مفتاح
2024 . الإثنين 20 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

إنه الاعتدال الربيعي...إنه يوم الأم، لأنها ربيع شتائنا وبهجة حياتنا لأن حبها غير المشروط يشبه ألوان زهور الربيع، وعبيرها غير المنقطع أروع من عبير هذه الزهور، بل أن جمال روحها جمال أبدي أسطوري غير منضوي، لا يختلف باختلاف الأيام والفصول.

يمر عيد الأم الذي يصادف اليوم الحادي والعشرين من مارس، هذا العام على الأم الفلسطينية كما سابقته من الأعوام التي حملت معها الأسى والعذاب والتضحية من أجل الوطن، فكيف لنا أن نحتفل بعيد الأم في فلسطين دون أن نذكر أمهاتنا الفلسطينيات اللواتي يبكين أبناءهن اليوم وراء قضبان الاحتلال، الذي حال دون أن يقبل الأسرى أيدي وجباه أمهاتهن. أو تلك الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن وبناتهن في قصف أو اعتداء إسرائيلي، كيف لا! وهذه الممارسات ما زالت ماثلة في حياتنا اليومية، ولا تخلو مناسبتنا السعيدة أو الحزينة من ذكرها ومن تفاصيلها القاتمة، كيف لا ! والجروح ما زالت ماثلة ومفتوحة على فراق الأحبة، وعلى غياب طال، وعمر انقضى في انتظار يوم اللقاء.

هي الأم الفلسطينية، التي كانت شهيدة وأسيرة وجريحة، وإن لم تكن كذلك فهي أم شهيد، أو أم أسير أو جريح وإن لم تكن كذلك، فهي أم تألم لما تعانيه أم مثلها، لأنها تدرك طعم الحرقة على الابن، وتعرف مرارة البعد، هي الأم التي لا تبالي بنفسها إزاء راحة أبنائها، وهي الأم التي تلقي بجسدها أمام أي خطر محدق بهم.

هكذا هي تخطف ساعة من الفرح، لأن الحزن قادم يباغتها في أي وقت ودون سابق إنذار، فجراحها مفتوحة وهي لا تندمل ولا تُنسى. هي بسيطة في أحلامها، فماذا تريد سوى أن ترى أبناءها يكبرون أمام ناظريها، دونما عذابات وآلام تنغص عليها عيشها، ماذا تريد سوى أن تعيش في بيتها دون أن يداهمها احتلال غاشم في ظلمات الليل، ماذا تريد دون أن تزرع أرضها وتحصدها بعيدا ًعن أعين حاقدة وأيدي غاصبة.

العام الماضي كانت ثماني أمهات فلسطينيات أسيرات في سجون الاحتلال، أما اليوم فلا يوجد سوى هناء شلبي من الفتيات في سجن الاحتلال والتي تخوض معركة الأمعاء الخاوية لليوم 35 احتجاجاً على سياسة الاعتقال الإداري، وإحقاقاً للكرامة الإنسانية، والعدالة الفلسطينية، وهي حررت مع باقي الأسيرات في صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين بالأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط، وهاهي أم شلبي تخوض معركتها من أجل إنقاذ حياة ابنتها التي تتدهور حالتها الصحية يوما ً تلو الآخر بل لحظة تلو الأخرى. ولا زالت المرأة الفلسطينية تخوض معركتها في المجتمع لانتزاع حقوقها في مختلف المجالات، في التعليم والعمل والصحة والظروف المجتمعية وغيرها.

ورغم الصعاب تستمر الأم الفلسطينية في تقديم مثال للعطاء الذي لا ينضب، وللحب الذي لا ينتهي وللشموخ والعزة الذي لا تحنيه رياح الزمن...إنها أجمل الأمهات..إنها الأم الفلسطينية...الماثلة في أرضها وفي انتمائها كرسوخ شجر الزيتون وكثبات شجر اللوز..فهي كزهر اللوز أو أبعد...في نقائها وطهرها..إنها الأم الفلسطينية فلها منا كل التقدير والاحترام والتحية.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required