود الذي تعتمد عليه في التشغيل، وبعد أن وقعوا ضحية كل من الاحتلال والانقسام الفلسطيني، وحتى التغيرات الإقليمية الراهنة.

أبو مرزوق قال إن "مصر ستزود غزة بالسولار بالسعر العالمي عبر معبر كرم أبو سالم"، وذلك بعد أن تناقلت المصادر الإخبارية خلال الفترة الماضية، ما ذكره البعض حول الاتهامات التي وُجهت لمصر ولحكومتها الحالية، التي أصرت على إدخال السولار من خلال معبر كرم أبو سالم عبر الجانب الإسرائيلي بما يمثله ذلك من مخاطر أمنية وسياسية واقتصادية، إضافة إلى الكلفة الكبيرة التي ستتحملها الحكومة وغزة جراء توريد السولار بأسعار تصل تكلفتها على 15 مليون دولار شهرياً، وهو ما لا تستطيع حكومة غزة على توفيره، على حد قوله.

في المقابل أكد السفير المصري لدى السلطة الفلسطينية ياسر عثمان عدم وجود مشكلة أو خلاف بشأن حل أزمة الكهرباء في قطاع غزة ودور مصر في إنهائها، من خلال خطة متدرجة وشاملة تبدأ من مرحلة إمداد محطة كهرباء غزة بالسولار المصري بطريقة رسمية وشرعية، وتمر بزيادة القدرة الكهربائية المصرية وتنتهي بمشروع الربط الثنائي، حسبما أوردت المصادر الإخبارية.

في كل الأحوال، لقد ركز الإعلام على حيثيات هذه الأزمة، لكنه لم ينقل بما فيه الكفاية المعاناة التي عاشها سكان قطاع غزة، نتيجة انقطاع الكهرباء، وحالة الشلل التي أصابت مناحي الحياة والعمل في كل القطاع، بل والأهم من ذلك المعاناة التي شهدتها المستشفيات والمختبرات الطبية وغيرها من المراكز الصحية، التي لم يعد بإمكانها مواصلة العمل على المولدات الخارجية، حيث أن كثيراً من المرضى تتوقف حياتهم على الأجهزة الكهربائية.

ناهيك عن حالة أبناء القطاع، في موجة البرد الشديدة التي شهدتها البلاد الفترة الماضية، ولجوئهم إلى طرق بديلة عن التدفئة بالكهرباء، كالعودة إلى الطبيعة وإشعال النيران بالحطب، وغيرها من المشاكل على مستوى الصناعة والزراعة والصرف الصحي التي أعادت الزمن بالقطاع إلى ما قبل الحضارة.

إن هذه المرة ليست الأولى في تاريخ انقطاع الكهرباء عن القطاع، فلطالما عانى أهالي قطاع غزة من انقطاع الكهرباء خلال سنوات الحصار الماضية، بعد عدوان جيش الاحتلال عليه عام 2008، واستمر لسنوات تالية بسبب الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي كان بحوزة حركة حماس، لكن هذا الحصار مازالت مظاهره قائمة حتى بعد الإفراج عن شاليط بصفقة تبادل الأسرى، وها هي آثاره ومشاكله تتكشف يوماً تلو الأخر.

لذا لابد من إنهاء هذه الأزمة وغيرها الكثير ممن يعاني منها أبناء قطاع غزة، الذين شهدوا الكثير من الويلات، وعانوا مختلف العذابات جراء الحصار الذي حرمهم السفر والتنقل، بل حرمهم حتى من الأدوية، وجراء الانقسام الذي قسم ظهرهم كما فعل بأهل الضفة الغربية، وكلاهما استبشر خيراً باتفاق المصالحة أملاً منهم بأن تعيد المياه لمجاريها، لكنها ما زالت تراوح مكانها لأشهر، وما زالت قيد التنفيذ، بل قيد الخلافات التي ما فتأت تكبر وتتشكل يوماً بعد اليوم.

فقد عاد الطرفان لرمي الكرة في ملعب الآخر، حيث قال أبو مرزوق اليوم أيضاً 'إن تشكيل حكومة التوافق الوطني رهن بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، وإن حماس طلبت تأجيل تشكيل الحكومة لفترة أسبوعين".

أقوال أبو مرزوق تفند بصور كاملة تصريحات قادة حماس في غزة الذين اتهمو الرئيس عباس وحركة فتح بطلب تأجيل تشكيل الحكومة وهذا ما جاء على لسان صلاح البردويل عقب يوم من انتهاء اجتماعات القاهرة حيث قال أن الرئيس طلب من مشعل تأجيل تشكيل الحكومة لإجراء مشاورات الأمر الذي نفته حركة فتح في حينها وأكدت أن الطلب جاء من مشعل وليس العكس. كما ذكر موقع القدس نت اليوم.

وهكذا سيظل الوضع في غزة، وخاصة فيما يتعلق بأزمة الكهرباء رهن إنجاز المصالحة، فهل تستطيع حكومة حماس في القطاع حل هذه الأزمة بشكل جذري خلال ثلاثة أشهر، أم ستعود هذه المشكلة بتبعاتها تتصدر عناوين الأخبار من جديد.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required