مفتاح
2024 . الأحد 19 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

ها نحن نقف على أعتاب ذكرى أليمة، من تاريخنا الفلسطيني الحافل بمثل هذه الذكريات، لكنها لم تكن أليمة فحسب بل مفجعة وموجعة، بل هي أم الآلام، فهي لم تكن مصيبة أو مصاب أو حدث جلل فحسب بل كانت نكبة... نكبة 1948، وبعد 64 عاماً ما تزال تبعاتها وعواقبها ماثلة في حياتنا اليومية وفي واقعنا الفلسطيني على الأرض، رغم ما أعقبها من نوازل ومصائب ونكبات أخرى، دفع فيها الفلسطينيون الثمن غالياً من دمائهم ودماء أبنائهم، وها هم يواصلون دفاعهم ونضالهم عن أرضهم المسلوبة وحقهم الضائع، ولم يكلوا ولم يملوا ولم يتوقفوا يوما ًعن المطالبة بحقهم الذي لا يسقط بالتقادم، فدماء الأبرياء الذين سقطوا في مجازر وحشية وبشعة ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق المئات من أبنائنا وبناتنا وهم آمنين في منازلهم، وشردت آلافاً آخرين، لا يمكن غفرانها.

وها هي مسيرة النضال والمقاومة مستمرة، وفي كل مرحلة يسطر الفلسطينيون فصلاً جديداً في تاريخ الصبر والمثابرة والكفاح ضد الاحتلال الإسرائيلي، فاليوم هو اليوم 24 لإضراب الأسرى في سجون الاحتلال عن الطعام، وقد دخل عدد منهم مرحلة خطرة بعد تدهور صحتهم نتيجة لإضرابهم عن الطعام منذ ما يزيد عن 77 يوماً كثائر حلايلة وبلال دياب.

وهكذا فإن ذكرى النكبة تمر علينا هذا العام، وأسرانا يخوضون معركتهم مع الاحتلال الإسرائيلي بأمعائهم الخاوية، ونخوضها نحن في الخارج في سجن الاحتلال الكبير بدفاعنا عنهم والمطالبة بتحقيق مطالبهم العادلة التي تضمن لهم العيش الكريم، والتعامل معهم كأسرى حرب، وليسوا إرهابيين ولا مجرمين، ولا قاتلين، بل هم أصحاب حق دافعوا عن وطنهم وبذلوا من أجل ذلك كل غال ونفيس.

وكما لا يمكن لنا إلا أن نكون معهم ومع مطالبهم العادلة، فإننا لم ولن ننسى من سبقهم في هذه المعركة، معركة النضال المشروع ضد الاحتلال، من فلسطينيين طردوا من ديارهم ومن أرضهم وشردوا في أصقاع البسيطة، وعلى مدى ما يزيد على الستة عقود ما زالوا يحلمون بالعودة، التي ظنوا أنها قريبة ولن تطول، لكن النكبات والنكسات التي شهدتها القضية الفلسطينية كانت عقبة في طريقها، غير أنها لم تكن أشد ولا أقوى من عزم العودة، فعلى مدى السنين الماضية لم تدخر سلطات الاحتلال جهداً في مواصلة سياسيتها الاحتلالية، تجاه كل ما هو فلسطيني وعربي، فسلبت الأرض، وبنت المستوطنات، وعملت على طرد وتهجير الفلسطينيين بصورة ممنهجة ومتدرجة، ترمي إلى تفريغ الأرض من سكانها الأصليين، تماماً كما فعلت في نكبة عام 1948، عندما نفذت تراسنفير قسري بحق الفلسطينيين، وها هي تمارسه حتى اليوم بحق المقدسيين الذين تصادر أراضيهم وتصادر هويتاهم وتضيق عليهم عيشهم.

وها هي تواصل عزمها على المضي قدماً بسياستها التهويدية لكل الأرض الفلسطينية، وترفض إعادة الحقوق الفلسطينية، ولا تعير بالاً لأي اتفاق سلمي من أجل التوصل لحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وكأنها ليست جزءاً منه، وقد تُرجم هذا الواقع برد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على رسالة الرئيس محمود عباس، والذي حمله المستشار الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق مولخو، فيما أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه أن اللجنة التنفيذية تعتبر أن رسالة نتنياهو الجوابية لا تتضمن أجوبة واضحة حول القضايا التي تعطل عملية السلام، خاصة استمرار الاستيطان، لا سيما في القدس ومحيطها، والاعتراف بحدود العام 1967، والالتزام بإطلاق سراح الأسرى.

وهكذا فإن الجهود الفلسطينية لاستعادة الحقوق الفلسطينية مستمرة، وثابتة وموزعة على كافة الأصعدة من ملف الأسرى، وتحقيق مطالبهم العادلة، حتى نيل الحرية بالكامل، أو على صعيد قضية اللاجئين وحق العودة، الذي لا يمكن إسقاطه بالتقادم ولا يحق لأحد التنازل عنه، ويجري العمل على نبش الذاكرة وإحيائها باستمرار حتى لا يموت الحق بالنسبة للأجيال القادمة، في المقابل تواجه دولة الاحتلال الإسرائيلي كل هذه الجهود بمزيد من التصعيد العدواني، ومواصلة السياسات الاحتلالية، وتحطيم الجهود الفلسطينية التي تتواصل من أجل تذكير العالم بالواقع الفلسطيني...وبالحلم والحق الفلسطيني بالعودة إلى أرضه، لكن هذه المحاولات الفلسطينية يجب أن تتعاظم وأن تسعى لإعادة لحمة الوطن، وإنهاء انقسامه، حتى تتكاثف الجهود من أجل إحقاق القضايا العادلة.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required