مفتاح
2024 . الإثنين 20 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

طالما أن هناك الآلاف من أبنائنا يقبعون في أسوء الظروف خلف قضبان الاحتلال، فإن معركة نضال الأسرى مستمرة، ولم تتوقف أو تنتهي، لكنها تنال استراحة المحارب فحسب.

فمحمود السرسك وأكرم الريخاوي، مازالا مستمران في إضرابهما عن الطعام، لليوم 75، فيما تجاوز إثنان آخران ال40 يوماً، احتجاجاً على رفض سلطات الاحتلال الاستجابة لمطالبهم العادلة، وهي التي تراجعت عن ما وعدت به الأسرى الذين استمروا في إضرابهم عن الطعام ل28 يوماً، في الاتفاق الذي تم توقيعه بين سلطات السجون الإسرائيلية واللجنة الوطنية للإضراب الشهر الماضي برعاية مصرية، حيث أشار اليوم وزير شؤون الأسرى والمحررين في رام الله عيسى قراقع أنه ومنذ توقيع اتفاق إنهاء الإضراب جددت سلطات السجون الاعتقال الإداري بصورة انتقامية لثلاثين أسيراً، وبدرجة لم تكن موجودة قبل الإضراب.

وكشف قراقع عن اجتماع من المقرر أن يعقد غداً الخميس بين لجنة قيادة إضراب الأسرى وإدارة السجون لمناقشة انتهاكات اتفاق الإضراب و"وما الذي تريده مصلحة السجون "، وحذر في تصريحات لإذاعة صوت فلسطين صباح اليوم الأربعاء من أن الوضع القائم يهدد بلجوء الأسرى لخيار الإضراب مرة أخرى حفاظاً على نضالهم ومعاناتهم وإنجازاتهم إذا ما اضطروا لذلك وبعد فشل الجهود لتطبيق الاتفاق. وقال قراقع إن أي إضراب جديد قد يخوضه الأسرى هذه المرة سيكون أكثر زخما واستفادة من التجربة السابقة. وأشار إلى شروع مصلحة السجون في فرض عقوبات على الأسرى الذين خاضوا الإضراب كعقاب لهم، فيما لا يزال الأسير ضرار السيسي قابعا في العزل الانفرادي رغم إخراج 18 أسيرا من العزل إلى الأقسام العادية.

كل هذا في محاولة لإحباط الأسرى، وسرقة إنجازهم وجهدهم، وامتصاص غضبهم وثورتهم خلف القضبان، فتراجعها عن أي اتفاق ليس بالجديد، فهذا طبع دولة الاحتلال العنصري، التي لا تقدر على التطبع باحترام الاتفاقيات وعدم الإخلال بها، ولم يتوقف الأمر على إخلالها بهذا الاتفاق فحسب، فقد أخلت سابقاً باتفاق صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين بصفقة شاليط، وأعادت اعتقال بعضاً ممن أفرجت عنهم في الصفقة.

فيما يتم الحديث حالياً عن تسليم رفات 100 شهيد من مقابر الأرقام حسب الاتفاق السابق ذاته الذي نفذ الشهر الماضي بين سلطات السجون الإسرائيلية واللجنة الوطنية للإضراب، حيث من المتفق أن يتم التسليم في غداً الخميس 31/5/2012 إذ سيتم استلام الجثامين على أن تنقل إلى مقر الرئاسة في رام الله عصرا وسيتم تكفينهم ولفهم بالأعلام الفلسطينية والصلاة عليهم بحضور عائلاتهم، حسبما أشار الناطق باسم حملة استرداد جثامين الشهداء المحتجزة سالم خلة.

فيما يبقى المئات من رفات شهداء فلسطينيين وعرب، في ما يُسمى بمقابر الأرقام، في ظروف أقل ما يمكن أن توصف به أنها غير إنسانية وغير أخلاقية، ومنافية لكل الأعراف الدولية، التي تكفل الاحترام للأسير حياً كان أو ميتاً، وتبقى دولة الاحتلال الإسرائيلي هي الكيان الوحيد الذي يواصل عقابه وانتقامه من الضحية حتى بعد مماتها.

فتتعامل مع أبنائنا كأرقام، وتدفنهم في ظروف لا تليق بالبشر، دونما أي احترام أو اهتمام أو رعايا، بما يؤدي لإمكانية اختلاط رفات بعضهم ببعض، نتيجة لانجرافات التربة التي تحدث في هذه المقابر، وعلى مدى عشرات السنين، الأمر الذي تصاعدت على إثره المطالبة بإنشاء بنك "دي ان ايه" لفحص الحمض النووي الذي يثبت هوية الشهداء رغم مرور زمن طويل على استشهادهم. هكذا هم بقايا يعودون، لكنهم يعودون رغماً عن المحتل ولو بعد سنين ليحتضنهم تراب أرضهم، وليودعهم أهلهم الوداع الأخير، فيكرموا ويدفنوا كما يليق بالأبطال.

وأولئك الذين ينتظرون، لابد من الوقوف إلى جانبهم وعدم التخلي عنهم، واستنهاض كل القوى الشعبية والوطنية والرسمية من أجل الدفاع عنهم وعن مطالبهم العادلة والمشروعة، حتى تحقيق الحرية الكاملة لهم، ومن ثم يجب تفعيل قضية الأسرى الأحياء منهم والأموات على المستويات العربية والدولية كافة، حتى ترتدع دولة الاحتلال عن ظلمها واستبدادها وعنصريتها.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required