مفتاح
2024 . الأحد 19 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

لم تكد تمضي ليال معدودة على قسم اليمين الذي أداه الوزراء الجدد في حكومة سلام فياض، حتى تم الإعلان عن اتفاق مصالحة جديد يقضي بتنفيذ "اتفاق الدوحة" الذي وقعته كل من حركتي فتح وحماس في 8 شباط الماضي في جولة أخرى من جولات المصالحة التي تشهد توقيعاً بالحبر على ورق، فيما يستعصي التنفيذ.

فما الذي حدا بدفع عملية تنفيذ المصالحة بالتزامن مع إعلان التشكيلة الوزارية الجديدة؟، وهل يحمل هذا الاتفاق شيئاً جديداً عن سابقيه هذه المرة؟ أم سيكون مجرد كسب للوقت ومراوغة ليس إلا؟

"الجديد في الاتفاق الأخير أنّه نصّ على التزامن ما بين تشكيل حكومة الوفاق الوطني وبدء لجنة الانتخابات عملها في قطاع غزة، وأزال حجة كل طرف بمن يبدأ أولاً، وأضاف نقطة جديدة أنه في حال تعذر إجراء الانتخابات في الموعد المتفق عليه نتيجة أي سبب خارج عن إرادة الأطراف يلتقي الطرفان لبحث إمكانيّة تشكيل حكومة وحدة وطنيّة جديدة برئاسة شخصيّة مستقلة يتم التوافق عليها". كما ذكر المحلل السياسي هاني المصري في مقاله "ماذا عدا عمّا بدا.."إعلان الدَّوْحة" مجدداً".

الاتفاق الأخير الذي وقع يوم الأحد الماضي في القاهرة بين ممثلين عن حركتي فتح وحماس ينص على "بدء عمل لجنة الانتخابات يوم الأحد القادم والبدء في مشاورات تشكيل الحكومة برئاسة الرئيس محمود عباس، وكل ما يتعلق بذلك من إجراءات لتهيئة الأجواء لتنفيذ توصيات لجنتي الحريات العامة في الضفة وغزة، إي إطلاق سراح المعتقلين لأسباب سياسية ووقف أية اعتقالات جديدة وإزالة أية عراقيل إمام تنفيذ اتفاق الدوحة". كما ذكرت صحيفة القدس في حديثها يوم 22/5/2012.

وعلى الرغم من التعطيل الذي لحق تنفيذ إعلان الدوحة السابق، بسبب عدم جهوزية حماس، والخلافات التي ظهرت في الحركة حول توقيع الاتفاق بين القيادة في الداخل والخارج، إضافة إلى الانتخابات الداخلية التي كانت تحضر لها من انتخاب لمجلس الشورى، أو انتخاب رئيساً للمكتب السياسي، إلا أن بعض هذه الأمور لم تجد مستقرها بعد، فهل ستعود حالة المماطلة والتسويف لإنفاذ المصالحة من جديد؟

وفي ظل تقاعس دولي يغض الطرف عن ما تفرضه دولة الاحتلال من معاناة للفلسطينيين، ومماطلة بخصوص إعطائهم دولة مستقلة، وفي خضم سباق انتخابات رئاسية أمريكية تتفادى خلالها الإدارة الأمريكية توجيه أي انتقاد أو ملاحظة لحكومة اليمين الإسرائيلي المتطرفة، يجد الفلسطينيون أنفسهم في ظروف تجبرهم على التوجه لإحياء المصالحة، في مواجهة التصعيد الإسرائيلي الذي يسابق الزمن في فرض مخططاته التوسعية على الأرض والتهويدية بحق القدس، فبالأمس قامت السلطات الإسرائيلية بزرع قبور وهمية لمصادرة 300 دونم في المدينة، والأحد الماضي احتفل المستوطنون في القدس بما يسمونه "يوم القدس" إحياءً لذكرى توحيدها على حد زعمهم، وتحت حماية جيش الاحتلال الذي تركهم يصولون ويجولون في المدينة المقدسة ويستفزون مشاعر المقدسيين بالصرخات والشعارات العنصرية، ناهيك عن الممارسات العدوانية الإسرائيلية الماثلة على الأرض بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم وأراضيهم، وكل ذلك يأتي ترجمة لرد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامن نتنياهو على رسالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والتي لم يستجيب لأي من المطالب التي دعاه إليها عباس، بل على العكس واصل أعماله الاستيطانية ووسعها وشرعنها، ليلقبه شعبه الذي غدا أكثر تطرفاً كما رئيسه ب" ملك إسرائيل".

قد بات واضحاً أن الرأي العام الفلسطيني، أصيب بحالة من الإحباط والكفر بالأطياف السياسية التي تضع مصالحها الفئوية والحزبية على مصلحته وتقدمها على معاناته اليومية سواءً جراء الأحوال والظروف المعيشية الصعبة، أو جراء الاحتلال الإسرائيلي الذي يستغل هذا الانقسام، لتحقيق مآربه الاحتلالية التوسعية، والتضييق على أبناء الشعب الفلسطيني ومحاربته في عيشته وانتمائه.

لذا فإن إحقاق المصالحة هو مسؤولية وطنية وتاريخية تقع على عاتق كل فلسطيني، وبالأخص أولئك المسؤولين عن تنفيذها والذين لا يتمنعون عن وضع العقبات والعراقيل في طريقها، لصالح مصالحهم الحزبية وأجنداتهم الشخصية، وكل ذلك على حساب المواطن الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وقضيته العادلة، فهل ستتمكن القيادة الفلسطينية من إعادة الأمل للشارع الفلسطيني بإنهاء الانقسام؟ وهل من الممكن أن تسترجع ثقته فيها وأن تمحو من ذاكرته تاريخها الحافل بالإحباطات؟

الأمل أن تصمد هذه الجولة من المصالحة..حتى لا تنقطع شعرة معاوية الأخيرة بين الشعب وقيادته.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required