مفتاح
2024 . الإثنين 20 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

تتزاحم الأحداث هذا الأسبوع وفي شهر نيسان المزدحم بدوره بالمناسبات، وذكرى الأيام الخالدة، فيصادف غداً ذكرى يوم الأسير مع إعلان الحركة الأسيرة عن بدء إضرابها عن الطعام غدا، فيما توزع إسرائيل عملها ما بين التحضير لما تنويه الحركة الأسيرة، وما بين التصدي لنشطاء الحملة التضامنية الدولية "أهلاً بكم في فلسطين"، الذين وصلوا بالأمس إلى مطار اللد، تعبيراَ عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، وبالتزامن مع الأعياد المسيحية، حيث واجهتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي التي استنفرت بشكل مسبق للتصدي للحملة، سواءً بالإيعاز إلى الشركات الأوربية بمنع المشاركين من الصعود إلى الطائرات المتوجهة إلى "إسرائيل"، أو بإلغاء حجوزاتهم أصلاً.

ورغم كل هذه الإجراءات الاحترازية تحسبا ً لوصولهم، إلا أن وصول العشرات منهم إلى مطار اللد، يؤكد على فشل محاولات "إسرائيل" الجاهدة لتكميم الأفواه وقمع الحريات، في صورة واضحة وجلية للمجتمع الأوروبي والغربي أن كرامة مواطنيه وحريتهم، تنتهي عندما يتم التطرق للسياسات الإسرائيلية، التي على استعداد للتعامل معه بوحشية وعنف تماماً كما تفعل مع الفلسطيني، لكن المشاهد التي تناقلتها وسائل الإعلام بالأمس، والتي نقلت الطريقة اللا أخلاقية التي تعاملت بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي مع المتضامنين الأجانب، عبر عزلهم فور وصولهم وتوقيفهم، ومصادرة ما يملكون من حواسيب وأجهزة اتصالات، ناهيك عن التعامل المهين معهم، فقد اقتيد بعضاً منهم إلى التحقيق، وطرد البعض الآخر، هذه المشاهد تعطي مؤشراً للدول الغربية لتعيد حساباتها في علاقاتها مع "إسرائيل".

هذا تصرف متوقع من قبل سلطات الاحتلال التي استنفرت منذ بدء الحديث عن التحضير لهذه الحملة، بما يعيد لأذهاننا هجومها على أسطول الحرية، في العام 2010، حيث قتلت حوالي 19 متضامناً من جنسيات مختلفة أغلبهم من الأتراك، ولم تعر أي بال لأي علاقات سياسية أو دبلوماسية مع أي من دول الضحايا، فأمنها وآمان مواطنيها الذي ادعت أنه مهدد بسبب الأسطول، يأتي في المرتبة الأولى.

والحقيقة أن هذه هي الصيغة التي تتعامل بها دولة الاحتلال والعنصرية، مع كل من يواجهها بظلمها وجورها، وكل من يحاول أن يشارك الفلسطينيين مقاومتهم المطالبة بالعدل والحرية وإنهاء الاحتلال غير المشروع، بالطرق السلمية المشروعة، التي كفلتها القوانين والأعراف الدولية التي نادت بحرية التعبير عن الرأي، لكن أكثر ما يقلق قوات الاحتلال ومن ورائها دولتها المزعومة، هو هذا الأسلوب السلمي الجديد الذي يلجمها ويكبلها، فرغم كونها لا تخشى مقابلته بالعنف والقمع، إلا أنها تتوانى عن الإفراط في استخدامه، خاصة بعد العزلة الدولية التي عانت منها "إسرائيل" بعد قتلها للمتضامنين في أسطول الحرية، حيث حملتها كثير من الدول الأوروبية والغربية المسؤولية، كما أن أسلوبها بالمواجهة والتصدي هذا كشف زيف ادعائها بالديمقراطية واحترام الحريات التي اتضح أنه مجرد كذب وتلفيق خرج للعالم مع الوجه الحقيقي للدولة التي تدعي أنها دولة الديمقراطية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط، فيما الحرية والديمقراطية التي تدعمها محصورة لأولئك الداعمين لها والمؤيدين لاحتلالها والمدافعين عنه من مستوطنيه وغيرهم.

الغريب هو عدم صدور أي ردود فعل رسمية فلسطينية على التصرف الإسرائيلي تجاه المتضامنين، في حين أننا في أشد الحاجة لدعم مثل هذه الحملات والتأكيد على أهميتها والوقوف إلى جانبها، من أجل نصرة القضايا الفلسطينية، ومنها قضية الأسرى وحقوقهم المهدورة في سجون الاحتلال، وهذه معركة جديدة تخوضها إسرائيل ضد أمعاد الأسرى الخاوية، الذين قرروا إعلان إضرابهم عن الطعام غداً في 17 من نيسان، في ذكرى يوم الأسير، احتجاجاً على سياسة القمع والإذلال التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحقهم، حيث تهضمهم حقوقهم المشروعة بالزيارة والتعليم وغيرها، ناهيك عن سياسة الاعتقال الإداري التي تنتهجها إسرائيل، والتي حاول الأسرى محاربتها وتسليط الضوء عليها كما فعل من قبل الأسير خضر عدنان، والأسيرة المبعدة إلى غزة هناء شلبي.

إن قضية الأسرى، وحقوقهم مسألة هامة لابد من متابعتها وتكثيف الجهود من أجل تسليط الضوء على معاناتهم في السجون، بكل السبل محلياً ودولياً، وهنا تجدر الإشارة إلى ضرورة تجنيد حملات التضامن كحملة "أهلاً بكم في فلسطين" وغيرها من أجل المطالبة بحقوق الأسرى بالحرية والعدالة، فأهلاً بكل حر أبي مدافع عن الحق والسلام في فلسطين ومن أجل فلسطين وأبنائها الصامدين.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required