من جديد تشرق الشمس على سفوح بلدة شعفاط.
على تلة من تلال البلدة الجنوبية كانت حتى أمس خيمة حملت اسما غير باب الشمس وغير باب الكرامة. قال محدثي من أصحاب الارض المهددة بالمصادرة" اسميناها "صمود الزيتون" لان للزيتون نورا وقبسا من شمس... ولنا منه كرامة أو قل كرامات.. كان يحدثني، بينما الجنود المدججون بالكراهية يمزقون الخيمة ويتلفون ما فيها أو يصادرونه، وربما اختار البعض منهم أن يحتفظ بمنهوباته من الخيمة على بساطتها.. تابع: يسرقون وينهبون كل شيء.. ولو استطاعوا لنهبوا أحذيتنا... في أرض شعفاط حيث مزق الجنود للمرة الثانية "خيمة صمود الزيتون" مخطط لطريق استيطاني تقرر أن يمزق ما تبقى من أرض البلدة لصالح انتقال آمن لمستجلبيهم أطلقوا عليه شارع رقم ٢١.. يربط هذا الشارع مستوطنة التلة الفرنسية المقامة على أراضي لفتا الفلسطينية المهجرة، وعلى جزء من أراضي شعفاط بمستوطنات أخرى في الشمال مخترقا أراضي بيت حنينا وشعفاط.. محدثا تمزيقا في أرض مالكيها الفلسطينيين.. ليس مهما بالنسبة إليهم ما يلحقه الشارع المذكور من معاناة للفلسطينيين طالما أنه يخدم مستجلبيهم من كل بقاع الارض.. حكاية نفي للآخر تماثل ما حل بالهنود الحمر.. احتلال.. فاحلال .. وطرد... حدثني عجوز امتلأت عيناه بالدمع: بعض الشجر من زيتون الارض ورثته عن جدي.. أما والدي فقضى فوق ثراها وقد تشققت يداه من حصوها وصوانها.. آخر قال: فجأة كسر المستجلبون حاجز الخوف، وتجرأوا على كل شيء.. سرقوا منا اللثام، لكنهم مارسوا الجبن في "غزوات".. "جباية الثمن".. يخرجون ليلا كما الخفافيش يحرقون ويدمرون .. ويمهرون كراهيتهم بمخلفات أقدامهم... تتلوى شعفاط بين جدارين وحصارين.. مزقوا قلبها بسكة حديد وقطار.. الناس غير الناس وغير ما عهده القابضون على الجمر في هذه البلدة.. شعفاط تبقى رغم سياط يلسع الزيتون فيها باب للشمس.. وباب للكرامة... من زيتها تسرج مصابيح النصر الآتي... وتشرق الشمس على السفوح...
لنفس الكاتب
تاريخ النشر: 2013/3/30
تاريخ النشر: 2013/3/23
تاريخ النشر: 2013/3/16
تاريخ النشر: 2013/3/9
|